انعقدت جلسة السرد الرمضانية الأولى، مساء السبت المنصرم بورقة قصيرة تناولت كتاب "بدايات" للأديب محمد القشعمي، على خلفية مضطربة، بسبب ما أشيع عن استقالة وشيكة لرئيس النادي الأدبي الدكتور محمد الربيع. قرأ القاص الشاب منصور العتيق ورقة اللقاء الرئيسة وعنوانها:"رواية وشيكة، ورهان يومي على البقاء". وأدار الجلسة سكرتير جماعة السرد القاص سعيد الأحمد، الذي رحب بالضيف القشعمي وأتاح له مساحة من الوقت، تحدث فيها عن قصّة تأليفه الكتاب، وأفاض في الذكريات الحميمة التي ربطته بالروائي الراحل عبد العزيز مشري، وتطرق إلى معاناته مع الرقابة في فسح الطبعة الأولى من الكتاب، وإلى بعض النصائح النقدية التي وجهها له كبار الكتاب كعبدالرحمن منيف وغيره. وما إن استغرق العتيق في قراءة ورقته حتى اتضح أنها ورقة تمزج بين العرض والتوجيه، ولا تتصدى للتحليل بالدرجة الأولى، ففي البداية تحدث العتيق عن الذاكرة الباذخة التي تمتّع بها المؤلف، لكنه استدرك بأنها ليست سرداً وتوثيقاً لمرحلة تاريخية بكل أحداثها وتحولاتها، بل هي أقرب ما تكون إلى الانطباعية العفوية لمواقف عاشها وشاهدها في أيام طفولته وفي فترة شبابه المبكر، قبل أكثر من نصف قرن. وتوسع العتيق في انتقاء بعض المقاطع الملفتة من كتاب"بدايات"، وشدد على أنّ هذا الغنى المشهديّ كان يتطلب من المؤلف أن يدون كتابه في صيغة رواية. وعقب الورقة توالت المداخلات، ومن أهمها مداخلة الكاتب يوسف الذكير، والدكتور محمد الدغيشم، والأديب عبد الله الشهيل، الذي رحب بالضيف وتحدث عن مناشط النادي، ما أشعل في الحضور مزيداً من الشكوك، حول الاستقالة المتوقعة قريباً لرئيس النادي الحالي. من دون عنتريات من جهة أخرى، اتصلت"الحياة"برئيس النادي الأدبي في الرياض الدكتور محمد الربيع، الذي أكد الشكوك التي تداولها المثقفون حول استقالته، وقال إنه قدم خطاباً إلى وزير الثقافة والإعلام، يطلب فيه عدم التمديد له لفترة أخرى لرئاسة النادي، مع انتهاء فترته الرئاسية الأولى. وحول إذا ما كان لطلبه عدم التمديد، علاقة بالاستقالة الجماعية التي قدمها أعضاء مجلس إدارة نادي جدة الأدبي، أوضح:"إن النظام ينص على أن الرئاسة تكون لأربع سنوات، قابلة للتجديد لفترة واحدة فقط". وأضاف أنه أول من نادى بتطبيق النظام، وأنه لا يريد من هذه الخطوة"ممارسة البطولات ولا"العنتريات"، إنما إعطاء الوجوه الجديدة فرصة للعمل في إدارة النادي". مشيراً إلى أن وزير الثقافة وافق على طلبه. وطالب الربيع بتطبيق النظام على رؤساء الأندية الآخرين،"مع عدم لومهم لكون الجهة المختصة، هي التي أبقتهم كل هذه السنوات الطويلة". وأشار إلى أنه من خلال مشاركته في اللجان الاستشارية، لمس توجهاً جاداً لدى الوزارة في التغيير، وإشراك شخصيات أخرى، والعمل على المفهوم الثقافي في شكل واسع. ويرى أن حل الإدارات الحالية للأندية الأدبية ليس بالأمر الصعب،"فلا يتطلب الأمر سوى قرار وزاري".