ربما تكفي ابتسامة فرح لطفل في يوم العيد أن تحمل فرح العيد كله، وفيما يتمايل أطفال مع أغاني محمد عبده وطلال مداح"أهلاً بالعيد أهلاً أهلاً"في القناة السعودية الأولى، يفضل آخرون زيارة الأقارب والجيران لجمع أكبر مبلغ من"العيدية"وما يصاحبها من الصخب والفرح. يستقبل الصغار العيد بحصيلة من الأماني لا تتوقف، وتتجاوز مبلغ العيدية الذي جمعوه طوال نهار يوم العيد، ما يجعل بعضهم يكتفي بما يستطيع شراءه، ملحاً في الوقت نفسه على والده أن يشتري له ما لم يستطع شراءه من المال الذي جمعه. وتسبق ابتسامة أحمد الحايك ثمانية أعوام استيقاظه من النوم في صباح العيد، ولكنه يحاول أن يقلل من مساحة ابتسامته العريضة، ويتوجه بالسؤال إلى أمه:"متى سنجتمع في بيتنا الكبير بيت جده، وهل كل أقاربي هناك حين نصل؟". تجيبه أمه التي سئمت أسئلته المتكررة طوال شهر رمضان عن العيد، ومتى سيأتي، بأن"اليوم هو العيد وما عليك إلا الصبر قليلاً حتى نذهب إلى بيت جدك". ويحاول أحمد أن يقوم بعملية حسابية سريعة لما سيحصل عليه اليوم، ويقول مطمئناً:"سأحصل على المال من والدي وأخوالي وأعمامي، وأيضاً من جدي وجدتي...". لم تنته القائمة بعد، هناك الجيران وأصدقاء والده. لم ينته بعد من ارتداء ملابسه، منتقلاً إلى الجزء الصعب في يوم العيد، شراء أكبر كمية من الألعاب. ولم يبدِ أمام أمه أنه سيشتري ألعاباً نارية خوفاً من معارضتها. ويقول بعد ان انتهى من ارتداء بقية ملابسه الجديدة:"أكره أن تطلب مني أمي أن أحفظ المال، وأريد التصرف فيه كما أرغب". وتتصرف زينب ثمانية أعوام بهدوء في صباح لا يحتمل الهدوء، وتقول إنها"ستجمع أكبر مبلغ من العيدية، نعم سأشتري بعض الألعاب ولكن ليس بالمال كله، سأشتري قصصاً وحذاء، ودباً لأضعه فوق سريري، وسأشتري لأمي هدية". ولا تخفي أن"العيدية تكفي ولكن صديقتي سهام تحصل على عيدية أكثر مني". ولا تقف عند هذه الجملة، وتضيف:"أحصل على عيدية أكثر من صديقتي سلوى". ويخرج جمال أسعد تسعة أعوام من غرفته، بعد أن أطال النظر إلى نفسه في المرآة، وحين تيقن أن مظهره الخارجي يوحي بأنه مستعد لتلقي"العيدية". إلا أن أمراً ما في نفسه ينبئ بشيء آخر. ويقول:"لن أنتظر حتى يعرف من يراني بأني أريد عيدية، سأطلبها منه مباشرة، أليس اليوم عيداً؟". ولا يخفي جمال رغبته في أن تكون العيدية مالاً"أنتظر العيد لأجمع أكبر قدر من المال". ولا يتوقف عند جمع المال، وإنما يشعر بأنه في هذا اليوم حر في التصرف في ما يجمعه من مال، من دون تدخل أي طرف آخر. وصنعت ابتسام عشرة أعوام صندوقاً خشبياً لفته بقطع من القماش، واستغرق صنعه شهر رمضان كله، وفي ليلة العيد وضعت لمساتها الأخيرة عليه، وأعلنت استعدادها لوضع"العيدية"فيه. وعلى رغم أن ابتسام لم تشكُ قلة المصروف يوماً ما، إلا أنها تعترف بأن العيدية لها نكهة خاصة. وتقول:"إن يوم العيد جميل وحلو". ولا ترى أن العيدية مجرد مال، وإنما"شكولاته وحلوى وبسكويت، لكي أملأ الصندوق الذي تعبت عليه". وتطلق مجموعة من الأطفال الابتسامات وهم يتحدثون عن العيدية، ويقول محمود توفيق تسعة أعوام:"إن فرحتنا في العيد كبيرة جداً". ويؤكد على أن"العيدية تعني الفلوس، وليس الحلوى". ويتساءل"هل نشتري الألعاب بالحلوى؟". وتمنح آلاء سعد 10 أعوام نفسها ثقة مطلقة، فهي تصر على تحديد مبلغ العيدية الذي ستأخذه. وتقول:"لن أقبل من والدي وإخواني مبلغاً يقل عن 20 ريالاً وأكثر". وتذكر أنها جمعت في العيد الماضي أكثر من 360 ريالاً، وتتمنى أن تجمع في هذا العيد أكثر من ذلك.