بهجة الأطفال بالعيد لا توازيها فرحة، فيأتي العيد عليهم وقلوبهم خالية من هموم الحياة ويمر العيد عليهم كأنه قطار فرح ملون بألوان السعادة والفرح، فالكل يلبس الجديد من الثياب، ويحاول أن يبدو بمظهر ملفت بهذه المناسبة الكبيرة. تقول الصغيرة مرام الفوزان – 13 عاماً – يحرص والديّ في كل عيد على ترسيخ مفاهيم عديدة في كل حدث يمر علينا؛ ففي رمضان نعرف بأنه أيام عظيمة وجليلة لا تمر إلا شهراً في السنة ومن بعد رمضان يأتي موسم حصاد مكافأتنا في يوم العيد ومعانيه السامية وإحياء هذه الشريعة العظيمة في إظهار البهجة وارتداء الثوب الجديد وصلاة العيد وزيارة الأقارب والأرحام وفرحتنا بالعيدية التي نأخذها من والدي، تحرص والدتي على مشاركتنا كيفية قضاء يوم العيد وأنه من عمل صلة الأرحام لنشعر بالمسؤولية تجاه أسرتنا فتقسم والدتي الأعمال بيننا حتى لو كانت بسيطة فأنا مسؤولة عن إيقاظ أختي الصغيرة وإلباسها وشقيقتي الكبيرة عليها إعداد القهوة والتمر منذ الصباح وأخي عليه مهمة تجهيز البخور وهكذا الجميع يشعر بأهمية عمله في العيد. ينتظر عبدالعزيز العزام – 9 سنوات – قدوم العيد بلهفة وشوق كبيرين إذ لا ينفك عن سؤال "كم يوماً تبقى، أين سنذهب بعد زيارة جدتي في أول يوم، وما مقدار العيدية التي سأحظى بها"، وغيرها العديد من الكلمات التي تعكس براءة الأطفال وفرحتهم باستقبال العيد. يقول عبدالعزيز أستيقظ في أول يوم بالعيد من الفجر وأرتدي ملابسي الجديدة، وقد اشتريت محفظة جديدة لجمع العيديات"، ويتابع «أشارك عائلتي تناول التمر والقهوة بعد صلاة العيد مع والدي، ثم تبدأ رحلتنا مع والدي وأعمامي على مجالس الرجال التي تنظم في العيد لاستقبال المهنئين وتستمر الأسرة في زياراتها إلى ساعة متأخرة من الليل ثم يقضون ساعات أخرى في السهر سواء داخل المنزل أو عند أحد الأقارب، ونتنافس نحن الصغار في هذا اليوم على جمع أكبر عيدية، وفي اليوم الثاني أذهب لشراء الألعاب بعد أن جمعت مبلغاً كبيراً من العيديات التي حصلت عليها. تقول الصغيرة دلال السلمان - 10 سنوات - والتي كانت تشتري مع والدتها ملابس العيد من أحد المجمعات التجارية «لديّ خطط وأفكار هذا العام للعيد مختلفة عن كل عام» وعن هذه الخطط تقول «أنوي أن أحضر مع أمي صلاة العيد أولاً وهو ما لم أفعله سابقاً» «وثانياً أريد الذهاب مع والديّ في كل زياراتهم»، وتوضح أنها بالعامين السابقين اقتصر ذهابها مع أهلها على بيوت بها أصدقاء لها أو أقرباء من نفس سنها، «أشعر أنني كبرت وأريد أن أتعرف على أصدقاء أهلي وأستمع لأحاديثهم الممتعة.