تعتبر صناعة الطباعة في المملكة من اهم الصناعات التي تخدم جميع شرائح المجتمع فالطباعة جزء مهم من حياتنا اليومية سواء للصحف او للكتب المدرسية وغيرها الكثير الكثير ، وتعتبر شركة الخريف لحلول الطباعة من الشركات الفريدة التي تمتلك خبرة علمية وعملية أهلتها لقيادة سوق الطباعة في المملكة ، وقد كان لنا حوار مع الاستاذ بندر ابراهيم الخريف الرئيس لشركة الخريف لحلول الطباعة . * كيف ترون سوق صناعة الطباعة في السعودية ؟ - في اعتقادي ان سوق الطباعة في السعودية سوق واعد والمقومات الرئيسية التي تدعم هذه الصناعة موجودة وجميعها تعطي مؤشرات ايجابية وأهمها النمو السكاني بالدرجة الاولى وهذا العامل مهم للكثير من المنتجات ومن ضمنها الطباعة ، الامر الثاني هو العامل الثقافي والتعليمي ومن المعروف أن المملكة تشهد نهضة ثقافية وتعليمية وهذا واضح من خلال انشاء الكثير من الجامعات والمرافق التعليمية في جميع مناطق المملكة ما يتطلب الى المطبوعات بجميع اشكالها ، الامر الثالث هو نمو الحركة التجارية وهذا العامل يتبعه حركة نشطة في الدعاية والاعلان مما يتطلب وجود تجهيزات كثيرة لتلبية الطلب من قبل دور النشر والصحف والمطابع وغيرها ، الامر الرابع هو نمو القطاع الصناعي وهذا العامل اصبح يشكل عنصرا مهما جدا لان الكثير من المنتجات التي تنتج او تعبأ في المملكة تحتاج الى عمليات تغليف لمنتجاتها بشكل جذاب وجميل وهذا الامر بالتالي يساعد على نمو قطاع الطباعة التي بدورها تقوم بتوفير ما تحتاجه المصانع من تجهيزات الطباعة التي تتناسب مع منتجاتها ومعظم المنتجات التي تعبأ او تغلف بالكرتون او البلاستك تحتاج بشكل او بأخر الى معدات الطباعة فكل العوامل الاربعة التي ذكرناها سابقا عوامل مهمة واساسية في صناعة الطباعة وعندما نطبقها على الواقع العملي نجد انها عوامل ايجابية في السوق السعودي وتشهد تطوراً كبيراً بالاضافة الى ذلك فإن البيئة التنظيمية في سوق الطباعة اصبح بها الكثير من المرونة من ناحية انشاء المطابع والطباعة وفي السابق كان هنالك قيود على الكثير من المطبوعات وهذا الامر حقيقة تشكر عليه وزارة الاعلام بالدرجة الاولى لانها سمحت بطباعة الكثير من المطبوعات والكتب والمجلات داخل المملكة وهذا الامر ساهم في زيادة النشاط الطباعي، وكذلك لوزارة التجارة دور ايجابي حيث سهلت الرخص الصناعية ودعمت هذا القطاع بشكل كبير . النشر الالكتروني أثر في المؤسسات الإعلامية الأمريكية والأوروبية وليس العربية * هل لديكم تصور عن حجم سوق الطباعة في المملكة ؟ من الصعب تقدير حجم السوق لان تعريف السوق صعب ومتشعب فهنالك قطاع الآلات والمعدات وهنالك الاحبار والمواد الكيميائية المستخدمة في الطباعة وهنالك الورق بجميع انواعة واشكاله وغيرها لذلك من الصعب تقدير حجم السوق ولكن نعتقد أن نسبة نمو القطاع السنوية تقدر بحوالي 15 % وهذا المعدل يعتبر ممتازاً بكل المقاييس. * هل اثر النشر الالكتروني على صناعة الطباعة ؟ - النشر الالكتروني اثر بالدرجة الأولى على المؤسسات الاعلامية وليس على سوق الطباعة في اوروبا وامريكا، اما بالنسبة للدول العربية فلم يؤثر النشر الالكتروني إلا بنسبة ضئيلة على المطبوعات والسبب ان استهلاك الشعوب العربية للمواد المطبوعة أقل بكثير مما هو الحال في الدول المتقدمة فاستهلاك الفرد في الدول العربية يصل إلى أقل من 20% من استهلاك الفرد في الدول المتقدمة الامر الآخر ان المحتوى الالكتروني في اوروبا وامريكا متطور جدا ولكن حتى الان لا يوجد محتوى الكتروني عربي يستطيع منافسة المؤسسات الاعلامية وبالرغم من ذلك تحاول المؤسسات الاعلامية في السعودية الموازنة بين الامرين الطباعة الورقية والنشر الالكتروني فنلاحظ ان جميع الصحف في السعودية لديها طبعتها الورقية ولديها نسختها الالكترونية اما بالنسبة لنا كموردين للمعدات وتجهيزات الطباعة فلم نتأثر بل كما ذكرت سابقا ان هنالك زيادة 15% وهذا الامر سببه نمو القطاع الصناعي وخصوصًا عمليات التعبئة والتغليف، وهذا ساهم في تقليل تأثير هذا التوجه على النشر الالكتروني. ما زال هنالك فرص استثمارية مجدية في بعض جوانب صناعة الطباعة * هل ترى ان الاستثمار في هذا القطاع مازال مجديًا ؟ - قطاع الطباعة قطاع متنوع ويحتاج الى استثمارات كبيرة ومختلفة فهنالك بعض القطاعات متشبعة والمنافسة بها عالية وهنالك بعض القطاعات ما زالت واعدة ويمكن الاستثمار بها وخصوصا ما يتعلق بالخدمات سواء من خلال التوسع في الشركات الحالية او دخول شركات جديدة ولكن نحن في السوق السعودي نفتقر الى التخصص فنرى ان اغلب المطابع تقوم بكامل مراحل الطباعة وهذا الامر مرهق لما يتطلبه الامر من تنوع في الآلات والتجهيزات وخلافه بينما اثبتت التجارب في الدول المتقدمة ان وجود شركات متخصصة في كل مرحلة من مراحل الطباعة مجد اكثر فتجد ان هنالك شركات متخصصة لمرحلة ما قبل الطباعة وهنالك شركات تقوم بعملية الطباعة وهنالك شركات تقوم بعمليات ما بعد الطباعة . * حدثنا عن اقسام وفروع شركة الخريف لحلول الطباعة ؟ - تنقسم شركة الخريف لحلول الطباعة الى اربعة اقسام رئيسية الاول هو قطاع المعدات وهذا القسم مختص بالآلات والمعدات والمشاريع سواء الحكومية أو الخاصة ، القسم الثاني هو قسم الورق ويتبع له شركة النخيل للصناعات الورقية وهو مصنع متخصص بصناعة الورق المكربن الذي يستخدم للنماذج التجارية وغيرها ونقوم بالتصدير الي معظم الدول العربية بالاضافة للسوق الداخلي كما يقوم هذا القسم باستيراد ورق الطباعة والكتابة سواء الأوفست أو الكوشيه وغيرها من الأنواع المستخدمة في الطباعة ، القسم الثالث هو قسم المواد وهو يقوم بتوفير كافة احتياجات المطابع من الاحبار وبليتات ومواد كيميائية ومواد الطباعة الاستهلاكية القسم الرابع وهو قسم خدمات ما بعد البيع وهو قسم يهتم بخدمة العملاء وقطع الغيار ويتبع له ما يزيد عن 25 مهندسا متخصصا لخدمة العملاء على مدار الساعة وحل مشاكلهم التقنية وغيرها، اما بالنسبة للفروع فهنالك الفرع الرئيسي في الرياض وفرع في جدة لخدمة عملائنا في المنطقة الغربية والجنوبية وفرع في الدمام لخدمة المنطقة الشرقية، اما بالنسبة لبقية مناطق المملكة فإننا نقوم بخدمة عملائنا عن طريق ارسال مهندسين لهم في أي مكان متى ما احتاجو لخدماتنا . قانون الاستثمار الأجنبي خدم قطاع الطباعة بشكل كبير * شركة الخريف لحلول الطباعة تمتلك العديد من الوكالات التجارية حدثنا عنها ؟ - نحن نفخر بالشركات العالمية التي نمثلها ونعتبر ان مهمتنا الرئيسية هي تطوير مستوى الطباعة في المملكة وليس بيع المنتج فقط ونحن حقيقة يعرض علينا بشكل مستمر الكثير من الوكالات للعديد من الآلات والمعدات والتجهيزات الخاصة بالطباعة ولكن سياستنا هي البحث عن افضل الشركات العالمية المتخصصة وقد استثمرنا مبالغ كبيرة لنجعل شركة الخريف من الشركات الرائدة التي تقدم كافة حلول الطباعة للقطاعات الحكومية وللمؤسسات الاعلامية والشركات التجارية والمصانع والمطابع والجامعات وغيرها وقد حرصنا ان تكون الكوادر التي لدى الشركة مدربة بشكل كبير لتقديم الدعم الفني والتقني للعملاء فأغلب المهندسين في الشركة يحصلون باستمرار على تدريب في الشركات التي نمثلها محليا ويتم ابتعاثهم لتلك الشركات للاطللاع على كل ما يتم تطويره والجميع يعلم ان الآلات ومعدات الطباعة هي آلات معقدة وتحتاج لخبرات مؤهلة و لكي نقوم بتقديم خدمة مميزة لعملائنا فإنه من الضروري ان يكون لدينا كادر هندسي وفني متمكن في جميع الآلات والمعدات الطباعية التي نمثلها ، اما بالنسبة للشركات التي نمثلها فنحن في الشركة لدينا شركات عالمية معروفة في كافة مراحل الطباعة وكل شركة متخصصة في نوعية محددة من مراحل الطباعة فنحن وكلاء لافضل الشركات اليابانية (سكرين) وهي من افضل الشركات العالمية في تجهيز معدات ما قبل الطباعة والحمد لله لدينا حصة سوقية في هذا الجانب تقدر بحوالي 50 % ، كذلك نحن وكلاء لشركة (دي بونت الامريكية ) وهي متخصصة في طباعة الفلكسو وايضا نحن وكلاء لشركة ( مان رولاند ) وهي الاكبر عالميا من حيث تخصصها في صناعة الآلات "الوب" للجرايد والصحف وهي الثانية عالميا في صناعة آلات الطباعة على الصفائح ومن اهم مميزات آلآت رولاند سهولة الاستخدام والتقنية العالية للتحكم في الألوان وسرعة النقل من عمل إلى آخر إضافة إلى المرونة من حيث امكانية الطباعة على سماكات مختلفة من الورق الخفيف إلى الكرتون وبهذه الميزة اصبح لدينا حصة سوقية اكبر في سوق مصانع الكرتون تتجاوز ال 60% ، كذلك نحن وكلاء لشركات متخصصة بعملية ما بعد الطباعة وهذه في غاية الاهمية لانها من المعدات التي تظهر المطبوعة بشكلها النهائي للقارئ او المستخدم او المستهلك سواء كانت جريدة او مجلة او كتاب أو بروشور أو علبة كرتونية او علبة بلاستيكية وغيرها ونحن وكلاء لشركة ( بوبست ) السويسرية وهي الشركة الاولى في العالم في معدات القص والتغرية لعلب الكرتون كذلك نحن وكلاء لشركة ( كولبس ) وهي متخصصة في التجليد إضافة إلى شركة (فيراج) السويسرية لأنظمة نقل الصحف والمجلات المتطورة والعديد من الشركات المتخصصة في صناعة المقصات والطوايات وغيرها. كل الشكر لوزارة الإعلام ووزارة التجارة على دعمهما المستمر لهذا القطاع الحيوي * ماذا عن الاستثمار الاجنبي في هذا القطاع . - هذا السؤال له شقان الاول هو استقطاب الشركات العالمية التي تصنع الآلات والمعدات والمواد للاستثمار في المملكة والحقيقة في هذا الامر ان حجم السوق في السعودية والشرق الاوسط بشكل عام لا يشكل للشركات الكبيرة سوقا كبيرا يحتاج الى ان يكونوا قريبين منه لذلك هم يكتفون باختيار وكلاء وموزعين قادرين على خدمة العملاء بالشكل المثالي ، الشق الثاني في السؤال هو الاستثمار في صناعة الطباعة وهذا القطاع كان في السابق يعاني من التستر التجاري ولكن بعد ان سنت الدولة قانون الاستثمار الاجنبي اصبح هنالك وضوح اكثر في السوق وانا على علم بالكثير من اصحاب المطابع و المصانع الذين كان لديهم رغبة بنقل استثماراتهم الى الخارج ولكن مع قانون الاستثمار الاجنبي اغلبهم زاد من استثماره في المملكة وطوره بشكل كبير واطمئن على استثماره خصوصا ان مجال الطباعة يحتاج الى استثمارات كبيرة . مهمتنا الرئيسية تطوير صناعة الطباعة في المملكة وليس بيع المنتج فقط * هل ترى ضرورة لوضع معايير ومواصفات ومقاييس لعمليات الطباعة ؟ - أعتقد أنه من الواجب الالتزام بالمعايير العالمية وعدم إعادة صنع العجلة. * ما هي ابرز المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع بشكل عام؟ - هنالك مشاكل تعاني منها اغلب الشركات التي تحتاج الى كوادر علمية ومهنية وهي مشكلة عدم وجود كفاءات وطنية لسد العجز الحاصل في سوق العمل لذلك نضطر الي استقطاب كفاءات علمية وفنية من الخارج وكذلك هنالك مشكلة تحصيل الديون فما زالت الاجراءات في المحاكم تأخذ وقتا طويلا ونأمل الالتزام بنظام الشيكات حيث اصبح الآن له هيبة إلى حد ما ، نأمل أن يتطور إلى حقيقة لحماية المجتمع وخفض تكاليف التمويل. * الفكر الاداري والتسويقي الحديث يفرض فلسفة جديدة في الشركات كيف تعلقون ؟ - نعم هذا الكلام صحيح والسبب هو زيادة المنافسة في جميع القطاعات والكثير من الشركات التي كانت سابقا في المقدمة اصبحت الان في عالم النسيان بسبب انهم لم يستطيعوا أن يعملوا بفكر إداري وتسويقي متطورالذي تتطلبه المرحلة الجديدة والمستقبل ، اما بالنسبة لنا في شركة الخريف لحلول الطباعة فقد وضعنا استراتيجية وفلسفة ادارية تعتمد على الشراكة الحقيقية مع عملائنا وليس بيع منتجاتنا لهم فقط بالاضافة الى تقديم النصح والمشورة لهم للحفاظ على وجودهم ونجاحهم في السوق لان وجودهم هو بالتالي استمرار لوجودنا. * بماذا تنصح أي جهة تريد عمل مطبعة او مستثمر يريد الدخول في هذا القطاع ؟ - أنصحه بالتعامل معنا بطبيعة الحال ) قالها متبسما ) ، و المهم لاي جهة تريد عمل مطبعة او مستثمر ان يبحث عن المورد القادر على مساعدته وحل مشاكله وتقديم الدعم الفني و اللوجستي الذي يحتاجه وليس فقط السعر الأقل وأن تكون النظرة طويلة وليست مقيدة. * دار مؤخرا حديث عن مشاكل في شركة مان رولاند التي تمثلونها ماهي حقيقة هذه الاخبار ؟ بندر الخريف - الازمة العالمية اثرت في الكثير من الشركات الكبيرة العملاقة وشركات التأمين والبنوك وهذا ما حصل لشركة مان رولاند فقد عانت من صعوبات مالية تبعا لذلك ما أدى إلى اعلان اعسارها نهاية نوفمبر الماضي إلا أنه بحمد الله تم مؤخرا التوصل إلى حل من خلال إعادة هيكلة قطاعات الشركة إلى ثلاثة أقسام ودخول مستثمرين جدد مما يعني استمرار النشاط والعمل دون ضرر على العملاء بإذن الله.