أعاد القبض على ثمانية متسللين عراقيين في إحدى مزارع محافظة الأحساء أخيراً، ملف التسلل بين البلدين، على رغم تأكيدات مسؤولين في حرس الحدود، صعوبة التسلل، وتشديد الرقابة على الحدود. وقاد بلاغ تقدم به مزارع إلى شرطة محافظة الأحساء إلى القبض على المتسللين العراقيين، الذين كانوا يعملون في إحدى المزارع في قرية الحليلة، التي تشتهر بكثرة بساتينها. واشتبه المزارع في لهجتهم العراقية، ما دفعه إلى الاعتقاد أنهم متسللون، لعدم وجود عمال عراقيين في البلاد. ويرجح ان يكون المقبوض عليهم تسللوا عبر الحدود الشمالية للسعودية، حتى وصلوا إلى الأحساء، وكانوا يتجولون متخفين في القرى. وتجري الجهات الأمنية في الأحساء تحقيقاً معهم، لمعرفة الطريقة التي تسللوا بها إلى البلاد، وكيفية وصولهم من المناطق الشمالية الشرقية إلى محافظة الأحساء، وقطعهم مسافة تقدر بنحو 900 كيلومتر. وأفادت تقارير ان السلطات الأمنية السعودية اعتقلت خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي نحو 700 متسلل ومهرب عراقي، فيما جرى إيقاف 63 آخرين، ومنعهم من اجتياز الحدود الشمالية للسعودية. ويعمل غالبية المتسللين العراقيين رعاة للمواشي في المناطق الشمالية من البلاد، في مقابل أجر شهري يصل إلى 800 ريال. واتخذ حرس الحدود السعودي إجراءات عدة لمنع التسلل عبر الحدود السعودية - العراقية، أبرزها الكاميرات الحرارية والسواتر الترابية العقوم ودوريات المراقبة، التي تمشط الحدود في شكل مستمر. فيما تنشط فرق إدارة الترحيل التابعة لجوازات المنطقة الشمالية في تمشيط الأماكن التي يشتبه في وجود متسللين عراقيين فيها، أو مقيمين مخالفين لأنظمة العمل في البلاد، خصوصاً في المزارع وحظائر المواشي والأسواق. وأسفرت حملات الدهم التي تمت خلال الفترة الماضية عن إلقاء القبض على أعداد كبيرة من المتسللين والمخالفين. وأشار مصدر أمني إلى صعوبة القضاء على ظاهرة التسلل من دون تعاون المواطنين مع رجال الأمن، خصوصاً في نقل المتسللين والمخالفين وتوفير أماكن السكن لهم وفرص العمل. وطالب المصدر بتعاون المواطنين والمقيمين مع رجال الأمن، عبر الإبلاغ عن من يشتبه في كونهم مخالفين للأنظمة. وغالبية المتسللين الذين تم القبض عليهم خلال الفترة الماضية كانوا من الباحثين عن عمل، باستثناء حالات قليلة لمهربي ممنوعات. وكانت دوريات الأمن اشتبكت قبل نحو ثلاثة أشهر مع متسللين عراقيين في منطقة"جوسنين"القريبة من محافظة الجبيل، ما أدى إلى إطلاق النار عليهم، ومقتل أحدهم. وتبين في ما بعد أنهم يعملون في سرقة السيارات وتهريبها إلى العراق. وتتميز الحدود السعودية العراقية بكونها مناطق صحراوية، يصعب التسلل من خلالها، إضافة إلى وجود حرم حدودي يبلغ نحو 20 كيلومتراً إلى جانب العوائق والكاميرات الحرارية المنتشرة هناك. أما الجانب العراقي من الحدود فهناك عمق يقدر بنحو 200 كيلومتر، تسيطر عليه القوات الأميركية، ما يشكل صعوبة في اجتيازه على الراغبين في التسلل.