افتتح محافظ بلجرشي سفر بن سويد الغامدي، أمس الأول، الفعاليات المقامة على هامش مهرجان القصة الأول، والمتمثلة في ثلاثة معارض للفن التشكيلي للفنان حسين دقاس، والفنانة ريم الغامدي، والفنان شرف الزهراني، ومعرض الخط العربي للخطاط منصور مديس، ومعرض للقصة القصيرة، إضافة إلى إصدارات النادي الحديثة ومنصة التوقيع على الإصدارات القصصية لضيوف المهرجان. انطلقت يوم أمس الأول، جلسات مهرجان القصة الأول، الذي ينظمه نادي الباحة الأدبي؛ حيث أقيمت ثلاث جلسات، بواقع 18 ورقة عمل قدمها ضيوف المهرجان من المثقفين والمثقفات. جاءت الجلسة الأولى بورقة عمل بعنوان «الشيخ سعيد العنقري قصة كفاح» قدمها الأديب والكاتب محمد القشعمي، وأدارها نائب رئيس النادي الدكتور عبدالله غريب، والذي أشاد بوفاء الشيخ العنقري لمنطقته، وقال: «إنني مدان للعنقري الذي طلبته مرات عدة لتشطيب مباني النادي، ولم يتردد ووافق مشكورًا». وتحدث القشعمي عن قصة كفاح الشيخ سعيد العنقري، ومواقفه في دعم عدد من الأدباء، وإقامة حفل تكريم للأديب عبدالعزيز مشري، إضافةً إلى أعماله الإنسانية مع أبناء قريته وعلى مستوى منطقته أيضًا، فقد تبنّى تكاليف طباعة مؤلفات عبدالعزيز مشري في حياته وبعد مماته، كما تبنّى طباعة مجلة النص الجديد عندما كانت تصدر قبل عشر سنوات. الجلسة شهدت العديد من المداخلات؛ حيث تحدث الدكتور محمد ربيع عن سيرة العنقري ودعمه للمثقفين. كما تحدث الدكتور عبدالله سالم الزهراني، فيما رحب محافظ بلجرشي سفر بن سويد في مداخلته بالضيوف وقدم شكره للنادي الأدبي بالمنطقة على إبراز هذه الفعالية. وبعده تحدث الدكتور منصور أبوراس عن دعم العنقري لكرسي الزيتون بالجامعة. الجلسة الثانية كانت بعنوان «تجارب الروّاد»، شارك فيها كل من: عبدالكريم الخطيب ومحمد علي قدس وفهد الخليوي وخليل الفزيع وعمر طاهر زيلع ويوسف العارف وسعد الرفاعي وجبير المليحان، وأدارها الدكتور محمد ربيع. وفيها انتقد القاص جبير المليحان ما قاله القاصّ محمد علي قدس في الجلسة حول أن كل كتّاب القصة بالمملكة خرجوا من عباءة القاصّ الكبير السباعي، ليرد عليه في الحال: «لم نلبس عباءة من أجل أن نخرج منها»، وأضاف المليحان «لديّ حساسية من كلمة الروّاد، فنحن لم نأت بجديد، ولكننا أكملنا المسيرة، وكل حسب طريقته وتجديده في كتابة القصة». فيما قال القاصّ فهد الخليوي: «تجربتي في كتابة القصة القصيرة بدأت منتصف السبعينات الميلادية، وهي المرحلة الزمنية التي شهدت حضور القصة القصيرة». وكانت ورقة الباحث والناقد سعد الرفاعي تتحدث عن القاصّ عبدالكريم الخطيب، مشيرًا إلى أن الخطيب له بصمات واضحة في مشواره الإعلامي الطويل من أبرزها برنامج «الأرض الطيبة». ثم جاء دور القاصّ والكاتب خليل الفزيع، والذي تحدث عن إصداراته الأدبية ومنها «سوق الخميس» و»الساعة والنخل» و«النساء والحب» و«أحاديث في الأدب» و«لقاءات في الزمن الآتي»، وأكد أن للكاتب تأثيرا يأتي من مجمل قراءاته وليس من قراءة كاتب واحد. وقال القاصّ عمر طاهر زيلع: «تجربتي بسيطة كبساطة المدينة التي أعيش فيها «جازان»، وأحسب بين المخضرمين الذين عاشوا البدايات وعاشوا التحولات في النصوص والشخوص وفي المعاني». وفي ختام الجلسة قدم المشاركون في الجلسة شكرهم لنادي الباحة الأدبي لتكريمهم وهم أحياء، معتبرين أن هذه بادرة لها مكانة كبيرة في قلوبهم. الجلسة الثالثة والأخيرة من جلسات اليوم الأول للمهرجان، كانت بعنوان «شهادات المكرّمين»، أدارها الدكتور عالي القرشي، وشهدت تقديم أوراق عمل عدة. في الورقة الأولى، تحدث محمد زياد عن تجربته في القصة القصيرة والتي انطلقت من قصته «الحاجز»، مضيفًا بأنه استطاع توظيف القصة لصالح التراث. وفي الورقة الثانية، تحدثت القاصّة هناء حجازي عن والدتها، وكيف كانت تقرأ لوالدها من السيرة الهلالية، وحلمها لو كان جدّها على قيد الحياة ليشهد تكريمها في هذا المهرجان. بينما قال الأديب الدكتور أحمد سماحة في الورقة الثالثة: «عندما أوشكت أن أرتدي الثوب الأبيض اكتشفت أنني بعد أكثر من ثلاثين عامًا لا زلت أحمل إقامة، ولكني أدركت أنني أحمل في قلبي هوية، والإِقامة من الجهاز الرسمي! وهويتي حبي للأرض والبشر وما قضيته هنا. وفي الورقة الرابعة جاء ماجد الثبيتي محملًا بانكسار البدايات بعد أن وصف رفض النادي الأدبي بالطائف لمشاركته في مسابقته القصيصة سابقًا بأن لها أبلغ الأثر في مسيرته، فقد كانت إلهامًا لمواصلة التحدي والإبداع. وقال القاصّ إبراهيم شيخ مغفوري في الورقة الخامسة: «كتبت أول قصة للأطفال وأنا في السابعة عشرة، فحبي لقصص الأطفال جعلني أقدمها على أولادي فأطبع من مصروفهم اليومي»، منتقدًا عزوف الإعلام عنه إلا من بعض الإسهامات الخجلى. وفي ورقة العمل السادسة قالت شيمة الشمري: «قرأت في الشعر والنقد والنثر لغازي القصيبي وعبدالله الجفري وآخرين، ووجدت في القصة القصيرة تكييفًا للحظات الإبداع، وتناغمًا مع العصر». واختتم الجلسة القاصّ جمعان الكرت بورقته عن قريته التي تتسنم جبال السراة وبيوتها من الحجر الصلد، عادًّا قريته بنافذة ثقافية أسهمت في تشكيل ثقافته.