توقفت قبل يومين مراكب الصيادين في الخليج العربي عن صيد الروبيان، بعد فترة سماح دامت 6 أشهر، بدءاً من أول آب اغسطس الماضي. وذلك وفقاً لاتفاق وزراء الزراعة في دول مجلس التعاون الخليجي، بعد النتائج الايجابية التي أثبتتها تجربة السماح بالصيد التي أجريت خلال العامين الماضيين. وتأتي فترة الحظر في وقت يطالب فيه صيادون بتقديم موعد رفع الحظر الى شهر تموز يوليو المقبل، بدلاً من آب لأن الروبيان يقترب من الشواطئ مع بداية فصل الصيف، ما يسهل عملية الصيد. ويستعمل محترفو الصيد طرقاً عدة لصيد الروبيان، منها البدائية ومنها الحديثة. والاخيرة تتبعها الشركات الكبيرة، بينما تعتمد الطريقة البدائية على الصيد بواسطة الشبك والجراف المغلقة التي يعمد خلالها الصيادون إلى رمي شباكهم وهي عادة تكون على شكل جورب ذي فتحة واحدة مغلقة من كل الجهات. وهناك أيضاً طريقة الكوفية او "الطاقية"، التي تعتبر الأسهل نسبياً، لأنها تعتمد على السير بالقارب ببطئ، وسحب الكوفية في الماء حتى تمتلئ بالروبيان. وقال سمير بورشيد، انه تفاجأ بارتفاع أسعار الروبيان التي تتفاوت بين 15 و60 ريالاً 4 إلى 16 دولاراً للكيلو غرام، مشيراً إلى ان "موسم الحظر له سلبيات كبيرة على المشترين، لأن أسعار الأسماك تأخذ بالارتفاع لمدة 6 أشهر". وأوضح بورشيد انه يعمد في كثير من الأحيان إلى شراء الروبيان من الشركات الخاصة بالأسماك، بسبب "سوء طرق التخزين المتبعة لدى أغلب التجار في الأسواق المركزية، لا سيما مع حرارة الأجواء المرتفعة التي كانت تسود المنطقة ابان موسم صيد الروبيان". وشدد على "ضرورة خضوع الأسعار المطروحة في أسواق الروبيان والأسماك لرقابة البلدية، كونها اشبه بالبورصة". وأوضح تجار الأسماك في سوق سيهات المركزي فاضل البقال ان "الموسم الحالي لم يشهد إقبالاً كبيراً على استهلاك الروبيان على رغم توافره بكميات كبيرة". وعزا السبب إلى "ارتفاع سعر الكيلو غرام عن السابق 5 ريالات" 1.3 دولار، مشيراً إلى "ان توافر الحجم الصغير من الروبيان ساهم في شكل كبير بانخفاض حجم مبيعاته". ورفض البقال ما يتداوله المستهلكون عن عدم ثبات الاسعار واستقرارها في الأسوق وبخاصة الروبيان، وقال ان "أسواق الروبيان على المستوى العالمي تتحكم بها طبيعة الطقس"، مبيناً ان الأسعار "تهوي عادة في فصل الصيف، لأن الصيادين يكثفون عمليات الإبحار، فيما يحدث العكس في فصل الشتاء اذ تشهد الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً". وأشار إلى حجم المعاناة التي تكبدتها أسواق الأسماك في المنطقة، جراء انطلاق موسم الروبيان، معتبراً ان "أسعار الأسماك اخذت بالارتفاع بواقع 7 ريالات للكيلو غرام خصوصاً ان الصيادين انشغلوا خلال فترة السماح بجلب أكبر كميات من الروبيان، بغرض تخزينها لفصل الشتاء، من أجل بيعها بأسعار مرتفعة خلال فترة الحظر". وكان الصيادون يتنافسون لنيل أكبر نصيب من الروبيان، ابان فترة رفع الحظر، الذي تختلف احجامه بين الكبير والمتوسط والصغير. وكذلك تختلف أسعار الروبيان تبعاً للحجم والعرض والطلب، وتتأثر الأسعار بين فترتي الحظر والسماح. لكن سعر الروبيان ذي الحجم الكبير تبقى شبه ثابتة لأنه قليل حتى في أيام السماح بصيده. ويبلغ سعر الكيلو غرام الواحد 50 ريالاً 13 دولاراً. أما بالنسبة الى الحجمين المتوسط والصغير فتشهد الأسعار انخفاضاً بنسبة 50 في المئة من أسعار فترة المنع. فمثلاً سعر كيلو غرام الروبيان ذي الحجم المتوسط 30 ريالاً 8 دولارات، أما الروبيان الصغير فيبلغ سعره 15 ريالاً 4 دولارات، بيد أن تلك الأسعار سرعان ما تتهاوى بعد مرور أيام على فترة السماح، معتمدة على حجم السوق. ويمضي الصيادون يومهم باتجاه مواقع معروفة لديهم، ابتداء من شمال الخليج الذي يتكاثر فيه الروبيان. وبعد ذلك يتحولون باتجاه الجنوب تدريجاً. ويتوافر الروبيان بكثرة في مياه الخليج، مقارنة بمياه البحر الأحمر. وتسبق فترة الانطلاقة الأولى للموسم فترة إعداد المراكب وصيانتها لتكون على أهبة الاستعداد لخوض غمار مياه البحر. وينخفض معدل الإقبال على شراء الروبيان في حزيران يونيو وتموز يوليو، خصوصاً ان الغالبية يفضلون التأني في شراء المجمد منه منذ الموسم الماضي، بهدف الحصول على حصيلة الموسم الجديد، إذ يلاقي الروبيان إقبالاً من أهالي الخليج والمناطق الساحلية الواقعة على البحر الأحمر. وتشهد بداية الموسم تزايد الدعوات بين الأصدقاء لتناول وجبات أساسها الروبيان بأشكال مختلفة، كنوع من الاحتفاء بهم. يشار إلى ان حجم سوق الروبيان في السوق السعودية بحسب إحصاءيات الثروة السمكية، يقدر بنحو 7 آلاف طن سنوياً، ويعتبر الكثير من الصيادين ان لقرار تحديد صيد الروبيان بستة أشهر للسماح ومثلها للمنع دوراً فاعلاً في زيادة أحجام الروبيان، على رغم ظهور بعض التجاوزات الفردية. ويقدر حجم التداول اليومي في سوق الأسماك في القطيف بنحو 170 طناً من الأسماك والروبيان. بينما يبلغ حجم تداول الروبيان ذروته في فترة السماح في الشواطئ المحلية، حيث تتراوح نسبة الروبيان وحده بين 20 في المئة و35 في المئة من إجمالي كمية الاسماك في سوق القطيف. وتصنف شركة الأسماك السعودية، التي تتخذ من الدمام مركزاً لها، كأكبر مسوق للروبيان في الخليج وشبه الجزيرة العربية، بل يتعدى نشاطها للتصدير، من خلال إقامتها مزرعة تربية الروبيان في الشقيق في منطقة جازان، بكلفة تقدر بأكثر من 80 مليون ريال 21 مليون دولار، مكونة من 108 أحواض داخل البحر، وبقدرة إنتاجية تقدر بنحو 1500 طن سنوياً. وحاز إنتاجها على اعجاب الآسيويين، وخصوصاً اليابانيين، وتأتي فكرة إنشاء هذه المزرعة لضمان استمرارية توفير الروبيان طوال فترة المنع.