عزا عدد من المرشحات لانتخابات الغرفة التجارية في جدة التي انتهت أعمالها أخيرا عدم فوزهن في الانتخابات بمقعد في مجلس إدارة الغرفة إلى عدد من المسببات، منها: السماح للمرشحين بالدخول مع الناخبين إلى قاعة الانتخابات لتسهيل إجراءاتهم، وانتساب المرشحين لعضوية مايزيد عن خمسين شركة، وهذا أمر غير مقبول أثر على العملية الانتخابية. وأكدن في الوقت نفسه أن الخسارة لاتعني الفشل، بل المضي نحو مطالبة مجلس الإدارة بالعديد من الاستراتيجيات، وتفعيل نظام الحوكمة لتطوير بيئة قطاع الأعمال . وطالبن وزارة التجارة بتضمين أسمائهن في قائمة الأعضاء المعينين التي سيصدرها وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة خلال الأيام المقبلة. بداية ترى سيدة الأعمال الدكتورة لمى السليمان أن مرشحات الغرفة التجارية أتبثن بالتجربة العملية، خوضهن المنافسة بكل جدارة وفق أسلوب حضاري وعملية ديموقراطية وبكل شفافية ونزاهة، وهذا ماقلل من فرصهن بالفوز في الانتخابات التي وصفتها بالشرسة في ظل «التحزبات» التي تسيدت أجواء الانتخابات، إضافة إلى أن بعض المرشحين كان لديهم تفاويض العضوية لخمسين شركة، ما أثر على عملية التصويت . ودعت الدكتورة لمى السليمان المرشحات ممن خضن التجربة إلى مزيد من العمل والتقدم للدورات المقبلة لخدمة قطاع الأعمال . ومن جانبها، عزت المرشحة لانتخابات غرفة جدة سيدة الأعمال فاتن بندقجي عدم فوز المرأة بمقعد في مجلس الإدارة إلى جملة من الأسباب من أهمها في رأيها: التمييز الواضح وغير العادل ضد المرأة أثناء الانتخابات من جانب البعض، حيث كان يسمح للمرشحين من الرجال الدخول إلى قاعة الانتخابات لمساعدة الناخبين في تسهيل الإجراءات، بينما لم يسمح للمرشحة بذلك، رفض العديد من الأصوات بحجة عدم إكمال ثلاث سنوات على اشتراكهم، وهنا ينبغي إعادة النظر في الأنظمة وتعديلها لتكون أكثر مرونة لأن هذا الشرط عاق العديد من الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم الانتخابية . وتتابع فاتن بندقجي سرد أسباب خسارة المرأة بقولها: إن غالبية المرشحين استغلوا التفاويض لصالحهم، وهذا أمر غير مقبول. وإزاء ذلك تطالب بندقجي بإيجاد جهة تحقيق محايدة لسحب كافة خطابات التفاويض من الشركات للنظر في الأسماء، حيث تتساءل: «هل يعقل أن يكون المرشح منتسبا لخمسين شركة على سيبل المثال، وهذا يفتح الباب للتساؤلات ومشروعية الطعون» . ووصفت التجربة ب «المثمرة» لأن المرأة في التجربة الانتخابية تمثل مرشحا لمقعد ولا تمثل مرأة تنافس مرأة، كما يشاع وهذا بداية طريق دعم قطاع الأعمال، مؤكدة أنها كمرشحة تنتظر ماتعلن عنه وزارة التجارة في التعيين بنظام «الكوتا» . ومن جانب آخر، أرجعت المرشحة ميمونة بالفقيه خسارة سيدات الأعمال المرشحات بمقعد في الانتخابات إلى عدد من الأسباب، منها: ماشهدته جدة في اليومين المخصصين للناخبات من أجواء ماطرة تزامنت أيضا مع اختبارات الفصل الدراسي الأول، وسفر العديد من سيدات الأعمال مع أسرهن، مؤكدة أن شرط تجديد 1434 ه كان عائقا. وفي السياق ذاته استغربت ميمونة بالفقيه حصولها على 19 صوتا، حيث تقول « أعتقد أن التصويت لم يكن لدى الغالبية من منطلق البرامج الانتخابية من أجل الصالح العام، وهذا أثر سلبيا على الوعي الانتخابي» . فيما اعتبرت شابة الأعمال سارة العايد أن خوضها تجربة الانتخابات يصب في مصلحة تطوير بيئة الأعمال، ودعم قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مؤكدة أن عدم فوزها بمقعد في مجلس الإدارة لايعني نهاية الطريق، بل الغرفة التجارية مشرعة أبوابها لمطالبة مجلس الإدارة بآليات تطوير لقطاع الأعمال، ورؤيتهم لتوطين الوظائف، ووضع احتياجات تجار جدة أمام أعينهم، مشيرة إلى تحقيق ذلك عبر تفعيل نظام الحوكمة والمحاسبة بهدف تطوير قطاع أعمال جدة، والعودة لبيت التجار الذي احتضن أشهر الأسماء في مجال التجارة. وفي الوقت نفسه ترى سارة العايد أن التعيين بنظام «الكوتا» ينبغي أن لايعمل به من أجل التعيين فقط، بل من أجل اختيار الأكفأ، والأجدر بحمل هموم وتطلعات قطاع الأعمال.