حذّر مدير الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور ياسر الغامدي، من الإصابة بداء السكر، الذي وصفه بالمرض"الصامت"، مؤكداً أن المصابين بهذا المرض في حال إزدياد سنوياً، داعياً أفراد المجتمع للوقاية منه وقال إن"الإصابة بهذا المرض تستمر مع المريض مدى الحياة ويبقى مرتبطاً بالدواء والعلاج من مضاعفات هذا المرض الذي غالباً ما يقتله". وطالب الغامدي، بإجراء مسح شامل لجميع من لديهم ارتفاع في عوامل الخطورة المسببة للمرض في مناطق السعودية كافة، من أجل معرفة أعداد المصابين بشكل دقيق والعمل على الحد منها ومجابهتها بأسرع وقت ممكن. وقال الغامدي، إن هناك عملاً جماعياً بين الاختصاصيين في وزارة الصحة والمؤسسات غير الحكومية في مجابهة العدو المشترك الذي يسري بين أفراد المجتمع السعودي بشكل مخيف. وأشار إلى أن الجمعية السعودية لطب الأطفال بمشاركة صحة منطقة مكةالمكرمة لا تزال تستمر في محاربتها لهذا الداء، من طريق حملات التوعية والتثقيف. وأوضح أن الحكومة السعودية قطعت شوطاً كبيراً في مجال الطب العلاجي، إذ لا بد من مقابلة التطور السريع في مجالات الطب البشري والتركيز على طرق الوقاية ومكافحة الأمراض المزمنة والجوانب الوقائية لكثير من الأمراض الوبائية وغير الوبائية ومنها مرض السكري. وأكد خلال تدشينه لفعاليات"حملة التوعية الوطنية السنوية بمرض السكر"، مساء أول من أمس في جدة، أن الجهود التي تبذل من أجل مقاومة مرض السكري لم تكن كافية حتى هذه اللحظة، الأمر الذي أدى إلى نتائج غير مرضية، داعياً العاملين في القطاعات الصحية إلى التركيز على الجانب التوعوي في تقديم الخدمة الصحية والمتابعة بشكل مستمر. وقال، إن هناك تبايناً ملحوظاً في نسب الإصابة بحسب الأبحاث التي أجريت داخل البلاد، للكشف عن الأعداد الحقيقية المعرضة للإصابة بهذا المرض،"لابد من تكاتف الجميع من أجل الحصول على المعلومة الصحيحة، والمسؤولية لا تقع على عاتق وزارة الصحة فقط". وشدد مدير صحة منطقة مكة، على ضرورة إجراء الفحص الدوري لمرضى السكري من أجل السيطرة على مضاعفاته والسيطرة عليه، خصوصاً تصلب الشرايين وتدني مستوى وظائف الكلى وتأثر شبكية العين والإصابة بالعمى البطيء وارتفاع ضغط الدم والتهاب الأعصاب والعجز الجنسي والسكتة الدماغية وضعف النمو عند الأطفال والتأثير على المفاصل والحد من حركتها. وأشار الغامدي إلى أن المصاب بهذا المرض غالباً ما يتعرض إلى أمراض نفسية وخسائر اقتصادية باهظة جرّاء كلفة الأدوية وعلاج المضاعفات وقلة إنتاجية مريض السكر في أعماله اليومية. من جهته، وصف مدير صحة جدة ورئيس الحملة الدكتور عبدالرحمن خياط مرض السكر"بالقاتل الصامت"، موضحاً أن أهمية هذه الحملة تأتي لاعتبارات عدة، أبرزها أنه الموت المبكر لمرضى السكر، وقال إن"المرض يحمل اخطاراً عدة ومعقدة منها العمى والحاجة لغسل الكلى والفشل الكلوي وبتر أحد الأطراف وغيرها الكثير الذي يجب الحذر من الوقوع فيه. وعن عامل الخطر الرئيس لانتشار هذا الوباء في المجتمع السعودي، قال خياط، إن 80 إلى 90 في المئة من المصابين بهذا المرض يعانون من السمنة نتيجة الإفراط في تناول المواد السكرية وقلة الحركة. وأوضحت رئيسة اللجنة المنظمة للحملة ومدير التعليم الطبي المستمر بصحة جدة الدكتورة خيرية موسى، أن الحملة ستستمر خلال الفترة من 26 شوال إلى 7 ذي القعدة 1426ه الموافق 28 تشرين الثاني نوفمبر إلى 29 كانون الأول ديسمبر 2005، و تتضمن يوماً تثقيفياً شاملاً لمرضى السكري وذويهم، وذلك في يوم الخميس 29 شوال، اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً في مقر مركز البحوث العلمية في سكن مستشفى الملك فهد في جدة. ويتضمن هذا الحدث إلقاء محاضرات، وعروضاً مسرحية، وحواراً مفتوحاً مع أساتذة اختصاصيين، وعمل فحوص طبية مجانية، ومعارض طبية، ومسابقات وجوائز، ومن ثم تكريم المرضى المثاليين.