نساء جدة لا يقبلن إلا أن يكن الرائدات في ميادين الثقافة والأدب والعلم، وحتى في ميادين التجارة والاقتصاد في مدينة نصف ما فيها تجارة واقتصاد وبقيته ثقافة وأدب. هؤلاء النسوة أعطين مدينة جدة مثل ما أعطاها الرجال، أعطينها عطراً يهيم مع نسائم البحر، ويغازل سكون الليل وضجيج النهار، وصنعن من أنفسهن بأعمالهن أعلاماً إذا ذكرت جدة ذكرن معها. فمن ذا الذي لا يعرف الفنانة صفية بن زقر، ابنة حارة الشام التي تلقت تعليمها في مجال الفنون ما بين القاهرة ولندن حيث التحقت بمعهد سان مارتن للفنون لمدة عامين وحصلت على شهادة Advanced Course في فن الرسم والجرافيك. ويحفظ لها التاريخ أنها أنشأت في عام 1414ه"دارة صفية بن زقر"التي حوت متحفًا يضم جميع أعمالها الفنية، ومقتنياتها التراثية، ومكتبتها الخاصة في الأدب والفن، ومكتبة للطفل ومرسمها الخاص، إضافة إلى ورشة عمل لتأهيل الصغار والناشئة والكبار لصقل مواهبهم الفنية. كما يحفظ لها أنها أنشأت قبل ذلك بعامين صالوناً أدبياً شهرياً في منزل أسرتها في جدة، استضافت فيه أسماء كبيرة وكرمتها تكريماً لا يليق إلا بصفية بن زقر وضيوف صفية بن زقر. وعلى نهج صفية بن زقر خرجت سيدة من نساء جدة مها فتيحي بصالونها الأدبي الخاص الذي افتتحته منذ العام 1420ه، وتعقده في أول سبت من كل شهر ميلادي. كما أنها شاركت بفاعلية في منتدى الحوار الوطني الثالث، إضافة إلى أنها تولت رئاسة لجنة العلاقات العامة في اللجنة النسائية المنظمة لمنتدى جدة الاقتصادي. وعرف عنها أهل جدة إضافة إلى اهتمامها بالثقافة والأدب مع أنها خريجة محاسبة بامتياز، اهتمامها الشديد بالنشاطات والإسهامات الإنسانية التي لا تزال منخرطة في رعايتها والوقوف عليها. ومن أسماء نساء جدة البارزة في مجال الفكر الإسلامي الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتورة فاطمة نصيف. وللدكتورة فاطمة دور كبير في إنشاء قسم الدراسات الإسلامية وكلية الاقتصاد المنزلي ودفع عجلة الدراسات العليا في الجامعة، كما أسهمت في إعداد وإنجاز الخطة الخمسية للتنمية لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وهي تعمل الآن رئيسة للجنة النسائية بهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة. ومن جهتها برزت الدكتورة فاتن أمين شاكر في المجال الإعلامي والصحفي، إذ أنها كانت أول سعودية تترأس مجلة عربية هي مجلة"سيدتي"أشهر المجلات العربية النسائية على الإطلاق. والتي صنعت منها الدكتورة فاتن مؤسسة صحافية حديثة، كما أن"سيدتي"بدورها أسهمت بفاعلية في زيادة خبرات الدكتورة الحياتية والعملية. وبدأت الدكتورة حياتها العملية أخصائية اجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية قبل أن تنتقل بعد ذلك إلى عالم الصحافة ودنيا الإعلام، التي قدمت إليها من منصبها الوظيفي في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة كأستاذة في قسم الاجتماع. ومن نساء جدة اللائي حققن حضوراً مميزاً في ميادين العطاء في جدة عميدة كلية عفت الدكتورة هيفاء جمل الليل، التي أسهمت في صناعة جيل من الشابات السعوديات القادرات على مواجهة تحديات الحياة، وبناء دور فاعل للفتاة السعودية التي تحقق ذاتها وتشرف نفسها ووطنها من خلال نجاحاتها في ميادين العمل كافة. كما برزت في الميدان التربوي في جدة الدكتورة سامية بن لادن التي انخرطت في العمل التربوي بفاعلية كبيرة، وتعمل حالياً مديرة لمكتب الإشراف التربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم في جدة، كما أنها عضو حالي في اللجنة النسائية في النادي العلمي السعودي، هذا إضافة إلى الكثير من الإسهامات الخيرية والاجتماعية التي قدمتها للمؤسسات والمراكز الخيرية والاجتماعية في مدينة جدة.