اتهم المخرج السعودي مشاري الحربان وزارة الثقافة والإعلام بعدم الاهتمام بالتعامل مع ثقافة الطفل عبر وسائل الإعلام الرسمية، وقال إن برامج الأطفال في التلفزيون السعودي،"تكاد تكون معدومة باستثناء اجتهادات لا تسمن ولا تغني من جوع". ويسعى الحربان إلى إنتاج فيلم كرتوني للأطفال منذ عامين، إذ قام بتصميم واختيار شخصيات الفيلم وكتابة سيناريو الحلقات، بمشاركة عدد من المتخصصين في ثقافة الطفل، إلا أنه واجه صعوبات كبيرة بسبب ضخامة تكاليف الإنتاج، وهو ما جعله يرجئ الفكرة إلى حين آخر،"سأنتظر حتى أجمع المبالغ اللازمة، وحالياً أعمل للأسف في مجال الإعلانات التجارية سعياً وراء الكسب المادي إلى حين الحصول على رصيد مالي يتيح لي إنتاج برامج للأطفال". ويرى الحربان أن الصينيين يصنعون ثقافة الطفل السعودي،"جميع أفلام الكرتون يتم إنتاجها في الصين، ويكتفي العرب بالترجمة والدبلجة وهي سياسة للأسف أتوقع لها أن تستمر طويلاً لأن مسيري الإعلام العربي ليس لديهم الاستعداد لدفع تكاليف إنتاج أفلام كرتون عربية، وعلى رغم أهميتها إلا أنها تقع في مؤخرة اهتماماتهم". ويتهكم الحربان على أفلام الكرتون الأجنبية قائلاً:"تخيل أن الخنزير والفئران وأكلة الحشرات والأحذية هي التي يشاهدها أطفالنا، وليست المشكلة في الشخصيات فقط، إنما في السيناريو والحوار والقصة الدرامية، التي تتحدث عن ثقافة وبيئة مختلفتين، وعن ثقافة وأفكار لا تتسق وسياق ثقافتنا العربية الأصيلة". وحول الشخصية الكرتونية التي قام بتصميمها، قال:"المسلسل يدور حول ثلاث شخصيات رئيسيه بطلها الرئيسي"حاشي"، إضافة إلى شقيقه"قعود"وشقيقته"بكرة"وهي شخصيات مستوحاة من البيئة المحلية، وبالإمكان أن تكون شخصيات عالمية شأنها شأن الشخصيات الكرتونية العالمية". واستغرب الحربان أن يهتم المصلحون الاجتماعيون بحادثة النهضة حادثة تحرش عدد من الشبان بفتاتين في ممرات مخصصه للمشاة ويتجاهلون البرامج الموجهة لتكوين ثقافة الطفل، خصوصاً في مراحله الأولى، التي تكون فيها أفلام الكرتون أحد أهم روافده المعلوماتية،"ثقافة الخنازير هي الثقافة التي يتعاطى معها أطفالنا، وحتى سياق الفيلم الكرتوني الأجنبي لا يتم تعديله وفق مفاهيمنا، بسبب عدم وجود مجال لتغييرها وأنا أعتبر هذا خطأ فادحاً، وشخصياً أرى أن القضايا التي تتعلق بتشكيل شخصية الطفل منذ نعومة أظفاره أهم بكثير من التعامل والاهتمام بنتائج هذا التشكيل الثقافي، مثلما حدث في حادثة النهضة أو مثل موضوع تعديل المناهج، فالاهتمام بإنشاء أساس متين أهم بكثير من الاهتمام بمعالجة البناء، بخاصة إذا كان السبب في تعرض هذا البناء للانهيار هو سوء الأساس، فالاهتمام باللب مقدم على الاهتمام بالقشور". وطالب الحربان وزارات الإعلام العربية بالحرص على إنتاج أفلام كرتونية محلية مستوحاة من الثقافة الإسلامية والعربية،"أفلام الكرتون المدبلجة تباع بنظام"الكيلو"وديزني لاند تقوم بتشكيل هوية عالمية جديدة من خلال شخصياتها، مستغلة الإمكانات المتوافرة لها، وأعتقد أننا نستطيع مقارعتها بشخصيات موازية، فنحن نمتلك القدرات التقنية والفنية والكوادر البشرية لكننا نفتقد الدعم المادي، الذي لا يمكن أن يتأتى من القطاع الخاص بل يتطلب دعماً حكومياً رسمياً". ووصف المخرج الشاب إنشاء قنوات أطفال عربية أخيراً بالصحوة المتأخرة،" ما تقوم به قناتا الجزيرة، وmbc خطوات جيدة في الطريق الصحيح، على رغم أنها متأخرة، وأعتقد أن أمامهما عمل ضخم نسعد كثيراً بمجرد انطلاقه".