يأمل السعوديون والسعوديات بالتوسع في الأعمال التطوعية داخل بلادهم، حتى أن رؤية المملكة الطموحة 2030 تشير صراحة إلى أن من ضمن الأهداف الوصول إلى مليون متطوع في القطاعات غير الربحية، ورفع مساهمة القطاع غير الربحي إلى 5%. وبحسب إحصاءات رسمية، لا يتجاوز عدد المتطوعين في القطاعات غير الربحية 11 ألفا، فيما يتخلل العمل التطوعي عدد من الصعوبات التنظيمية، حتى أن دراسة علمية نشرت في مجلة جامعة طيبة تشير إلى أن العمل التطوعي في السعودية يركز على الجانب الإشرافي، فيما يعاني الجانب التنفيذي من صعوبات على أرض الواقع. سعوديات يعملن في المجال التطوعي في مناطق متعددة في المملكة أكدن في حديثهن إلى «عكاظ» وجود عوائق تعيق عملهن وتجعل المهمة أكثر صعوبة. وتركزت المشكلات حول الجوانب التنظيمية، الدعم المادي وتخصيص المقرات للفرق التطوعية، حتى أن إحداهن اقترحت أن تصدر وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بطاقة للمتطوعين تكون مرتبطة بقاعدة بيانات وتسمح لحاملها العمل في الميدان التطوعي «لكي تكون المسألة أكثر تنظيم».وأوضحت الدراسة أن العمل التطوعي في السعودية يعاني من مشكلات في التأسيس، واختلال الأولويات وجمود الخطاب وتقليديته في الميدان التطوعي. وتعود قصة التطوع عند السعوديين إلى ثلاثينات القرن الماضي، إذ أنشئت جمعية الإسعاف الخيري في مكةالمكرمة وانحصرت خدماتها في تقديم الخدمات الإسعافية للحجاج في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ومدينة جدة بحسب ورقة عمل قدمها مركز البحوث والدراسات للمؤتمر السعودي الثاني للتطوع. في الخامس من ديسمبر كل عام، يحتفل العالم بيوم «التطوع»، ما أثار أحاديث جادة بين سعوديات عن مستقبل التطوع في ظل دعم رؤية المملكة 2030 للعمل التطوعي في البلاد. وتركزت مشكلات العمل التطوعي النسوي في الجوانب التنظيمية و«سطوة المنظمين»، وشح الدعم المادي، حتى أن إحدى المتطوعات وصفت في حديثها إلى «عكاظ» ترخيص الأعمال التطوعية ونسبة الجهود للمنظمين ب«أكثر المشكلات التي تواجههن». إسقاط شروط الانتساب وتعتقد بسمة البلوشي أن التطوع يعزز الثقة بالنفس ويخرج طاقات شابة في أمور تخدم المجتمع، مطالبة بتعزيز ثقافة العمل التطوعي، وعدم نسب أي مشروع من جهود الفريق للجهة الراعية، «وعدم وضع شروط للمتطوع عند انتسابه للفريق، كما نطالب بتوفير ميزانية للفريق وترخيص للعمل، إذ أنه من أكثر المشكلات التي نواجهها في العمل التطوعي هي صعوبة استخراج التصاريح لبعض الأعمال التطوعية، إضافة إلى عدم وجود دعم من الجهات المعنية». وترى أن تجربتها مع التطوع «من أجمل التجارب في العامين الماضيين لي، فقد استطعت من خلاله أن أُدخِل الفرحة على كل قلب شاركنا أعمالنا وإنجازاتنا». سرقة الجهود فيما عرجت المسؤولة عن أحد الفرق التطوعية منال مرغلاني في حديثها ل«عكاظ» إلى وجوب نسبة مشاريع التطوع للمتطوعين بدلاً من محو اسم المتطوعين من قبل الرعاة، معتبرة أن غياب مقرات الفرق التطوعية يعد من المشكلات التي تواجههن. وأضافت المرغلاني أن عمل التطوع غير حياتها للأفضل، «كون الإنسان يسخر حياته في خدمة أمته لرؤية الابتسامة في ثغر الآخر». بطاقة تطوع مطلب آخر تلوّح به سارة العيدروس التي تعمل في أحد الفرق التطوعية يكمن في صرف بطاقة «متطوع» مرتبطة بقاعدة بيانات من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تسمح لحاملها مزاولة التطوع، وشددت العيدروس على ضرورة توفير جهة داعمة للأعمال التطوعية، و«لو بالشيء القليل». وأضافت: «يجب أن يكون للفريق كامل الحرية في وضع الخطة السنوية وتنفيذ مشاريعه التي تحقق أهدافه ورؤيته، كما لا يحق للجمعية الراعية تغيير اسم أو أهداف الفريق، أو إلغاء أي مشروع دون سبب واضح، ويحق لنا في الفريق الانسحاب في حال التعرض لسوء معاملة أو عدم الجدية من قِبَل الجمعية، ويجب حفظ الحقوق الفكرية للفريق، وضمان عدم استخدام اسم الفريق في أي منطقة أخرى في المملكة». وتشارك ولاء هوساوي (التي تعمل في المجال التطوعي منذ خمسة أعوام) زميلاتها في ما ذهبن إليه، وترى أن غياب الدعم المادي للفرق التطوعية، وغياب المقر يعدان «مشكلتين»، مضيفة: «من المهم جداً توفير مقر أو مكتب للفريق داخل الجمعية الراعية والسماح للفريق بعقد اجتماعاته فيه، والسماح باستخدام الأجهزة التي تساعده في عمله، والمشاركة مع الفرق التطوعية الأخرى التابعة لجهات حكومية». فيما تجد مروة عبدالرحمن فلاته في بعض المؤسسات الحكومية عدم التفاعل، وغياب الدعم المادي، مطالبة بالتفاعل والدعم حتى يتسنى تأسيس فريق فعال.