حال من الاحباط المبكر ظهرت في ردود فعل الشارع السعودي على نتيجة مباراة السعودية وغانا الودية، التي جرت هذا الاسبوع في مدينة جدة، وهناك من اطلق مقولة المنتخب الاضعف في المونديال علي الفريق الأخضر، ومنهم زميلي الدكتور مدني رحيمي... ولا أخفيكم انني استغرب هذه الآراء المبكرة جداً جداً في الحكم علي ما سيصل اليه الفريق السعودي في مونديال سيقام بعد سبعة اشهر من الآن، وفي غياب عدد مهم من اللاعبين الاساسيين. ان مباراة غانا تجربة قوية، وعلينا كمراقبين رياضيين ان نتقبل نتائجها، وعلي الشارع السعودي ان يكون مستعداً لكل النتائج المقبلة في المباريات الودية الدولية المتبقية للمنتخب السعودي، ومن بينها مباراة متوقعة مع منتخب مصر في العاصمة المصرية"القاهرة"، لان استمرار مثل ردود الفعل العنيفة هذه ستؤدي الي تخوف الاجهزة الفنية في المنتخب السعودي من اجراء أي مقابلة ودية قوية، ونعود الى قصة المدرب سلوبودان، الذي ظل يرفض اجراء اية مباراة ودية قوية للفريق السعودي طوال برنامج الاعداد حتى وصلنا الى الهزيمة التاريخية من المانيا. جانب آخر مهم في نوعية ردود الفعل المرصودة سعودياً هذا الاسبوع، هو الخطاب المتعصب الذي يصدر من بعض الجهات الرياضية، فمطالبة اهلاوي بحسين عبدالغني او اتحادي بمحمد نور واحمد الدوخي للانضمام الى "الاخضر".. لن تقودنا الا الى المزيد من التشتت، في وقت يحتاج فيه المنتخب السعودي الى وقفة جماعية من كل اطياف المجتمع الرياضي المحلي. فعلى انصار الهلال والنصر والاهلي والاتحاد ان يتناسوا تلك المنافسة المحلية، وان يركزوا علي جانب مهم وهو ان المونديال المقبل هو محك اساسي لسمعة المملكة الرياضية بعد ما حدث في المونديال السابق. لا اخفيكم انني اتفاءل كثيراً بالمنتخب السعودي كلما تعرض لنتائج سيئة في المباريات الودية، لان هذه المباريات بصرف النظر عن نتائجها تعطي صورة حقيقة لبعض العيوب الفنية، وتدفع المدرب الى حلها في وقت مبكر، بدلاً من اكتشاف المشكلة في المونديال وحينها لا ينفع الندم. ان افضل مشاركة سعودية في المونديال عام 1994 في الولاياتالمتحدة سبقتها نتائج مخيبة للآمال في برنامج الاعداد ومنها الهزيمة بخمسة اهداف بيض امام اليونان في"اثينا"ومن هذا المنطلق أرى ان الوقت مبكر جداً للعويل والبكاء على منتخب ضاع بينما هو لا يزال يستعد للنزال الحقيقي، الذي اؤكد لكم أنني متفائل به. [email protected]