أكد معالي وزير التعليم العالي «أ.د.خالد بن محمد العنقري» على أن المؤتمر العلمي الثاني لطلاب وطالبات التعليم العالي يعكس توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -حفظه الله- نحو مجتمع المعرفة، مشيراً إلى أن التعليم هو مفتاح التنمية في المجتمع والاستثمار الحقيقي في رأس المال البشري. وقال في حديث ل»الرياض» إن دور الجامعات هو التنمية البشرية العلمية الحقيقية، والسعي إلى بناء المواطن المتخصص والقادر على خدمة بلده في شتى الميادين، موضحاً أن المؤتمر -الذي يعقد بمحافظة جدة خلال الفترة من 23 إلى 26/ 4/ 1432ه، نحو إبداع معرفي وجيل قيادي متميز-، له دور مهم في إكساب الطلاب والطالبات مجموعة من المهارات الشخصية والاجتماعية؛ المتمثلة في عدد من البحوث العلمية والأفلام الوثائقية والابتكارات العلمية واللوحات الفنية والتشكيلية، والتنافس على تقديمها بعد تحكيمها، وفيما يلي نص الحوار: رعاية خادم الحرمين * معالي الوزير؛ بداية نرغب الحديث عن الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين للمؤتمر، ودورها في نهضة البحث العلمي والابتكار في المملكة؟ - بدون أدنى شك فإن الدعم الذي يلقاه التعليم العالي من لدن خادم الحرمين الشريفين ورعايته لهذا المؤتمر، يمثل أهمية كبيرة للعلم والتعليم، وحافزاً أساسياً للطلاب في إبراز مهاراتهم وصقل مواهبهم، كما أن حرص خادم الحرمين الشريفين الذي يؤمن بالحوار ويسعى إلى نشر ثقافته هو دعمٌ كبيرٌ للمسيرة التعليمية وإكسابها صفة الاندماج الكلي في جميع شؤون حياة المجتمع، وهي إستراتيجية للوزارة طويلة المدى ولديها خطط قصيرة المدى، هدفها خلق جيل متعلم يخدم بلده ودينه بشكل عام بالمنتج الفكري السليم في مجالات الصحة والتعليم والصناعة والابتكار وغيرها من محاور وأشكال الإنتاج الفكري، فهذا الاهتمام الذي يحظى به التعليم من خادم الحرمين الشريفين -أيده الله-، والمؤتمر العلمي بشكل خاص هو باكورة أفكار ومجموعة خطط سيلمس المواطن أثرها في المستقبل القريب بإذن الله. تفاعل الجامعات * ما الذي يمكن أن يضيفه المؤتمر للتعليم العالي في المملكة؟ - الإضافة كبيرة جداً؛ فيكفي هذا التفاعل الكبير من جميع الجامعات والمؤسسات التعليمية ومن الطلاب والطالبات مع المؤتمر، مما يؤكد على القدرات والإمكانيات التي يتمتع بها طلابنا وطالباتنا في شتى الميادين، والمؤتمر يعدُ محضناً أكاديمياً للطلاب لتحفيزهم على الإبداع وإطلاق مواهبهم وقدراتهم، وإذكاء روح المنافسة بين طلاب وطالبات الجامعات والمؤسسات التعليمية المنتشرة في جميع المناطق، كما يعد المؤتمر فرصة حقيقية للطلاب والطالبات في توسيع دائرة الشراكة الطلابية بين الجامعات السعودية، ونقطة محورية لالتقائهم سنوياً وعرض مخترعاتهم وابتكاراتهم، والمشاركة في تحقيق احتياجات ومتطلبات الوطن. الاستثمار البشري * تحدثتم معالي الوزير عن الإبداع والمساحة التي تتاح للطالب لإبراز قدراته التعليمية والفكرية، فما هي أهداف المؤتمر العلمي؟ - تتجلى أهداف المؤتمر العلمي بكونه يسعى إلى دعم جسور التواصل العلمي أفقياً بين أبنائنا الطلاب، ورأسياً بين الطلاب والمسؤولين عنهم من أعضاء هيئة التدريس والمشرفين، كذلك الاستنارةً بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الذي يؤمن بأن التعليم هو مفتاح التنمية في المجتمع، وأن الاستثمار الحقيقي هو الذي يركز على رأس المال البشري، وأن دور الجامعات هو التنمية البشرية العلمية الحقيقية، كما يهدف المؤتمر لصقل مهارات الشاب السعودي والفتاة السعودية وإكسابهما قدرات تؤهلهم للمنافسة إقليميا وعالمياً، متسلحين بمفهوم ايجابي للذات وللهوية، ويغذيه انتماؤهم العربي والإسلامي لهذه البلاد الكريمة، وجعلهم أكثر تفاعلاً مع احتياجات مجتمعهم في الميادين المختلفة، وإنتاج الحلول والأفكار العلمية المستندة على الأبحاث الدقيقة والمسح الميداني، التي تساعد في التطوير والتنمية، وتذليل الطرق لهم للإبداع ودعمهم بالكامل وتوفير الإمكانيات لبلوغ الهدف الأسمى، والمتمثل في تقديم أبحاث علمية معاصرة وابتكارات تخدم المجتمع وصناعة المبتكر والباحث السعودي. وزير التعليم العالي خلال لقائه مع طلاب جامعة جازان في المؤتمر الأول بناء المواطن المتخصص * من هذا المنطلق معالي الوزير.. انتم تبحثون عن صقل وتأهيل الطالب والطالبة، فهل هناك مقومات وصفات تبحث عنها الوزارة، من خلال طلاب وطالبات التعليم العالي وتسعى لتنميتها وإبرازها، وتضع إستراتيجيات وخطط تخدم هذا التوجه؟ - هذا سؤال جيد؛ بكل تأكيد هذا طموح الوزارة فهي تسعى لبناء المواطن المتخصص والقادر على خدمة بلده في شتى الميادين، والمؤتمر له دور مهم في إكساب الطلاب والطالبات مجموعة من المهارات الشخصية والاجتماعية، مثل مهارات الحوار والتواصل الجيد والبناء، والمهارات القيادية من حيث تحمل المسؤولية وتعلم الاحترافية في إدارة اللقاءات والمناسبات، والتفكير الايجابي، وتلمس احتياجات المجتمع من خلال تخصصه، ذلك على المستوى الشخصي، ومجموعة هذه الصفات تجعل من الحركة الفكرية والإبداعية في السعودية أكثر فاعلية وإنتاجية، وعطفاً على سؤالك أوضح لك بأن هذه الصفات ليست مختزلة فقط في المؤتمر العلمي، بل إن هناك العديد من المشروعات والمبادرات التنافسية التي أطلقتها الوزارة لتطوير قطاعات مختلفة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، ومنها برامج مراكز التميز البحثي، وبرامج تنمية الإبداع والتميز لدى أعضاء هيئة التدريس وتطوير برامج وخدمات الإرشاد الطلابي، وتطوير الأقسام الأكاديمية وتطوير الجمعيات العلمية، وبرامج الاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي، مما أحدث حراكاً تطويرياً ملموساً انعكس أثره الإيجابي على الطالب، كما أن الوزارة بصدد طرح مشروعات تنافسية تطويرية تركز على تنمية وتطوير برامج وطرق التعليم الجامعي، بما يدعم استقلالية شخصية الطالب وتحمله المسؤوليات والاعتماد الذاتي، ويبرز شخصيته في التحصيل الأكاديمي، والبحث العلمي. ترسيخ مفهوم «التعلم مدى الحياة» وبناء جيل متمكن لخدمة بلده في شتى المجالات..نعمل على توسيع دائرة «الشراكة الطلابية» بين الجامعات وتحفيزهم مادياً ومعنوياً تطوير التعليم العالي *ما هي المحاور التي تعتمد عليها الوزارة لتطوير التعليم العالي؟ - بلاشك أن منطلقات تطوير التعليم العالي التي تتبناها الوزارة تقوم على محاور محددة، من أهمها: العمل على مساعدة المجتمع السعودي للتحول إلى مجتمع المعرفة، وأن أهم الآليات التنفيذية المحققة لذلك تتمثل في تطوير وتوظيف اقتصاديات المعرفة المتمثلة في إنتاج المعرفة ونشرها واستخدامها في الأنشطة الإنتاجية والخدمية المختلفة؛ لذلك تم العمل مع الجامعات على بناء شراكات حقيقية وعملية مع قطاعات الإنتاج والخدمات الحكومية منها والأهلية في الداخل وفي الخارج، ذلك أن دور الجامعات ومؤسسات التعليم العالي يتجلى في الموازنة بين إنتاج المعرفة وتوظيفها، وكذلك المواءمة بين متطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل، الأمر الذي يبرز الدور الحقيقي والأثر الايجابي للجامعات ومؤسسات التعليم العالي في خدمة المجتمع، ناهيك عن دورها الريادي في التعليم والبحث العلمي، وكان من نتاج ذلك أن بدأت الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالعمل على تطوير برامجها وطرق تقديمها للطلاب لتزويدهم بالمعرفة وتدريبهم على المهارات اللازمة التي ترسخ مفهوم (التعلم مدى الحياة)، وتمكن الخريجين والخريجات من الدخول والمنافسة في سوق العمل، ليس المحلي فقط، وإنما أيضاً السوق العالمي الموجه نحو اقتصاديات المعرفة. إن ما سبق يترجم سياسة الوزارة في أن يكون التعليم العالي محركاً رئيساً وشريكاً أساسياً في التنمية، وذلك من خلال الاستثمار في رأس المال البشري المتمثل في الشباب (طلاب وطالبات الجامعات)، وإننا ومن خلال ما سبق، وكذلك من خلال هذا المؤتمر الطلابي، ندعم تحقيق ضمان الجودة في التعليم العالي، وذلك بالسعي إلى الوصول إلى مخرجات تعليمية سليمة وقوية تحقق أهداف التقنية وتواكب التطورات والمستجدات، وترتقي بمؤسسات التعليم العالي وبالعملية التعليمية إلى مستويات تحقق التنافس الإقليمي والعالمي. حوافز للطلاب والطالبات * نعود للمؤتمر العلمي لجامعات ومؤسسات التعليم العالي، معالي الوزير، هناك إغراءات مادية ومعنوية تحفز الطلاب والطالبات للمشاركة الفعلية في المؤتمر ترصدها الوزارة للفائزين والفائزات، في المقابل هناك عدد من الجامعات والمؤسسات تضع ما يشابه ذلك من جوائز لطلابها الفائزين في المؤتمر، ما رأيك في مثل هذا التوجه؟ - هذا الأمر تقوم به الوزارة وتدعمه في الجامعات، وهو خطوة ايجابية ودليل على الاهتمام الكبير الذي يحظى به المؤتمر والمنافسة القوية العلمية والبحثية والابتكارية والإبداعية التي تدور فيه، فالوزارة نفذت هذا التوجه وتؤازره بشتى الطرق، فجامعاتنا دائماً ما تحرص على دعم أبنائها وبناتها وتوفر لهم كافة الإمكانيات، وتمهد لهم الطرق التي تؤدي إلى إبداعهم وتألقهم، وهذا الأمر ليس غريباً على جامعاتنا؛ فهي تحصد هذا الجهد والتفاني من خلال المنافسات المحلية والإقليمية والعالمية ببلوغها للمراكز المتقدمة، وكسب المراكز الأولى في شتى الميادين، على أنه من المهم أن لا تكون الحوافز المادية هي الباعث الأساسي للطالب والطالبة. الدعم والتشجيع * ما الذي ينقص أبناءنا وبناتنا للوصول إلى هذه الأهداف؟ - الذي ينقص أبناءنا وبناتنا هو الدعم والتشجيع، والوزارة في هذا الجانب تسعى إلى بث ثقافة البحث العلمي والابتكار في الجامعات والمؤسسات التعليم العالي، ومن هذا المنطلق أدعو الجميع في المملكة من قطاعات عامة وخاصة ومجتمع إلى المزيد من التفاعل مع تطلعات خادم الحرمين الشريفين، والتي تهدف إلى رقي هذا البلد العظيم ونمائه بشكل عصري يضاهي بقية الدول المتقدمة، والتي تتسلح بسلاح العلم والابتكار والصناعة، فالمملكة تزخر بالعقول والكفاءات القادرة على تحقيق التقدم والازدهار؛ فعلينا جميعاً بذل الجهد وتوفير الإمكانيات لابنائنا وبناتنا ليقدموا كل ما لديهم ويخدموا بلدهم بعقولهم وبأفكارهم وجهدهم. شكر وتقدير * في ختام حوارنا مع معاليكم.. كلمتكم الأخيرة؟ - أتقدم بخالص الشكر والتقدير والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- راعي النهضة التعليمية في بلادنا، وراعي المؤتمر والداعم الأول له، والشكر أيضاً لسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني على ما يلقاه التعليم العالي من دعم ورعاية وتوجيه منهم جميعاً، كما أشكر كل من أسهم للإعداد لهذا المؤتمر، وأخص بالشكر أبناءنا الطلاب وبناتنا الطالبات على جهودهم المتميزة في إنجاز مؤتمرهم العلمي الأول، وأدعو الله سبحانه أن يتكرر هذا النجاح.