لم يختلف اليوم الثاني والأخير بالنسبة لسيدات الأعمال في انتخابات غرفة تجارة وصناعة جدة عن اليوم الأول، إذ حظي اليوم الثاني بحضور جيد في الفترة الصباحية، وكانت توقعات المرشحات أن يتضاعف الحضور في الفترة المسائية التي تعد الفترة الرابعة والأخيرة بالنسبة للسيدات. تفاؤل رُسم على وجوه 17 مرشحة، ونظرات الأمل التي ملأت وجوههن لغد مشرق، هذا التفاؤل أجمعت عليه جميع المرشحات تقريباً، مؤكدات أن التنافس في ما بينهن لا يتعدى المنافسة الشريفة، إذ يظل الهدف واحداً لديهن جميعاً، وهو وصول إحداهن على أقل تقدير لمقعد في مجلس إدارة الغرفة، إذ أن وجود امرأة واحدة يعني وجودهن جميعاً. هذا الشعور توضحه المرشحة حنان مدني بقولها:"إن شاء الله تفوز إحدى المرشحات على أقل تقدير بمقعد". وأضافت"نحن كسيدات أعمال نخوض التجربة للمرة الأولى، وخضناها بشكل متميز، على رغم وجود العديد من التحديات التي تقف أمامنا في هذه التجربة". وأكدت:"أن أكبر تحد هو مسألة الوقت، إذ لم تتجاوز الفترة منذ صدور القرار حتى وقت الاقتراع 45 يوماً". ولم تكن المدة الزمنية هي التحدي الوحيد الذي يواجه سيدات الأعمال المرشحات، إذ أن الخبرة المطلوبة كانت تحدياً آخر أجمعت عليها المرشحات". تقول مدني:"في الوقت الذي كنا نحن كسيدات أعمال نخوض التجربة للمرة الأولى، كان رجال الأعمال اعتادوا على العملية الانتخابية، خصوصاً وأنها الدورة ال 19 الانتخابية بالنسبة لغرفة جدة، والخبرة المطلوبة لخوض التجربة لديهم". وتستطرد مدني:"عدا ذلك فإنهم دخلوا الترشيح والانتخابات قبل السيدات، وكوّنوا تكتلاتهم الموجودة، كل هذا كان عائقاً يقف أمامنا". واستدركت القول"لكنها تجربة تعد رائدة بالنسبة لنا كسيدات أعمال، إذ تعلمنا الكثير من خلالها، وأصبحت كل منا تملك خبرة معينة، علماً بأن دخول سيدات الأعمال ضمن التكتلات الرجالية الموجودة سابقاً، أكسبهن خبرات جديدة، كذلك المستقلات اكتسبن خبرة من نوع آخر". وأضافت:"نحن كتكل نسائي وحيد اكتسبنا خبرات مختلفة، ما يجعلنا نتبادل خبراتنا كسيدات في ما بيننا من خلال اللقاءات التي عقدت في الفترة الماضية، خصوصاً وأننا كنا نحضرها جميعاً، لذا ظل التنافس في ما بيننا مشروعاً وصحياً". وتتفق معها المرشحة دنيا بكر يونس، وتقول:"حاولنا في بداية الترشيح، جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تهمنا كسيدات أعمال، وبحثت أنا شخصياً في الأوراق للغرف التجارية السعودية وكذلك الغرف التجارية في دول الخليج، والهدف من ذلك معرفة ماهية التكتلات، وما فائدتها، وقد تميز تكتلنا بالتعاون في ما بيننا". مؤكدة أن التعاون لم يتوقف على عضوات تكتل الأوائل بل شمل جميع المرشحات ال17، إذ كنا على اتصال دائم في ما بيننا لتبادل الآراء والخبرات". وتضيف"كل هذا يجعلني أؤكد أن تجربة دخول المرأة كمرشحة للانتخابات هي تجربة رائدة بلا شك". وقالت يونس:"إن دخولنا للانتخابات سيخدم الأجيال المقبلة، كونها ستفتح الباب لمشاركة أوسع، خصوصاً وأننا فعلنا القرار الصادر بالسماح للمرأة بدخول الانتخابات، وهذا سيترك بصمة على مر الأجيال المقبلة". وتتفق معهن المرشحة لمى السليمان بقولها"التجربة رهيبة، وقد استفدت من كل يوم فيها خبرات جديدة، ولكن عامل الوقت كان له تأثير واضح علينا، خصوصاً وأنها التجربة الأولى، وقصر الوقت أسهم بشكل غير مباشر في ظهور بعض السلبيات، ولكن هي البداية". وأبدت السليمان رغبتها في الجلوس مع سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية، اللائي سيدخلن تجربة انتخابات الغرف التجارية بعد سيدات جدة، لتوضيح الصورة أمامهن، بهدف تقوية تجربة المرأة السعودية الانتخابية. وتقول السليمان:"لن أكون ناخبة في هذه الدورة، بل مرشحة فقط، وتركت الترشح لأخواتي داليا وديما باعتبار أننا مشتركات في السجلات التجارية، وكل واحدة منهن ستدلي بصوتها عن إحدى شركات المجموعة". ولا يختلف الوضع كثيراً مع المرشحة إلفت قباني فهي تؤكد أن التجربة فرصة للنهوض بالمرأة السعودية. وتقول:"منحتنا الدولة فرصة كبيرة في تمثل المرأة السعودية، ونجاح تجربتنا بغض النظر عن فوز إحدانا بمقعد في مجلس إدارة الغرفة، فإنه سيفتح الباب أمام النساء السعوديات للدخول في انتخابات أخرى وفي مجالات متعددة". وأكدت قباني أن"عدم فوز إحدانا بالمقعد ليس هو آخر المطاف، ولن يجعلنا نتوقف عن مسيرتنا في العطاء والعمل، إذ أن الدافع من ترشحنا هو شعورنا بالمسؤولية وبأهمية القرار الذي يخدم مصلحة المرأة السعودية، وينقلها إلى دور أكبر في المستقبل".