لتسمية السيارات المرغوبة أو الفاخرة في العالم العربي قصص كثيرة، انطلقت في مصر منذ السبعينات، وانتهت في الخليج مع حلول الالفية الجديدة، في تسميات مضحكة حيناً، ومغرية أكثر الأحيان. كان السعوديون يتبسمون عندما يسمعون المصريين يسمون سيارات المرسيدس الألمانية"الزلمكة"و"الخنزيرة"و"التمساحة"، لكن يبدو ان العدوى أصابتهم، حتى أنهم اتفقوا معهم وانضم اليهم اللبنانيون والسوريون وبعض العرب، في تسمية الطراز الذي أنتج عام 1999 باسم"الفياغرا". إبان حرب الخليج الثانية وحرب تحرير الكويت أظهرت الولاياتالمتحدة الأميركية طائرات"الستليث"المعروفة باسم الشبح، وصادف بعد الحرب مباشرة خروج جيل جديد من سيارات المرسيدس اتفق الخليجيون على تسميتها ب"الشبح"وهي التسمية التي تجاوزت اللغة المحكية في الشارع ومعارض السيارات، الى إعلانات الصحف والتلفزيون التي تروج لها. وبعد نحو تسع سنوات ظهر الجيل الجديد من السيارة نفسها، في العام الذي أطلق فيه دواء العجز الجنسي"الفياغرا"، الذي احدث ثورة أغرقت الأسواق بأنواع مختلفة من أدوية العجز الجنسي، فاتفقت عامة الناس وخاصتهم على تسمية السيارة بالاسم نفسه، لكن الاتفاق هذه المرة شمل عدداً اكبر من الدول. وفي هذه الايام طرح الجيل الجديد من السيارة نفسها وبدأت الاجتهادات والتوقعات حول الاسم الشعبي الذي سيطلق عليها، وبدأ الهواة والمحترفون في عالم السيارات يتأملون حولهم في المجتمع بحثاً عن شيء او ظاهرة تسيطر على عقول الجميع وأحلامهم فلم يجدوا سوى سوق الأسهم التي ملأت الدنيا وشغلت الناس والمصارف والصحف. ويبدو ان الاسم الذي سيتفق عليه الجميع هو"السهم"، خصوصاً ان امتلاك أي كمية اسهم في أي شركة مطروحة في السوق هو حلم الذكور والإناث وبعض الأطفال. وغير بعيد من سيارات شركة المرسيدس، قفزت سيارات البي ام دبليو الى واجهة التسميات الشعبية، فالطراز الفاخر منها يسمى"الحوت"كناية عن اكبر المخلوقات البحرية، خصوصاً ان تصميمها الجميل كان فيه من الرصانة و"الثقل"الشيء الكثير، ولا يعرف إلى الآن ماذا سيسمى الجيل المقبل منها. وما بين تسمية اليمنيين لسيارات الدفع الرباعي بأسماء الممثلات والمطربات، وتسمية المصريين بأسماء الحيوانات، يضع السعوديون مع الوقت ثقافتهم الشعبية الخاصة بتسمية السيارات، وهي الثقافة التي تستشري بين الفقراء لتسمية سيارات الأغنياء.