يراود مجموعة من الشبان السعوديين حلم بأن يكونوا فريقاً إسعافياً تطوعياً بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السعودي في مدينة جدة، إلا أن هؤلاء الشبان لم يجدوا إلى اليوم من"يسعفهم"ليتحول حلمهم إلى حقيقة. ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة هم تعداد سكان مدينة جدة، في مقابل ثمانية مراكز لجمعية الهلال الأحمر السعودي مكلفة بتوفير تغطية إسعافية في حالات الطوارئ في هذه المدينة، بمعدل مركز واحد لكل 437.5 ألف نسمة، وهو ما يشير إلى نقص كبير وواضح في عدد مراكز الجمعية مقارنة بالأدوار والمهمات المكلفة بها، وخصوصاً في حالات الطوارئ القصوى. وعلى رغم وجود إدارة متخصصة في الجمعية مهمتها الإشراف على الأعمال والإسهامات التطوعية هي إدارة المتطوعين، إلا أن وجود هذه الإدارة لم يسهم في تغيير نظرات القياديين في الجمعية تجاه تبني مشروع الفرق الإسعافية التطوعية. وفي فترة سابقة طالب مدير إدارة المتطوعين في الجمعية صقر بن مناحي بتأسيس فريق تطوعي داخل مدينة جدة لحاجة المدينة لوجود مثل هذا الفريق، إلا أن هذا المشروع لم يجد تجاوباً من قبل الإدارة العامة لجمعية الهلال الاحمر في منطقة مكةالمكرمة. ويقول الدكتور هشام الظفر أحد المهتمين بتنفيذ المشروع الخاص بفريق العمل التطوعي"إن فريق العمل التطوعي يحتاج إلى دعم ومتابعة وتوجيه من قبل إدارة جمعية الهلال الاحمر السعودي، من أجل استمراريته ونجاحه في أداء المهمات الموكلة إليه". ويشير الدكتور الظفر إلى تجربة تطوعية سابقة فشلت بعد اخفاقها في إيجاد الدعم الذي تستحق من الجمعية وقال"استمر عمل مركز متطوعي مكةالمكرمة وهو المركز التطوعي الوحيد في السعودية أربعة أعوام، قدم خلالها خدمات تفوق مستوى تلك التي تقدمها مراكز جمعية الهلال الأحمر السعودي، على رغم أن العاملين فيه كانوا متطوعين بالكامل، وبالطبع فهم لا يتقاضون أجراً مقابل مجهوداتهم التي كانوا يبذلونها في الميدان". ويضيف"مع مرور الوقت ونتيجة غياب أي دعم أو مساندة من الجمعية الذي كان له أن يسهم في دفع العاملين في المركز إلى مواصلة جهودهم، بدأ المتطوعون فيه ينسحبون من المشاركة في جهود المركز، إلى أن وصل عدد العاملين في المركز إلى 20 متطوعاً فقط". بدوره طرح الدكتور الظفر فكرة تأسيس الفريق التطوعي في مدينة جدة على المدير العام لجمعية الهلال الأحمر في منطقة مكةالمكرمة الدكتور خالد الحبشي، وحصل منه على الموافقة المبدئية أولاً، ثم بادر بفتح بند المشاريع تجاه فكرة تنفيذ المشروع. ومن جانبه سعى الدكتور الظفر إلى تجهيز فريق المتطوعين وتدريبهم من أجل أداء مهماتهم على أكمل وجه. إلا أن الرياح لم تجر كما تشتهي سفن الفريق الجديد، يوضح الدكتور الظفر"خاطبنا الإدارة طالبين توفير الإمكانات الضرورية لعمل الفريق، وفي مقدمها عربة الإسعاف، إلا أنهم اعتذروا عن ذلك بحجة عدم وجود السيولة المادية الكافية، إلا أننا علمنا من مصادر موثوقة عن وجود عربتي إسعاف في عهدة مركز متطوعي مكة، وهو ما دفعنا إلى توجيه خطاب رسمي للإدارة العامة للجمعية مطالبين بتسليمنا إحدى السيارتين، وجاءنا الرد بأنه لا توجد لدى الجمعية أية عربات إسعاف، وبعد مساعي التأكد من وجودها اكتشف أنها خارج مكةالمكرمة ويتم العمل عليها في مركز الجمعية الواقع في الشعيبة التابع لمكةالمكرمة وتم رفض تسليمها إلينا إلا بعد إكمال مجموعة من الإجراءات الرسمية". ويضيف الدكتور الظفر"وبعد محاولات عدة تسلمنا عربة الإسعاف، إلا أننا اكتشفنا أنها خالية من الأجهزة الطبية الضرورية لمعالجة الحالات الإسعافية". ومن المشاريع المستقبلية للفريق بحسب الدكتور الظفر"توفير الدعم المالي للفريق من خلال رعاية شركات راعية، تسهم في توفير الأجهزة الطبية الضرورية ذات الكلفة المادية العالية". من جمعية "الإسعاف الخيري" إلى "الهلال الأحمر" كانت جمعية الإسعاف الخيري التي تأسست في العام 1354ه أول جمعية تأسست في السعودية تعنى بتقديم الخدمات الإسعافية، إلا أن جهودها اقتصرت على تقديم الخدمات إلى الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف، إضافة إلى المواطنين والمقيمين في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدة والطائف من دون غيرها من المدن السعودية. وانتقلت الجمعية بعد مرور نحو 29 عاماً إلى مرحلة جديدة بصدور المرسوم الملكي رقم"1"في تاريخ 16 محرم 1383ه القاضي بالموافقة على إنشاء جمعية وطنية تحمل اسم"جمعية الهلال الأحمر السعودي". ونص المرسوم الملكي على أن الجمعية ذات شخصية اعتبارية وتستمر لمدة غير محددة، ويكون مركزها الرئيس مدينة الرياض. كما نص المرسوم الذي حمل توقيع نائب الملك، الأمير فيصل بن عبدالعزيز"آنذاك"على أن تتخذ جمعية الإسعاف الخيري نواةً لجمعية الهلال الأحمر السعودي. وتضمن المرسوم نقل وكيل وزارة الصحة عبدالعزيز مدرس من وكالة وزارة الصحة إلى رئاسة الجمعية الجديدة.