تنفس أنصار نادي الأهلي الصعداء أخيراً، بعد أن انجلت غيمة المشكلات التي حجبت أشعة شمس الحلول الشافية المتعلقة بتسيير أمور ناديهم خلال الفترة المقبلة بعد أن قضوا أياماً سوداوية خلال الفترة الماضية، التي ودع خلالها الدكتور عبدالرزاق أبو داود منصب رئاسة مجلس إدارة ناديه، إذ فاجأ صبيحة هزيمة فريقه لكرة القدم من الهلال بأربعة أهداف في مقابل هدف يتيم في الاستحقاق السعودي الأهم كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الأهلاويين كافة باستقالته النهائية من مهام منصب الرئيس، على رغم مرور أربعة أشهر فقط على توليه دفة تسيير أمور النادي. وجاء اجتماع أعضاء شرف الأهلي الذي عقد خلال الساعات القليلة الماضية في الوقت المناسب، إذ امتصت قراراته عنفوان الغضب الجماهيري، الذي طال أروقة النادي في الفترة الماضية، وعاد أحمد المرزوقي إلى رئاسة مجلس إدارة النادي مرة ثانية، بعد أن نصبه أعضاء شرف الأهلي في اجتماعهم الأخير، وهو المكان الأكثر حساسية في"قلعة الكؤوس"، وسبق أن مارس المرزوقي مهام المنصب نفسه قبل سنوات، وسيدير شؤون ناديه المفضل حتى نهاية الموسم الحالي. وكان المجتمعون خلال اجتماع أعضاء شرف النادي برئاسة رئيس هيئة أعضاء شرف الأهلي عضو الشرف الداعم الأمير خالد بن عبدالله وعدد جيد من بقية الأعضاء أجمعوا على رئاسة المرزوقي ناديهم، ومواصلة أعضاء مجلس الإدارة الماضية أدوارهم المناطة بهم مع الإدارة الجديدة من باب حفظ التوازن، خصوصاً أن الموسم شارف على انتصاف عمره الزمني، ويأتي دور أهم الأعضاء لاستمرار نائب رئيس مجلس إدارة نادي الأهلي عبدالله البلوشي في منصبه. وتوصل المجتمعون إلى صيغة جيدة مع الموازنة التي كانت تعانيها خزانة النادي، وبلغ مجموع تبرعات 26 عضواً شرفياً حضروا فعاليات الاجتماع ثمانية ملايين ريال، وسد العجز المادي الذي كان يعانيه ناديهم وبلغ مليوناً وثمانمئة ألف ريال. ورحب أنصار الأهلي بالخطوات الجريئة التي اتخذها صناع القرار، آملين من الله أن يستعيد ناديهم هيبته التي افتقدها في ألعابه كافة في فترات متباينة، مطالبين بإيجاد موارد مالية ثابتة تدرّ على النادي في ظل الشحّ الذي تعانيه خزانته، وبالتالي كانت ثقتهم كبيرة بعضو الشرف طارق كيال إذ نجح صناع القرار في إقناعه بتولي مهام إدارة المكتب التنفيذي خلفاً لرئيس النادي الجديد. ويأمل الأهلاويون أن يصدر قرار سريع يكشف قائمة اللاعبين الذين أخذوا فرصتهم الكافية ولم يقدموا المستوى المأمول منهم والذي يأتي في مستوى طموح الأهلاويين كافة. وتشير المصادر المقربة من البيت الأهلاوي أنه من المتوقع أن تشمل قائمة التنسيق لاعبي الفريق الأول: فهد الزهراني، ووليد الجيزاني وعلي العبدلي الذي يعاني إصابة مزمنة ونايف القاضي، وكانت إدارة النادي نسقت من قبل ثمانية لاعبين معظمهم وجدوا فرصتهم في أندية أخرى. ويتعطش أنصار"القلعة الخضراء"إلى أن يستعيد فريق القدم هيبته ويجدد الأمل في المنافسة على الاستحقاقين المحليين كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد في الفترة المقبلة، وربما كانت الأيام المقبلة أكثر تفاؤلاً واطمئنانية. بدوره وعد الرئيس الجديد أحمد المرزوقي بأن يبذل قصارى جهده في مواصلة نجاح الأهلي الذي عرف وتميز به، مؤكداً أن الجميع حضر من أجل الأهلي وبدافع الحب، وبالتالي فإن ذلك يحتم علينا مضاعفة الجهود، في سبيل الارتقاء بألعاب النادي كما عرف وتميز بذل الأهلي منذ سنوات. وكانت المصادر المطلعة داخل أروقة النادي كشفت عن هوية المدربين الثلاثة الذين طرحت أسماؤهم بقوة لتولي زمام قيادة دفة الفريق في المناسبتين الرياضيتين المتبقيتين في الموسم الرياضي المحلي، خلفاً للمقال البلجيكي من أصل صربي لوكتش إيليا الذي لم يحقق أي نتائج إيجابية منذ توليه منصب المدير الفني للمرة الثانية في تاريخه مع الأهلي وأحرج أنصار ولاعبي ومسيري النادي غير مرة، وطرحت أسماء ثلاثة مدربين على طاولة النقاش في سبيل التوصل إلى صيغة نهائية مع أحدهم، يأتي في مقدمهم المدرب البرازيلي رينيه ويبر، والصربي ميكافيتش، واليوغسلافي فوشكو نابوش، وجميعهم حققوا نتائج إيجابية في مهام التدريب، فالأول قاد منتخب البرازيل إلى المركز الثالث في كأس العالم الأخيرة التي انتهت فعالياتها في تموز يوليو الماضي في استضافة الهولنديين، وهو الآن متفرغ كون منتخب بلاده لفئة الشباب ليس لديه أي مشاركة في المرحلة المقبلة، إضافة إلى أن الدوري البرازيلي انتهت جولاته، واختتم منذ أيام وتصدره فريق كورنثيانز برصيد 81 نقطة، وإضافة إلى ذلك فإن الأهلاويين يفضلون المدرسة البرازيلية على المدرسة الأوروبية، على رغم أن بعض النقاد يؤكد أن المدارس الكروية لاحت إلى الزوال في ما يسمى الكرة الجماعية. أما ورقة التدريب الثانية فهي تحمل اسم مدرب منتخب شباب صربيا ميكافيتش الذي سجل حضوراً جيداً في الآونة الأخيرة، واسمه ليس غريباً على صناع القرار في الأهلي، إذ كانت تنوي إدارة النادي الماضية المستقيلة بقيادة الدكتور عبدالرزاق أبو داود التعاقد معه مطلع توليه رئاسة النادي منذ أكثر من أربعة أشهر من الآن. أما الورقة الثالثة التي طرحت على طاولة صناع القرار فكانت تحمل اسم مدرب النصر العماني اليوغسلافي فوشكونيوبوش، ويرى الأهلاويون أنه يمتلك إمكانات فنية عالية، واكتسب خبرة ناضجة في المنطقة العربية. ويسعى محبو"القلعة الخضراء"إلى احتواء ناديهم والالتفاف حوله، وبث جو أسري متكاتف يعمل في نضوج وارتياح فعال.