في جولة قامت بها "الرياض" على عدد من الفروع النسائية للبنوك وجدت خلو معظم ان لم يكن كل قطاعات التداول النسائية لمتابعة حركة الأسهم من المستثمرات والمضاربات في الأسهم، وكثير من الشاشات مغلقة ويستغرب العاملات في البنوك عندما تحضر عميلة تسأل عن الشاشة، وقد ارجع بعض مسؤولات الفروع إلى توجه النساء لشركات الوساطة والإنترنت والهاتف، فيما ارجع البعض الآخر من المسؤولات إلى خروج عدد كبير من النساء من سوق الأسهم بعد انهياره عام 2006م حيث سيطر خوف التعرض لهزة أخرى على عدد منهن بينما توجه البعض الآخر لسداد الديون التي تراكمت جراء هذا الهبوط الفادح. وقد التقينا بعدد من السيدات اللاتي كانت لهن مساهمات كبيرة في سوق الأسهم حيث ذكرت سارة الزبن ان خسارة عام 2006م جعلتها تراجع نفسها في مسألة المضاربة فقد تكبدت خسائر هائلة مما جعلها تضع نسبة قليلة من رأس مالها المخصص للتجارة في الأسهم وعن طريق مكتب متخصص وتوجه الباقي للعقار قائلة (ان توجهي لمكتب متخصص للأسهم ليس من أجل الكسب بقدر ما هو سعي لاستعادة جزء من خاسرتي المالية الكبيرة فقد خسرت أكثر من مليوني ريال وأرجعت جزء منه وقت انتعاش السوق والذي دام لفترة قصيرة، هذا الربح أغراني بالاستمرار حتى جاءت الهاوية الأخيرة وأظن أني سأخرج نهائياً من سوق الأسهم وسأتوجه للاستثمار في العقار على أستطيع تعويض خسارتي حتى لو أخذ وقت مضاعف). كما تشير السيدة فدوى الطوق وهي مستثمرة في الأسهم منذ زمن بعيد وقد حققت أرباحاً هائلة على مدى سنوات مضاربتها إلاّ ان الخسارة التي لحقت بها في انهيار 2006م طال أرباح هذه السنوات ورأس المال، وتقول (أخذت قرار بالانسحاب إلاّ ان من اعتاد على سوق الأسهم يصعب عليه الانسحاب نهائياً فعدت عندما رأيت أوضاع السوق في تحسن ورغم حرصي ومتابعتي لأوضاع السوق بدقة إلاّ أني لم أنج من الخسارة التي لحقت مؤخراً بالسوق ولم تحميني دقتي ومتابعتي). بينما تقول هدى الزعاق (خرجت من سوق الأسهم بعد الخسارة الأخيرة 2006م حيث تراكمت علي الديون فخرجت من السوق لأتمكن من سداد ديوني وعندما رأيت الانهيار الأخير حمدت الله أني خرجت قبل ان أتعرض لمثل هذا الموقف، فلو كنت بقيت في السوق لتكبدت خسارات مضاعفة). وأكدت نادية باسلامة أنها خرجت من سوق الأسهم للخسارة الفادحة التي لحقت بها في آخر انهيار للسوق ثم عادت عندما رأت الانتعاش الطفيف الذي بدأ يدب في السوق ولكنها كانت حذرة فلم تدفع سوى مبلغ بسيط قائلة (برغم الانتعاش الطفيف الذي عاشه سوق الأسهم إلاّ ان صدمت الانهيار السابق لم تغب من بالي لذا كنت حريصة على ان يكون مبلغ مساهمتي قليلاً فقد كان لديّ حدس بأنه سيحدث انهيار يماثل ما حدث عام 2006م ان لم يكن أشد وعندما رأيت السوق في الوقت الحالي حمدت الله أني لم أضع مبلغاً كبيراً وعرفت ان شكي في مكانه وأتصور ان سوق الأسهم السعودي مكان غير آمن للاستثمار على الأقل في الفترة الحالية).