تتجه وزارة الصحة السعودية إلى إدراج الأمراض الجنسية ضمن الفحوص الإلزامية قبل الزواج. وشكلت أخيراً، لجنة علمية تضم مختصين من جهات دينية واجتماعية لدرس الموضوع. إلى ذلك، صنّف تقرير منظمة الصحة العالمية عن فيروس الايدز الصادر أول من أمس، السعودية ضمن الدول التي"تشهد تحسناً ملحوظاً في مكافحة المرض، وأيضاً لناحية الشفافية في كشف أعداد الحاملين للفيروس". وذكر التقرير ان دراسة سعودية أجريت عام 2004 في الرياض، أثبتت ان نحو نصف النساء المصابات بفيروسHIV"" كان المتسبب لهن في الإصابة الزوج. أما الذكور المصابون فأشار التقرير إلى ان الفيروس انتقل إليهم من طريق"الجنس المدفوع"، موضحاً أن نسبة ضئيلة من حاملي الفيروس من الشاذين جنسياً، ومتعاطي المخدرات. من جهته، علق وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور يعقوب المزروع على التقرير، مؤكداً ان"الاتصال الجنسي غير المشروع يعد سبباً رئيساً لانتقال المرض". وقال ل"الحياة":"إن نقل الدم كان سبباً أساساً في بداية ظهور المرض، قبل عقدين من الزمن، أي في بداية اكتشاف الفيروس، ولكنه لم يعد يشكل أهمية في المجال الطبي"، مشيراً إلى ان منع استيراد الدم من الخارج ساهم في تخفيض النسبة. وأضاف"أن برنامج"الإيدز التوعوي"الذي أطلقته الوزارة، يهدف إلى حماية الأزواج والزوجات من انتقال المرض إليهم، بالتنسيق مع قطاعات مختلفة مثل وزارات الإعلام والتعليم والشؤون الإسلامية"، مؤكداً أن الأنظمة"تلزم الطبيب المعالج بإبلاغ الزوجين عن إصابة أحدهما، أو إبلاغ أقرب شخص للمريض، مثل زوجته، أو أخيه أو والده"، مقللاً من عدد المصابين بهذا المرض من طريق الممارسة الجنسية الزوجية. وأضاف"ان الوزارة وضعت أنظمة واشتراطات لتقليل نقل المرض للزوجة أو العكس". وأشار إلى أن الوزارة راعت في إقرار الفحص قبل الزواج بصيغته الحالية"البدء بالمشكلات الصحية الوراثية، وهي الأكثر شيوعاً في السعودية"، مشيراً إلى أن"الإيدز"ليست له علاقة بالأمراض الوراثية. وقال:"الإيدز وغيره من الأمراض الأخرى تدرس الآن من لجنة مكلفة بهذا الموضوع، ولن يتم اعتماده من الناحية العلمية فحسب، وإنما حتى من الناحية القانونية والدينية، ونحن وضعناه ضمن الخيارات، للإضافة في المرحلة المقبلة"، موضحاً أن الوزارة وقبل أن تقدم على أي خطوة في هذا الموضوع"الحساس"، تقوم بأخذ رأي المختصين الذين يقررون إضافته وفقاً لمعايير محددة. ولم يستغرب اكتشاف حالات إصابة بعد الفحص. وقال:"إذا لم يبلغ القطاع الصحي بنتائج الفحص قبل الزواج فهذه مسؤوليته، أما إذا كانت الإصابة غير مسجلة فهذه مسؤولية الشخص، ويمكن أن يعاقب على ذلك، وهذه إحدى الأشياء التي تدرسها اللجنة في ما يتعلق بزواج المصابين بهذا المرض". وتحفظ المزروع على تحديد عدد حاملي المرض من طريق العلاقة الزوجية، مبرراً ذلك ب"وجود عوامل متعددة، من ضمنها حالات قديمة لأزواج انتقل إليهم الفيروس من طريق نقل الدم". وذكر تقرير منظمة الأممالمتحدة ان عدد المصابين بالإيدز في السعودية يبلغ نحو ثمانية آلاف شخص. بيد ان المزروع قال:"إن الرقم يشمل المقيمين أيضاً، أما السعوديون فلا يتجاوز عددهم ألفي مصاب". ونفى الاتهامات الموجهة لوزارته بالتقصير في نواحي التثقيف الصحي بالمرض، معترفاً في الوقت ذاته بقلة البرامج. وأكد سعي وزارته من خلال اللجنة المشتركة مع القطاعات المختلفة لمعالجة الأمر. رئيس قسم الطب الوقائي:مطلوب جرأة في التوعية طالب رئيس قسم"الطب الوقائي"في برنامج مستشفيات القوات المسلحة في المنطقة الجنوبية الدكتور وليد أبو ملحة ب"تثقيف الشبان السعوديين بإجراءات الوقاية الجنسية". وقال:"هناك نحو مليون شاب يسافرون سنوياً إلى خارج السعودية، وقد يلجأ بعضهم إلى إقامة علاقات جنسية، تتسبب في إصابتهم بأمراض جنسية". واقترح أبو ملحة"إصدار نشرات توعوية تتسم بالجرأة، للسيطرة على فيروس الإيدز"، متهماً الجهات المسؤولة ب"التقصير، لناحية عدم وجود إستراتيجية صحية للوقاية من المرض". وأجرى أبو ملحة دراسة ميدانية على عينة عشوائية، شملت ألف طالب وطالبة من كلية التربية للبنات وكلية المعلمين للبنين في أبها، تضمنت استفساراً عن إلزام فحص الأمراض الجنسية مثل الإيدز ومرض الكبد الوبائيB"" ضمن الفحص الإلزامي قبل الزواج المطبق حالياً، مشيراً إلى ان النتيجة جاءت بنسبة 100 في المئة للبنات و75 في المئة للبنين. وقال:"إن معظم حالات الإيدز التي تنتقل إلى المرأة أو الجنين أثناء فترة الحمل، تأتي من طريق الزوج"، مبيناً أن"إحدى الزوجات وبعد ولادتها والكشف عن جنينها، اتضح انه حامل للفيروس من طريقها، وهي بدورها حملته من زوجها، المتزوج من امرأة أخرى، فتم استدعاؤها لفحصها فاكتشفت إصابتها أيضاً بالمرض". عريسان ينقلان "الإيدز" لزوجتيهما على رغم اجتيازهما "الفحص" لم تكتمل سعادة عريسين تزوجا حديثاً، بعد أن وأدت نتائج الفحوصات الطبية فرحتهما بالزواج، وهي لا تزال في المهد، وأظهرت إصابتهما بمرض نقص المناعة المكتسبة"الإيدز". وتضاعفت المصيبة على العريسين تحتفظ"الحياة"باسميهما بعد أن ثبت نقلهما المرض إلى زوجتيهما. وكانت صدمتهما كبيرة، خصوصاً أنهما اجتازا الفحص المخبري قبل الزواج بنجاح، وهما يظنان أن نتيجة الفحص المخبري كفيلة بتأكيد سلامتهما من جميع الأمراض، بعد أن توارد إلى علمهما أن الإيدز مدرج مع الأمراض التي يختبرها الفحص. وبعد أشهر على إتمام الزواج، أجبرت الحمى أحدهما على قضاء ليلة في المستشفى، بينما دخل الآخر المستشفى لإجراء فحص شامل، اعتاد على عمله بين حين وآخر، فكانت المفاجأة"إيدز". ويعيش الزوجان حالاً نفسية سيئة. ويؤكد المقربون منهما أنهما لم يستطيعا إلى الآن التعايش مع المعطيات الجديدة في حياتهما، ويرفضان التعايش، وحتى التحدث مع الآخرين.