رسم "فرسان مكة" أجمل لوحاتهم الفنية وقدموا أروع عروضهم الكروية وعادوا مجدداً إلى إسعاد جماهيرهم الكبيرة عبر لقاءي الاتحاد وأبها اللذين جمع منهما الفريق أربع نقاط كانت كافية جداً لخروجه من أزمة النتائج الضعيفة التي حققها في بداية مشواره في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وتحديداً في لقاءي القادسية والأهلي على التوالي. ولم تكن النقاط الأربع التي حصدها"الفرسان"حتى الآن هي سرّ الفرح الجماهيري والنشوة التي تحيط بالكيان الوحداوي هذه الأيام، وإنما الأداء الراقي الذي قدمه"فرسان مكة"في آخر لقاءين أمام الاتحاد وأبها المدعوم بالروح المعنوية العالية والقتالية على الكرة والحماسة والعزيمة والإصرار على تحقيق نتائج إيجابية مميزة تعيد إلى الفريق هيبته، وتسهم في إسعاد محبيه في كل مكان، وتجعل"الفرسان"في الطريق الصحيح نحو المنافسة على مراكز المقدمة ودخول المربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخ النادي، ولذا لم يكن التألق والإبداع، مستغرباً على الفريق الوحداوي في آخر مواجهتين كرويتين. ففي لقاء الاتحاد سطر"فرسان مكة"لوحة كروية جميلة ونثروا إبداعاتهم على أرضية الميدان وانتزعوا نقطة ثمينة من فريق الاتحاد المدجج بأفضل اللاعبين المحترفين والمحليين وهو الذي حقق لقبي بطل آسيا وبطل العرب إذ خطف"الفرسان"التعادل في الدقائق الأخيرة بعدما لعبوا أكثر من 55 دقيقة وهم بعشرة لاعبين، عقب طرد المدافع سليمان أميدو في الشوط الأول، ويومها احتفلت الجماهير الوحداوية بفريقها كثيراً في المدرجات وعند غرف تغيير الملابس، وهتفت بأسماء لاعبيها طويلاً وباسم المدرب التونسي لطفي البنزرتي، ليأتي اللقاء الثاني أمام أبها ويشهد انتصاراً ساحقاً ل"الفرسان"ونتيجة تاريخية وصلت إلى سبعة أهداف تفنن أفراد الفريق في تسجيلها بقيادة الهداف الشاب عيسى المحياني الذي سجل وحده خمسة أهداف، وأحرز"الفرسان"جميع أهدافهم عند منتصف الشوط الثاني تقريباً، وعقب ذلك مال اللاعبون إلى الاستعراض وتهدئة اللعب حتى انتهى النزال وهو ما أشعل قناديل الفرح في الكيان المكي العريق وأسعد جماهير الفريق ومحبيه ومتابعيه الذين أبدوا إعجابهم بالمواهب الشابة والمستويات الأدائية اللافتة التي قدمها الفريق في لقاءي الاتحاد وأبها. ويطمح أنصار"الفرسان"في كل مكان إلى أن يواصل"الأحمر"أداءه الكروي المتميز ويستمر في تحقيق الانتصارات وحصد النقاط تلو النقاط في الجولات المقبلة من كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، والتي ستكون أقربها مواجهة الأنصار في المدينةالمنورة.