سطر فريق الوحدة أروع عروضه الكروية، وقدم أجمل مستوياته الفنية، وتفنن لاعبوه في رسم أحلى لوحاتهم الإبداعية على المستطيل الأخضر في الموسم الكروي الحالي، وقفز"الفرسان"إلى مركز الوصافة بكل جدارة واستحقاق بپ25 نقطة مع ختام الدور الأول من استحقاق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ونالوا إعجاب واستحسان واحترام وتقدير النقاد والمحللين والرياضيين بمختلف ميولهم في كل مكان. وجاءت قصة الإبداع الأحمر في الدوري السعودي المطرز بپ8 انتصارات رائعة من 11 لقاء، لتحكي فصلاً جديداً جميلاً من كتاب مثير عنوانه الوحداويون بپ"سياسة البناء"والاعتماد على المواهب الشابة الواعدة، الذي بدأه مسيرو النادي قبل ست سنوات تقريباً وظهرت نتائجه وثماره في آخر موسمين كرويين، بدخول المنافسة الحقيقية على مراكز المقدمة وحصد البطولات المحلية الغالية. وأسهمت عوامل عدة في تطور"الفرسان"وروعتهم الأدائية وانتصاراتهم القوية في الجولات الكروية الفائتة من الدوري السعودي منها: أشعل اهتمام أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس هيئة أعضاء الشرف في نادي الوحدة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، بأمور الفريق، وسؤاله عن احواله ونتائجه في الدوري روح الحماسة والعزيمة والإصرار والإرادة القوية في إدارة النادي وأفراد الفريق الكروي وجهازيهم الفني والإداري، إذ كان لاتصالاته الهاتفية من خارج السعودية وتهانيه بعد الانتصارات وكلماته التشجيعية مفعول السحر لدى الوحداويين، الذين ثمنوا هذه اللفتات الرائعة المتواصلة من الرجل الأول في النادي، وأكدوا أنها ليست بمستغربة عليه في ظل وحداويته الأصيلة، ورغبته الجادة في إعادة أمجاد النادي السابقة ووضعه في المكان اللائق الذي يسعد محبيه وجماهيره العريضة منذ ترؤسه مجلس الشرف الوحداوي قبل خمسة مواسم تقريباً، التي شهدت أفضل طفرة نتائجية ونهضة تطويرية مر بها النادي في ألعابه المختلفة سواء الفردية منها أم الجماعية. حظي فريق الوحدة الكروي باهتمام كبير ومتابعة دائمة من إدارة النادي برئاسة جمال تونسي، الذي حرص كثيراً على توفير الأجواء الصحية الملائمة التي تساعد الكتيبة الحمراء في التألق والإبداع، إذ نجح الرئيس الوحداوي في الحفاظ على أبرز وأميز لاعبيه وتجديد عقودهم الاحترافية لسنوات عدة مقبلة، وحمايتهم من إغراءات الأندية السعودية المتواصلة وعروضها المادية الباهظة، وأبقى هداف الدوري في الموسم الكروي الماضي عيسى المحياني وحداوياً لثلاثة أعوام، وجدد عقود اللاعبين علاء الكويكبي وناصر الشمراني وماجد الهزاني واسامة هوساوي وكامل الموسى وسليمان أميدو وكامل فلاتة وغيرهم من اللاعبين لسنوات مقبلة، بحيث لا تقل فترة أقل عقد عن ثلاثة أعوام، ما جعل اللاعبين يعيشون استقراراً نفسياً لم يشعروا به من قبل وارتياحاً تاماً، ظهرت نتائجه على مسيرتهم في دوري الكبار. وتتابع إدارة الوحدة أمور الفريق عن كثب، وتحرص على حل المشكلات أولاً بأول، ومعالجة السلبيات قبل تفاقمها، وإيجاد المناخ الصحي المناسب، الذي يمكن اللاعبين من أداء أدوارهم على أكمل وجه، كما أسهمت لائحة المكافآت المالية التي أقرتها الإدارة الوحداوية في هذا الموسم وصرف الرواتب المتأخرة في تحفيز اللاعبين على تحقيق الانتصارات وتقديم المستويات الأدائية التي ترضي طموحات الجماهير الوحداوية، وتتمثل اللائحة الجديدة في إعطاء اللاعبين مكافأة فوز في اللقاء الأول مقدارها ألفا ريال لكل لاعب، وتزيد في اللقاء الذي يليه لتصبح 3 آلاف ريال، وفي اللقاء الذي بعده 4 آلاف ريال، وفي لقاء النصر الأخير كانت المكافأة 5 آلاف ريال وهكذا مع استمرار الانتصارات بغض النظر عن أسماء الفرق الأخرى، سواء من التي تنافس على مراكز القمة أم التي تصارع من أجل البقاء في دوري الأضواء والشهرة. وفقت إدارة الوحدة في التعاقد مع المدرب الألماني ثيوبوكير الذي يحمل سجلاً تدريبياً حافلاً، إذ أضفى لمسات تطويرية على أداء"الفرسان"وظهر ارتفاع الجوانب اللياقية لدى اللاعبين، وهي المشكلة التي كان يعاني منها الفريق في المواسم الماضية، ويهتم المدرب بوكير بتنفيذ نظام الاحتراف بمفهوميه النظري والعملي، ويحرص على أن يكون اللاعب مواظباً على أداء التدريبات باستمرار ومن دون غياب، وأن يتناول وجبات غذائية محددة حتى لا تؤثر في قوامه الجسماني، وهو الامر الذي لم يستوعبه افراد الفريق في البداية ولكنهم تكيفوا معه مع مرور الوقت والايام، اضافة الى رغبة بوكير في ان يؤدي الفريق لقاءاته برتم اداءي مميز طوال ال90 دقيقة، والا يكون للاستهتار بالفرق المنافسة والاستعراض بالكرة في حال الفوز أي مجال، وظهر تأثره من ذلك في لقاء النصر الاخير، الذي اكد بعده مباشرة للاعبين في غرفة تبديل الملابس انه لو كان رئيساً للنادي لحسم مكافأة الانتصار على جميع اللاعبين، عقاباً لهم على الاداء السيئ الذي قدموه في الشوط الثاني من النزال. يعتبر فريق الوحدة من افضل الفرق السعودية التي يوجد بها نخبة رائعة من اللاعبين البارزين في خطوط الفريق كافة، والقادرين على اسعاد جماهيرهم الوفية واعادة ذكريات ناديهم الجميلة عندما كان يحصد الالقاب ويحقق البطولات والانجازات، اذ يتميز الفريق بخط هجوم ناري هو الاقوى في الدوري السعودي ب24 هدفاً، ويقوده الثلاثي المرعب عيسى المحياني وناصر الشمراني وعلاء الكويكبي الذين يجيدون خلخلة أي دفاع مقابل، وتشكيل الخطورة الحقيقية على الفرق المنافسة، ومن خلفهم السنغالي المبدع حمادجي وصانع الالعاب الماهر ماجد الهزاني والصربي فلاديمير والحازمي والسنغالي الآخر داود انداي وطلال الخيبري وفارس اللحياني، وفي الدفاع الثلاثي الصلب اسامة هوساوي وكامل الموسى وسليمان اميدو والظهير السريع عبدالرحمن العصفور وسلطان اللحياني، وحراسة الفريق آمنة ومطمئنة بوجود الحارس عساف القرني، اضافة الى ان قائمة البدلاء دائماً تضم اسماء لامعة، من ابرزها ثنائي"الاخضر الشاب"عبدالعزيز الدوسري ومبارك الاسمري والمدافع الشاب سعيد لبان والمهاجم الواعد احمد الموسى والحارس الخبير فيصل بامحرز، ومن خلفهم اجهزة فنية وادارية على مستوى عال بوجود المدرب الوطني القدير حاتم خيمي مساعداً للمدرب بوكير ومعه المصري محمود جابر، وفي ادارة الكرة علي الاحمدي، ما جعل المنظومة الوحداوية متكاملة من جميع الجوانب.