كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي عن تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود السعودية - العراقية لمنع حالات التسلل. وقال ل"الحياة":"ضبطنا محاولات للتسلل إلى الأراضي السعودية، بهدف تهريب المخدرات"، نافياً وجود"أي اتصال رسمي مع السلطات المختصة في العراق في هذا الصدد". بيد أن مصدراً أمنياً في حرس الحدود كشف ل"الحياة"عن وجود"تعاون نسبي بين حرس الحدود السعودي ونظيره العراقي". وقال:"هناك اتصالات بين ضباط ارتباط في قوات الأمن السعودية والعراقية، يتم من خلالها تبادل المعلومات بين أفراد من الضباط في حفر الباطنوالحدود الشمالية ونظرائهم في الجانب العراقي". وأشار إلى أن حالة الانفلات الأمني في العراق تحول دون سيطرة الجانب العراقي على حدوده في شكل محكم، ومنع المتسللين". وتوقع أن يتحسن أداء سلطات الأمن العراقية بعد إعادة تشكيلها وبناء مراكز حرس الحدود وتكثيف الدوريات، ووضع خطط جديدة لضبطها، تتناسب مع ظروف العراق، الذي يرتبط بحدود مع السعودية، يصل طولها إلى نحو 900 كيلو متر. وعن قدرة المتسللين على الوصول إلى عمق الأراضي السعودية، قال المصدر:"ضبط الحدود مسؤولية الدولتين، ومهما بذلت إحداهما من جهود واستعانت بإمكانات تقنية متطورة، فلن تتمكن من منع التسلل، إذا كان هناك خلل في الجانب الآخر"، مستشهداً بالحدود الأميركية - المكسيكية. وقال:"على رغم أن السلطات الأميركية تحارب بضراوة تسلل المكسيكيين، إلا أنهم يتمكنون من التسلل والوصول إلى الحدود الشمالية لأميركا، وهي مسافة أبعد بكثير من المسافة الفاصلة بين الحدود الشمالية السعودية والأحساء"، في إشارة إلى وصول المتسللين العراقيين الثمانية الذين قبض عليهم أخيراً في محافظة الأحساء. وحصنت الحدود السعودية - العراقية بنحو 35 كاميرا حرارية، تعمل بين الساعة التاسعة مساءً والسادسة صباحاً، وتغطي مساحة نصف قطرها يتراوح بين خمسة وستة كيلومترات، وتخضع تسجيلات الفيديو إلى متابعة دائمة من رجال حرس الحدود. كما دعمت الحدود بسواتر ترابية، وتشهد تكثيفاً لدوريات حرس الحدود. وقال المصدر:"حققنا نجاحاً كبيراً، تمثل في إلقاء القبض على عشرات من المتسللين ومهربي المواد المخدرة والخمور". وألمح إلى أن بعض المتسللين العراقيين حاولوا التسلل عبر الحدود اليمنية. نقل متسللين عراقيين إلى الدمام قبل إعادتهم إلى بلدهم تحفظت مصادر أمنية على مسار التحقيق في قضية تسلل ثمانية عراقيين إلى محافظة الأحساء، تم القبض عليهم في إحدى مزارع قرية الحليلة. بيد أن مصدراً أمنياً قال:"إنهم أدلوا بمعلومات مفصلة عن طريقة تسللهم إلى الأراضي السعودية"، رافضاً الكشف عن الطريقة، أو من ساعدهم على ذلك. وأضاف"سلمناهم إلى إدارة الوافدين في جوازات المنطقة الشرقية، التي ستتولى ترحيلهم إلى بلادهم، إذا لم يكونوا مطلوبين في قضايا أمنية". ونفى المصدر صلتهم"بتنظيمات أو أعمال تخريبية". وأضاف"تجاوزوا الحدود بحثاً عن لقمة العيش، وهربوا من الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة في بلادهم". ورجح وصولهم إلى السعودية قبل نحو عام. ويرجح مواطنون وجود متسللين عراقيين آخرين في محافظة الأحساء، جاؤوا إليها بحثاً عن عمل، خصوصاً مع وجود علاقات مصاهرة بين عوائل سعودية وأخرى عراقية، فهناك مواطنون في الأحساء تزوجوا خلال السنوات الماضية مواطنات عراقيات. وأكد مواطن أنه شاهد عراقيَيْن ضائعَيْن بالقرب من شاطئ العقير، وكانا يسألان عن طريق الأحساء. ورجح أنهما يعملان في رعي الأغنام والإبل في الصحراء، ويعتزمان الانتقال إلى الأحساء من أجل العمل في زراعة النخيل.