يبدو ان لا شيء يبقى حكراً على الرجال، فهاهي المرأة السعودية تقتحم سوق الاوراق المالية، لتضطر معها البنوك الى انشاء صالات تداول خاصة بالنساء المضاربات في سوق الاسهم، ولم يتوقف الامر عند ذلك، بل تجاوزه بمراحل، وهاهي الاستاذة الجامعية ماجدة محمد تستقيل من عملها، لتحول منزلها الى صالة تداول لها ولصديقاتها، وهناك الكثير من المعلمات، في مختلف مراحل التدريس، قدمن استقالاتهن وتفرغن للعمل في سوق الاسهم، فيما لا يزال بعضهن يزاوج بين التدريس والاسهم. وترى المعلمة سميرة كنعان أن تجارة الأسهم أصبحت لا غنى عنها، ما يدفعها إلى التفكير في تقديم استقالتها من وظيفتها والتفرغ لتداول الأسهم، وتقول:"ما يدفعني إلى التردد في تقديم الاستقالة، كون الوظيفة بمثابة الدرع الواقية من تقلبات الحياة، أما الأسهم فقد تتعرض سوقها لأي هزة وتنتج منها خسارة فادحة". وعلى رغم أن دوام سميرة في الصباح، إلا أنها تحضر إلى صالة التداول في شكل يومي في المساء. وتشير إلى أن"مديرة المدرسة التي أعمل فيها لها بعض المحاولات في الأسهم، وتدعنا في أوقات الفراغ نراقب شاشة الأسهم من طريق الإنترنت في المدرسة"، وهذا غير الوسيط ومحللي سوق الأسهم الذين يمدونها ببعض المعلومات عن سوق الأسهم في أوقات دوامها. أما هيفاء سلمان مديرة مدرسة متقاعدة فتقول:"طلبت تقاعداً مبكراً من التعليم لأتفرغ في شكل تام لتداول الأسهم"، وتضيف:"تجارة الأسهم لها تأثير سلبي في الوظيفة، وذلك لأنها تتطلب التغيب عن العمل والانقطاع وإنهاء رصيد الإجازات، حتى نتمكن من متابعة حركة التداول والبيع والشراء في صورة سريعة". وتوضح:"تحول دوامي من دوام صباحي إلى دوام ذي فترتين في صالة تداول الأسهم، إذ نحضر المشروبات والمعجنات، ونتداول الأحاديث عن الأسهم وأسس الشركات المطروحة للتداول والمضاربات"، وترى أن السنة الأولى في سوق الأسهم"تحتم ملازمة صالة تداول الأسهم لمعرفة أسس التداول، على أي أساس يتم شراء الأسهم وبيعها، ومعرفة التوقعات بارتفاع السهم ونزوله". وتقول ماجدة محمد محاضرة سابقة في الجامعة:"قدمت استقالتي، وحولت مجلسي في المنزل إلى صالة لتداول الأسهم بعد أن تفرغت لها"، وترى أن"الوظيفة تشكل قيوداً على الشخص، كما أن دخلها مهما ارتفع يبقى محدوداً، أما تداول الأسهم فيعطي الحرية المطلقة، من دون أي قيود أو التزام بمسؤوليات تجاه العمل من مسؤولين وإدارة"، وتضيف:"أصبح لدي صديقات للأسهم، وهن غير صديقات التعليم، ومن ضمنهن طالبتان من طالباتي في الجامعة سابقاً، وكل منهن تحضر جهازها المحمول لمتابعة السوق، ويتشاركن في الآراء والنظرة إلى سوق الأسهم". وتشير إلى أن"سبب اتجاه النساء في الوقت الحالي إلى تداول الأسهم، يعود إلى قلة مجالات الاستثمار أمام المرأة، واحتكار الرجال سوق العقارات، وهذا ما دعا النساء إلى الاتجاه إلى الأسهم، وهن مغامرات بما يملكنه من مال، وبدأن من غير علم ومعرفة، ومنهن من خسرت، ومنهن من ربحت وكان الحظ الكفيل بربحها وليس المعرفة الكافية". ولرفض ماجدة أن تكون جاهلة في سوق الأسهم، أبرمت اتفاقاً مع دكتور ومحلل مالي للأوراق المالية لينظم دورات لهن عن التحليل الفني للأسهم، وتضيف:"لم يقبل الدكتور أخذ أي مقابل مادي لهذه المحاضرات، وكان يقول: أعتبر هذا حافزاً للسيدات لاحترافهن في سوق الأسهم، وأن ينافسن سيدات البورصة في دول الخليج". وأشار اقتصاديون إلى أنه لا توجد أرقام مؤكدة عن حجم الاستثمار النسائي في سوق المال، إلا أنهم يتوقعون أن يتجاوز 20 في المئة من حجم السوق.