على رغم العناء والتعب اللذين يتكبدهما طلاب المدارس الابتدائية والذين لا تتجاوز أعمار معظمهم ال 11 في صيامهم شهر رمضان أسوة بعائلاتهم وعلى رغم محاولة معلميهم إقناعهم بعدم ضرورة الصيام لصغر سنهم إلا أن هؤلاء الصغار يقاطعون وجبة الإفطار، ويرفضون أن يطلب منهم معلموهم الإفطار في المنزل عند العودة من المدرسة. ويذكر مدرس ماده العلوم في إحدى المدارس الابتدائية شرقي مدينة الرياض فهد العنزي 25 عاماً أن طلاب الصف الثالث في المدرسة رفضوا تناول وجبات الإفطار التي تقدمها المدرسة، ورفضوا إحضار وجباتهم معهم، ويصرون على الصيام حتى آخر النهار. ويضيف:"حاولت أن أستعين بمعلم المواد الدينية ليوضح لهم أن الصيام لم يجب عليهم بعد، خصوصاً ان معظمهم لم يتجاوز الثامنة من عمره ويبدوا عليه أثر الإجهاد واضحاً من الصيام، ولكن دون جدوى". ويوضح معلم مادة الرياضيات في إحدى المدارس الابتدائية في حي الصحافة محمد الجهني 26 عاماً أن إصرار مجموعة من طلابه على الصيام خصوصاًً حديثي العهد بالصيام يضطره إلى تخفيف المنهج خلال الشهر الفضيل،"فطلاب الصفوف الأولى يظهر عليهم التعب والإعياء خلال حصص رمضان وينقصهم الكثير من التركيز الذي تحتاجه مادة الرياضيات التي تعد من أصعب المواد والتي يشتكي منها أهالي الطلاب". و يذكر مدير إحدى المدارس الابتدائية في حي الملقا محمد العمري 35 عاماً أن أهالي بعض الطلاب الذين يصوم أبناؤهم يصيبهم بعض القلق، وتتوارد اتصالاتهم إلى مكتب الوكيل والمرشد الطلابي للتأكد من سلامة أبنائهم وصمودهم حتى آخر اليوم الدراسي,"إذ يخشى بعض أولياء الأمور على أبنائهم من بعض حالات الصرع والغثيان التي تلازمهم أثناء الصيام، وعند حديثهم معنا يطلبون منا إقناع أبنائهم بتناول وجبه الإفطار التي يرفضون تناولها في منازلهم". ويذكر أحد أولياء الأمور سعد العبد الكريم 44 عاماً أن كل محاولاته لإقناع ابنه الذي يبلغ من العمر 7 أعوام بالعدول عن الصيام باءت بالفشل مع تهديده له بقطع المكافأة اليومية"الفسحة"ومع ذلك يصر ابنه" محمد"على الصيام أسوة بإخوته الذين يكبرونه في العمر قليلاً, وقال:"عند سؤالنا له لماذا تصر على الصيام اكتشفنا أنه قد تعاهد هو ومجموعه من زملائه بألا يفطر أحدهم أي يوم من رمضان بدءاً من هذا العام".