افتتح الأمير د. حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة أمس الأول، المقر الجديد للنادي الأدبي الثقافي بالمنطقة، الذي بلغت تكلفة إنشائه ما يقارب 25 مليون ريال، كما دشن سموه مهرجان القصة الأول بقاعة الشيخ سعيد العنقري للمحاضرات بمقر النادي، بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية عبدالرحمن العاصم وعدد من المسؤولين في المنطقة وعدد من المثقفين والأدباء. ولدى وصول سموه مقر النادي قص الشريط، ثم أزاح الستارة عن اللوحة التذكارية للمشروع الذي تم انشاؤه على مساحة 11 ألف متر مربع، ويتكون من مبنيين عبارة عن ثلاثة طوابق تضم أقسام النادي المختلفة، التي تشتمل على مستودع لتخزين الكتب من إصدارات النادي، ومكاتب إدارية، وديوانية ثقافية تتسع لأكثر من 50 شخصا، ومكتبة النادي التي تضم طاولات قراءة وجزءا لورش العمل والتدريب إلى جانب المكتبة الإلكترونية، ومكتبة، ومسرح للطفل، وصالة ورش التدريب، ومكاتب إدارية، ومواقف للسيارات إلى جانب المسجد الذي يتسع لمائة شخص، وقاعة الشيخ سعيد العنقري الثقافية للمحاضرات والندوات، التي تتسع لأكثر من 600 شخص مزودة بشاشات عرض مرتبطة بالمسرح مباشرة. ثم شرف سموه الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة، الذي بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس النادي الأدبي بالباحة الشاعر حسن الزهراني كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة الباحة والحضور وضيوف المنطقة المشاركين في مهرجان القصة الأول، معربا عن شكره لسمو أمير المنطقة على رعايته حفل افتتاح مباني النادي وتدشينه مهرجان القصة الأول، الذي يستضيفه النادي وسط مشاركة 100 قاص وناقد وباحث من داخل المملكة والوطن العربي. ثم شاهد سموه والحضور فيلما وثائقيا عن منجزات ومناشط النادي منذ تأسيسه عام 1415 إلى الوقت الحالي، التي أثمرت عن إصدار 211 اصدارا في مختلف المجالات الثقافية والأدبية إلى جانب الفعاليات الأدبية الأخرى. من جهته، بارك مدير عام الأندية الأدبية محمد عباس للوسط الأدبي والثقافي في منطقة الباحة خاصة وفِي المملكة عامة بمناسبة افتتاح المقر الجديد لنادي الباحة الأدبي، وقال: لعله يكون محفّزا قويا لزيادة فعاليات النادي ومناشطه المختلفة والانفتاح بشكل أكبر مع فئات المجتمع والاسهام بشكل أكبر في التنمية الثقافية وتوسيع مجالاتها وتنويع اهتماماتها، كما أن تنظيم مهرجان القصة القصيرة والقصيرة جدا سوف يسهم في تعزيز مكانة هذين الفنين وتسليط الأضواء عليهما وإجراء الأبحاث والدراسات النقدية وتعزيز حضورهما في الساحة الثقافية وزيادة عدد المهتمين بهما والممارسين لكتابتهما، ونشر المجاميع القصصية لكتابهما والتقاء أبرز كتابهما مع بعض وتكريم الرواد والاحتفاء بهم. فيما أشار الناقد د. عبدالله المعيقل إلى أن نادي الباحة له نشاط كثير وبارز بمضمونه في السنوات الأخيرة، بفضل جهود الشاعر حسن الزهراني وزملائه، الذين يبذلون الكثير ويشيعون روح المحبة بين ضيوفهم الذين يغمرونهم بكرم أخلاقهم وحسن ضيافتهم. الجلسة الأولى وسط حضور مجموعة كبيرة من الأدباء والمثقفين ومحبي الأدب انطلقت الجلسة الأولى بعنوان «الشيخ سعيد العنقري.. قصة كفاح»، أدارها الدكتور عبدالله غريب، فيما قدم الورقة الباحث محمد القشعمي تحدث فيها عن مراحل حياة العنقري وكفاحه في العمل، ومساهمته في إكمال بناء منشآت النادي الأدبي بالباحة بما يقارب 17 مليون ريال، وتكليفه مهندسين وشركات تولت اكمال ما بدأه النادي من بناء المنشآت ولم يستطع اكمالها ومنها الصالة الرئيسة. الجلسة الثانية فيما كانت الجلسة الثانية بعنوان «تجارب الرواد» وشارك فيها كل من عبدالكريم الخطيب، ومحمد علي قدس، وفهد الخليوي، وخليل الفزيع، وعمر طاهر زيلع، ويوسف العارف، وسعد الرفاعي، وجبير المليحان. وعن تجربته، قال القاص والكاتب محمد علي قدس: اذا كنت ادين بالفضل في توجيهي وإنارة الطريق في بداياتي منذ ان كنت فتى غرا جريئا لا تقف طموحاته عند حد فإني مدين بعد الله الذي وفقني بلقاء رمزين من اعلامنا في بداياتي للعلامة الشيخ أبو تراب الظاهري واستاذي ومعلمي محمد حسن عواد. فيما اشار القاص فهد الخليوي للضغوطات، التي واجهت جيل السبعينيات، وتطرق إلى الملاحق الثقافية التي كانت تصدر فترة «منتصف السبعينيات» من جريدة الرياض والجزيرة واليوم والمدينة وعكاظ. فيما كانت ورقة الشاعر يوسف العارف عن القاص محمد قدس اوضح فيها تنامي تجربة قدس القصصية وتواصل إبداعه من خلال استفادته من خبراته القرائية والملتقيات القصصية والتواصل المعرفي. وكانت ورقة الباحث والناقد سعد الرفاعي تتحدث عن القاص عبدالكريم الخطيب صاحب البصمات الواضحة في مشواره الإعلامي الطويل، واسهامه الواضح في نهضة إذاعة الرياض، إضافة لاصداراته المتعددة. ثم جاء دور القاص والكاتب خليل الفزيع، الذي قال: كثيرا ما اسأل هل تأثرت ببعض الكتَّاب أو بمَنْ تأثرت، وهذا السؤال هو سؤال افتراضي واعتقد ان للكاتب تأثيرا يأتي من مجمل قراءاته وليس من قراءة كاتب واحد، خاصة اذا كانت هذه القراءات متنوعة ومتعددة. وقال القاص عمر طاهر زيلع: تجربتي بسيطة كبساطة المدينة، التي أعيش فيها «جازان»، واحسب بين المخضرمين، الذين عاشوا البدايات وعاشوا التحولات في النصوص والشخوص وفي المعاني. فيما تحدث القاص جبير المليحان قائلا: كتبت القصة وانا في الصف الثاني المتوسط من خلال الاطلاع في مكتبة المدرسة ومكتبة الوالد، وكانت المجموعة الأولى لي مخصصة للأطفال، فيما اخر اصدار لي هو رواية. حسن الزهراني