أكد خبير سعودي يعمل في مجال صناعة الورق أن أسعار الورق في طريقها إلى العودة لوضعها الطبيعي، بعدما شهدت ارتفاعات متوالية نهاية العام الماضي والأربعة أشهر الأولى من هذا العام، وصلت نسبتها إلى ما يقارب 22 في المئة. وقال ل"الحياة"مدير التسويق والمبيعات في شركة النخيل للصناعات الورقية عبدالرحمن المعيوف إن"الأسعار بدأت منذ شهر أيار مايو الماضي في التراجع التصحيحي وان كانت لم تعد إلى وضعها الطبيعي قبل الارتفاع". وأوضح المعيوف أن أسعار الورق قبل الارتفاع لنوع"الاوفست"المستخدم في طباعة الكتب تبلغ 700 دولار للطن الواحد، كما كانت تبلغ للنوع الآخر وهو نوع"الكوشيه"المستخدم في الإعلانات 750 دولاراً للطن. ويضيف المعيوف ان هذه الأسعار شهدت ارتفاعات كبيرة بلغت حوالى 22 في المئة منذ أواخر العام الماضي والأربعة أشهر الأولى من هذا العام، إذ ارتفعت الأسعار للنوع الأول إلى 850 دولاراً ولنوع"الكوشيه"لتصبح 900 دولار للطن، أي بزيادة 150 دولاراً للطن من كلا النوعين ويعيد المعيوف أسباب الارتفاع لارتفاع كلفة الوقود وللزيادة الكبيرة في استهلاك الصين من الورق المستورد، وزاد ان الأسعار بدأت منذ أيار الماضي حركة تراجع تصحيحية، إذ انخفض سعر الطن لورق الاوفست الى 800 دولار للطن ولنوع الكوشيه ليصبح 825 دولاراً وهي ما زالت مرتفعة عن الأسعار قبل الارتفاع بنسبة 14 في المئة تقريباً. وعن تراجع الأسعار مع أن أسعار الطاقة المستخدمة في الصناعة لم تنخفض، ارجع المعيوف السبب إلى زيادة حجم الصناعة وتحول الصين من دولة مستوردة الى دولة تصدر الورق، بعدما دخلت بقوة في هذه الصناعة، كما انه لا يوجد هذا العام ضغط كبير في الاستهلاك، كأيام الانتخابات الأميركية، حيث تستهلك ملايين الأطنان من الورق. وعن استهلاك السوق السعودية من الورق يقول ان"المملكة تستهلك حوالى 200 ألف طن سنوياً وتقدر حجم السوق الإجمالية ب 600 مليون ريال وهذا فقط لورق الطباعة والكتابة لأنه لو أضفنا الاستخدامات الأخرى مثل ورق الاسمنت وورق الكرتون لأصبح الاستهلاك بالبلايين". وعن الدول الرئيسية التي يستورد منها الورق، قال المعيوف إن"غالبية صادرات المملكة من الورق تأتي من أوروبا ثم من اندونيسيا". وعن عدم تصنيع الورق محلياً، يرى انه غير مجد اقتصادياً في المملكة، خصوصاً للنوعين المشهورين"الاوفست"و"الكوشيه"لأنهما يحتاجان لكميات كبيرة من المياه بدرجات نقاوة عالية، ما يحتم استيرادهما لأغراض التصنيع وهو ما يجعل تصنيعهما محلياً غير مجد. وعن الصناعات الورقية القائمة حالياً يقول المعيوف إنها تشمل"ورق البيض والكرتون، إضافة إلى الورق"المكربن"المخصص للفواتير وهي أنواع لا تحتاج أصلاً لنقاء المياه، كما في أنواع الورق الأخرى، لا سيما النوعين اللذين ذكرتهما سابقاً".