يصادف غدا الإثنين اليوم العالمي لمرضى المناعة المكتسب «الإيدز». وفي هذا السياق تعمل وزارة الصحة على تطوير قدراتها في مجال الحد من انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» من خلال البرنامج وتبادل الخبرات فيما بين الدول العربية والتوصل إلى وسائل ناجعة تحد من انتشار العدوى بين أفراد المجتمع وتحفيزهم على التعامل مع المصابين بالإيدز ودعمهم وتوفير السبل لاحتوائهم في المجتمع. وكشفت آخر إحصائية لوزارة الصحة عن تزايد حالات جديدة بالإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب 1233 حالة (431 سعوديين، 831 غير سعوديين) عام 2012 ووصل العدد في عام 2013 إلى 18762 حالة مصابة 96 في المائة منها عبر العلاقات الجنسية وتعاطي المخدرات بالحقن، و1.5 في المائة من الأم إلى الجنين. فيما أوضح طبيب في أحد مستشفيات المملكة رفض الكشف عن هويته أن معدلات الإصابة في المملكة تعد ضئيلة مقارنة بالدول الأخرى، وأن الإيدز ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي ومن المفترض أن يكشف عن أي عامل يأتي للمملكة في مختبرات ذات مصداقية وكذلك المخدرات أو عن إفرازات الجسم، لافتا إلى عدم وجود علاج للمرض في الوقت الحالي، وأن العقاقير الحالية تمد فقط المريض بحياة أطول، وأن البعوض لا ينقل المرض. ذكرت (ن) المصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب، أن هذا المرض يحطم آمال وطموحات الشباب والشابات، وأن المريض بمجرد إصابته بالمرض يدخل سجن الحياة، وتضيف «أصبت بالعدوى منذ ثلاث سنوات من زوجي الذي كان يسافر للخارج بشكل شبه شهري». وقال (سامي) الذي يتعايش مع المرض منذ أكثر من 3 سنوات، وقال «أصبت بالمرض نتيجة علاقة جنسية، وآمل أن يتعامل معنا المجتمع بسعة صدر وبشكل إنساني». وذكر الدكتور عبدالله محمد الفوزان أستاذ علم الاجتماع بجامعة حائل وعميد معهد البحوث والخدمات الاستشارية، أن مرض الإيدز لم يعد قضية طبية صرفة، وإنما له أبعاد اجتماعية سواء من حيث مسبباته أو نتائجه وآثاره، فهو في العادة نتيجة لتصرفات اجتماعية خاطئة تتمثل في ممارسات جنسية محرمة أو تعاطي المخدرات عن طريق الحقن، أو نقل دم مصاب بالفيروس عن طريق الخطأ، وقد ينتقل نتيجة المعاشرة الحلال بين زوج مصاب بالفيروس وزوجته فينتقل من الشخص المصاب إلى الآخر السليم. وذكر الدكتور الفوزان، أن البعد الاجتماعي الآخر في الإصابة بمرض الإيدز تترك آثارا نفسية واقتصادية واجتماعية كثيرة على الشخص والمصاب وأسرته والمجتمع بأسره، فإلى جانب الشعور بعقدة الذنب والخوف من النبذ الاجتماعي والحرمان من العمل التي قد يتعرض لها الفرد المصاب من الناحية النفسية، هناك جملة من الآثار الاقتصادية المكلفة بحثا عن العلاج من قبل الفرد المصاب أو أسرته، ناهيك عن حجم الميزانيات الضخمة التي تصرفها الحكومات في سبيل الوقاية ومعالجة المصابين. وأضاف: يجب المحافظة على حقوق هؤلاء المصابين في التعليم والخدمات الصحية والتوظيف، إذ لا ينبغي أن تكون الإصابة بالمرض فرصة لحرمانهم من حقوقهم الإنسانية المشروعة، لأن العزل الاجتماعي قد يؤدي بهم إلى مزيد من الأمراض النفسية والعوز الاقتصادي. وبين الفوزان، أنه لا بد من توفير الخدمات النفسية والإرشادية لهم ولأسرهم حتى يتجاوزوا الإحباطات المصاحبة للإصابة بالفيروس وتوفير خدمات الرعاية الصحية المناسبة لأوضاعهم. وذكر المتخصص في علم الأدوية في كلية الطب بجامعة حائل بجامعة الدكتور محمد إبراهيم الأعرج، أن الإعلام له دور كبير في إيصال رسالة التوعية والتثقيف لأفراد المجتمع والمتعايشين من أجل تعديلات السلوك الخاطئة والتركز على التعريف بضرورة الفحص عن الإصابة بفيروس الإيدز لمنع انتقال العدوى، وقال: الاكتشاف المبكر للمرض يساعد على علاجه، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع المتعايشين. وذكر المستشار التربوي والأسري والمحاضر الأكاديمي في مجال التربية وعلم النفس الدكتور محمد حسن عاشور، أن التعامل مع مرضى الإيدز له خصوصية خاصة بين أفراد المجتمع، وهناك اختلاف كبير في مستوى تقبل أفراد المجتمع لهذه الفئة ما بين متعاطف أو خائف أو رافض، وعموما الناس لديهم رهبة وخوف من التعامل مع هذه الشريحة نتيجة القصص الكثيرة المتداولة حول هذا المرض.