لعل أول ما يلفت النظر في موازنة النماء والازدهار لهذا العام، التي بلغت إيراداتها 335 بليون ريال، باعتبارها الأعلى في تاريخ موازنات المملكة، هو تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله أهمية متابعة وتنفيذ المشاريع التنموية المرتبطة بحاجة الناس أولاً بأول من دون تأخير، وهو إحساس جسده الاهتمام الكبير بوضع الخدمات العامة موضع التقدير والاهتمام، بما رصد لها من نفقات تؤكد هذا الالتزام وتقويه. وفي هذا الإطار، تبرز استراتيجية حكومتنا الرشيدة التي تولي التنمية البشرية أهمية خاصة عبر قنوات عدة، أهمها الدعم المستمر الذي يلقاه قطاع التعليم بصفة عامة، والتعليم العالي بصفة خاصة، وتعليم البنات على الوجه الأخص، من اهتمام مستمر ينمو عاماً بعد عام ويتزايد سنة بعد أخرى. وتأتي مخصصات التعليم في موازنة النماء والازدهار هذا العام، التي بلغت 26 في المئة من الموازنة العامة، لتبرهن على إيمان القيادة بأهمية رفع مستوى تعليم وتدريب أبنائنا وبناتنا، لتمكينهم بحول الله وتوفيقه من الإسهام في مواصلة بناء وطننا الغالي، والمحافظة على مكتسباته. وكانت الرعاية الدائمة للتعليم، وخصوصاً التعليم العالي، ولا تزال، تهدف إلى إكساب أبنائنا وبناتنا أحدث ما تم التوصل إليه في مجال العلوم والمهارات الحديثة، التي يحتاج إليها خريجو الجامعات بشكل خاص والوطن بشكل عام، ومن ثم فقد تم توجيه جزء كبير من الاعتمادات التعليمية نحو الابتعاث بشقيه الداخلي والخارجي، وخصوصاً في التخصصات المهمة في المجالات النادرة، بهدف بناء جيل من الكوادر العلمية، يجيد استخدام التقنيات الحديثة، ويساعد في إعداد الأجيال اللاحقة، ورفع معدلات السعودة في مجالات التقدم والتطور العلمي، وهذا من شأنه أن يلعب دوراً أساسياً في تعزيز التعليم، ليكون في مستوى الطموح المأمول في مواكبة حاجات التنمية ومتطلبات سوق العمل، إذ إن التسلح بالإيمان والعلم هو القاعدة التي تبنى عليها الأمم الكبيرة. * وكيل كليات البنات.