عبدالرحمن عبده سلطان طالب الابتدائية في مدرسة ابن كثير لتحفيظ القرآن الكريم في مدينة ليلى، ضرب مثلا رائعا في حسن الخلق والإيثار، عندما خصص مبلغا مقطوعا من مصروفه اليومي؛ ليسهم في الوقف الذي خصص لزميله الطالب السوداني الذي توفي قبل أيام. لم يكن أحد يدري ما يفعله الطالب اليمني عبدالرحمن تجاه زميله الراحل، لكن أمره ذاع وانتشر في أوساط المدرسة وكل الحقل التعليمي عندما بدا عليه الإعياء والتعب أثناء فسحة، وعندها عرف معلمه أن عبدالرحمن استغنى عن وجبة الإفطار لصالح وقف زميله الراحل.. الموقف النبيل هز الأوساط التعليمية في مدينة ليلى، وما إن علم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم بقصة الطالب وموقفه طلب لقاءه فورا، ومن المتوقع أن يلتقي سموه الطالب الصغير في مكتبه الأحد، كما وجه سمو وزير التربية والتعليم إدارة التعليم في المنطقة بتحفيز الطالب وتكريمه وتثمين موقفه وتصرفه النبيل والشهم. تضحية بالفطور مدير التربية والتعليم في محافظة الأفلاج محمد بن مبارك الزايد استقبل الطالب ووالده وعددا من منسوبي مدرسته، وأثنى على جميل صنعه، ونقل له تحيات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، وقدم له هدايا تشجيعية، كما نقل له رغبة سمو الأمير في لقائه. وتبين أن الطالب الصغير الذي حزن لرحيل زميله السوداني ظل يقتطع من مصروفه اليومي (ثلاثة ريالات).. يوفر ريالين للوقف، ويبقي لنفسه ريالا واحد، مضحيا بوجبة إفطاره، ثم سلم المبلغ مكتملا لمعلم حلقة القرآن الكريم في مسجد الحي. إعياء وتعب ذات يوم لاحظ أحد المعلمين الطالب عبدالرحمن يجلس في فناء المدرسة وقد ظهر عليه الإعياء والتعب، فاقترب المعلم من تلميذه وسأله عما به، إذ لاحظ أن الطالب لا يداوم على تناول وجبة الإفطار مع زملائه في مقصف المدرسة، فأخبره بالقصة، فما كان من المعلم إلا أن اصطحب عبدالرحمن إلى المقصف وزوده بوجبة إفطار، ثم أبلغ إدارة المدرسة بتصرفه، وتأثر الجميع بالموقف النبيل والصنع الجميل. هدايا وجوائز الطالب النبيل تلقى جهاز حاسب آلي محمول ومبلغا ماليا هدية من مدير التربية والتعليم، وتكفل مدير المتابعة الإدارية كليفيخ بن عرنون المبارك بجميع مستلزماته الدراسية للعام المقبل، وتحمل قسم التوجيه والإرشاد كسوته المدرسية طيلة العام الدراسي المقبل، إلى جانب مبلغ مالي من رئيس قسم التوجيه والإرشاد خالد عبدالرحمن المحيميد، ومبلغ مماثل من حسن بن سعيد آل وذيح مدير مكتب مدير التعليم، وهدايا أخرى. إلى ذلك، عبر مدير تعليم الأفلاج عن تقديره وامتنانه لسمو وزير التربية والتعليم على اللفتة الأبوية والتربوية ولقائه المرتقب مع الطالب، وقال إن ذلك يعد جزءا من الدعم غير المحدود الذي يلقاه حقل التعليم من سموه.