قلت ذات مرة ان مفاتيح الميول الرياضية تنكشف من خلال توسل الكاتب الى منطق ذاتي يتوغل في مساربه، نعم... وحتى على المستوى العام في الرياضة الكروية وسواها تتضح العلاقة الوطيدة بين شعار النادي وواقع الانتماء والمهمة... ومن ظن ان الانسان هنا قادر على ان يتحدث او يتعامل بغير جهازه الانتمائي فقد ظلم الحقيقة بما لا طاقة لها به!! الا ان يتواطأ على امتصاص روحه الرياضية باذابة رحيقه، وهذا كما يرى محمد الداهي لماماً ما يصدق على كل معرفة تحتكم الى اواصر العقل. وفي منتخباتنا الكروية... يوجه الامير سلطان بن فهد، والامير نواف بن فيصل لضبط مفهوم المعيار التصنيفي المشيد على نسق الانتماء الاوحد، ثم الميول الذاتية التي يتبين ألا مناص منها ومن وجاهتها، فهي ايقاع عاطفي بعضنا يجعلها تحتكم الى اواصر العقل المخزون هرباً الى القلب ومنه، والبعض الآخر تفلت منه منهاجية ضبطها، فالضبط سبكته وافتراضه ورمزيته ودقته وحصافته!!؟ ومهما كان فلكل انتماؤه وميوله؟! لكن جاذبية الوطن تشكل جوهر الاختيار والاندماج في نسق الفريق الاكبر وتحدد تواشيح الطروحات الخاصة من الكاتب ذاته، وهنا تكمن قدرة الكاتب على ضبط مفهوم الهجائية الشعبية الخاصة بفريقه ثم الاحاطة بها من زوايا ومنظورات متعددة ومن ثم معالجة النقد والتحليل بها!!. وهنا ايضاً تكمن معادلة الشرف وميثاقه اللذان يزرعهما الوطن في قلوبنا فنحمل حبه الاكبر اليه قبل أي حب!!. وهنا يدافع الكاتب الحصيف الموضوعي عن مشروعه النقدي وآلياته المتواصلة والمتداخلة فلا مناص مرة أخرى من معاودة قراءة طرحه قبيل طرحه ثم الاستنارة بما هو سابق لفهم اللاحق فبواسطة المفاهيم يستطيع الكاتب ان يفرق بين شيء وشيء وفريق وفريق، فمن وجهة النظر العقلانية يقر الكاتب بحضور فريقه او الفريق المنافس، لكنه لا بد ان يوظف نقده في صياغته الواقعية، ويخضع المنطق والعقل قبل العاطفة في عملية تفضيل مشاركة هذا اللاعب من دون ذاك او التركيز على سلبيات ذلك من خلال توالدات تعصبه افرزتها انتماءاته!! أما في علاقات قيادة المنتخبات المختلفة أقصد الجهاز الاداري باللاعبين فلا شيء من هذا يلوح في الافق البتة وما يقال بين الاوساط الرياضية هو محض افتراء اذ من غير المعقول ان يتعامل الاداري مع لاعب فريقه بالمنتخب تعاملاً خاصاً ومع تأسيس معايير ذاتية عاطفية في اطار التواطؤ معه ودفع الحقيقة المطلقة لأحقية حضوره بالاساس او حتى بعد حضوره!!. وفي علاقات اللاعبين بعضهم مع الآخر في الملعب لا اعتقد ان مجرد عملية التمرير بالكرة ترتبط بسوى الانتظام التكتيكي والانسجام الخططي وما تستضمره توجيهات الجهاز الفني قبلاً ومن ثم واقع اللعبة والحدث آنياً والظرف المصاحب فثمة تتابع وتماسك وتعالق وتنظيم وتقنين وشمولية في الاداء كما هو محدد ضمن العطاءات التداولية التي يرسم منهجيتها مدرب الفريق الوطني مما يحتم على اللاعب ان يلفظ مجرد استضماره لعلاقته بزميله في بطن الخطة فقط!. ومن ذلك كله اؤكد على وجود الميول بين الكاتب والاداري واللاعب فهذه ظاهرة صحية لكننا نتجاوزها بالموضوعية وآليات التحليل الناقد ومنهجية ضبط الاحقية وبالدقة والحصافة في التعامل!! سبورت ... لوجيا!! شكراً لاخي وزميلي الاستاذ ابراهيم الثبيتي والذي سبق ونبه لمثل هذه المتغيرات وضرورة معالجتها فاستجبت لاشراقة منطقة وكتبت الزاوية مرة اخرى في الوقت الذي ندرك سوياً انها جزئية وظرفية قد تتباين عند سوانا وقد تتناسل من المفهوم الواحد درجاتها!! لكنها تتلاشى تماماً امام جاذبية الوطن التي تكاد ايامنا تولد به لتكبر مع الايام عشقاً وولاء واحقية وميولاً صرفة!! فهو العشق الكبير وهو الحقيقة الثابتة وهو الاهتمام الخاص والعلاقة الابدية.