في تطور مفاجئ في قضية بورصة العملات الأجنبية المعروفة بمساهمات "بن عبدان" فجر متورطون في القضية قنبلة من العيار الثقيل بعد أن تبادلوا الاتهامات بالتورط في تمويل مؤسسات غير شرعية من خلال تبرعات مصدرها أموال المساهمين. وجاء هذا التطور بعد أن سلم كل من أ مرزا والدكتور م قاسم الغامدي، أخيراً نفسيهما طواعية إلى الجهات الأمنية، وأودعا سجن المسرة في محافظة الطائف وهما شريكا المتهم الرئيس م عبدان في المساهمة فيما لازال الشريك الثالث له ي الغامدي مختفياً عن الأنظار. وكشف عضو اللجنة السباعية المكونة من رؤساء المجموعات والمساهمين لدى المتهم م عبدان محمد عسيري ل"الحياة"،"أن الدكتور م الغامدي و أ مرزا، سلما نفسيهما إلى الجهات الأمنية بعد أن ثبت تورط الدكتورم الغامدي في تلك المساهمة". وأشار العسيري إلى"أن اللجنة السباعية قدمت إلى جهات التحقيق وثيقة"شهادة الحق"التي حصلت"الحياة"على نسخة منها، ويشهد عليها سبعة من أعضاء اللجنة"، مضيفاً"أن الوثيقة تتضمن كلام كل من الدكتور م الغامدي وأ مرزا أثناء الاجتماعات التي عقدت مع الغامدي ومرزا قبل توقيفهما، إذ أن اللجنة عقدت معهما اجتماعات عدة، وزعما أن المتهم م عبدان طلب بعد أن جمّدت مؤسسة النقد حسابه، من الدكتور الغامدي مساعدته وتحويل أموال المساهمين إلى خارج السعودية لحساب شخص يدعى فيصل البركاتي، واستجاب له الدكتور، وجرى الاتفاق على تحويل مبلغ 135 مليون ريال إلى حساب البركاتي، مضيفاً أن الدكتور قال إنه حوّل 117 مليون ريال من المبلغ المتفق عليه، فيما احتفظ لنفسه ببقية المبلغ باعتبار أنها ديون مستحقة له لدى المتهم بن عبدان". وقال العسيري"إنه بعد عملية التحويل الذي زعم الدكتور حصولها انطلقت شرارة الاتهامات المتبادلة في شأن أموال المساهمين، إذ يؤكد المتهم بن عبدان في التحقيقات التي أجريت معه من جانب الجهات الأمنية أنه سلم أموال المساهمين إلى الدكتور م الغامدي، بينما يزعم الأخير أنه حوّل المبلغ إلى حساب المدعو"فيصل البركاتي". وأضاف العسيري"بحسب ما جاء في الوثيقة"أنه أثناء الاجتماع مع الدكتور الغامدي اتهم كلاً من فيصل البركاتي وبن عبدان بأنهما"يدعمان مؤسسات غير شرعية"وخص الدكتور م عبدان باتهاماته". مشيراً إلى"أنه قدم دعماً مادياً إلى جمعية الأقصى الخيرية في لندن". وأستغرب العسيري تناقض أقوال الدكتور الغامدي أثناء الاجتماعات معه، إذ ادعى أنه حوّل 117 مليون ريال إلى حساب فيصل البركاتي، ومن ثم قدم عرضاً في اجتماع آخر قبل توقيفه إلى اللجنة يتضمن تسليم المساهمين 70 مليون ريال، مدعياً أن بن عبدان تعرض إلى خسارة كبيرة في البورصة العالمية، ولم يتبق من المبلغ إلا 70 مليون ريال فقط، مؤكداً أن المبلغ موجود في حسابه، مبدياً استعداده لصرفه للمساهمين. وأضاف العسيري"أن الدكتور أكد أن أ مرزا لديه محفظة استثمارية تصل قيمتها إلى 100 مليون ريال، ومبلغ 12 مليوناً في حساب ي الغامدي الشريك الثالث المتواري، مشيراً إلى وجود وديعة باسم المتهم بن عبدان في أحد البنوك الخارجية، مستشهداً على ذلك بشهادة أ مرزا وي الغامدي على صحة كلامه. وأشار العسيري إلى أن تلك الوثيقة قدمت إلى جهات التحقيق، وسيجري استدعاء الشهود السبعة لسماع شهاداتهم بعد عيد الفطر. يذكر أن المتهم م عبدان وأ مرزا وي الغامدي أطلقوا تلك المساهمة في شهر ذي الحجة العام الماضي 1425ه، وجمعوا ما يقارب 200 مليون ريال، موهمين المساهمين أن أرباحها تصل إلى 70 في المئة شهرياً. وبعد انتظار المساهمين نحو ستة أشهر تقدموا إلى شرطة الصفا في محافظة جدة بشكوى ضد الثلاثة فتم القبض على م عبدان، وتلا ذلك تسليم أ مرزا والغامدي نفسيهما إلى الجهات الأمنية فيما لازال الشريك الثالث متوارياً عن الأنظار.