حبي لك قاموس يجمع ألفاظاً منمقة... حبي لك كتاب يحوي عبارات سامية... حبي لك مبتدؤه الجوى وخبره الوله... حبي لك فعل وأنا المفعول به... حبي لك فعل لازم لا فعل متعدي... حبي لك فعل معلوم عندي مجهول عندك... حبك دخل قلبي فجعله معتل الأول والآخر مثلما تدخل حروف العلة على الفعل... عشقك جعل خلايا جسمي تتجمد مثلما يتجمد الفعل الجامد... هواك جعلني أتعجب لعظمتك مثلما تستخدم أفعال التعجب لاستعظام شيء، عشقي لعينيك جعلني أقول قولاً مليئاً بكل أفعال المدح، وإذا كنت أنت الممدوح فنعم المخصوص بالمدح... اجتمعت في جمالك كل الصفات فأصبحت أراك أحسن شيء يمكن وصفه... فأنت الموصوفة الوحيدة عندي... فذاتك وحقيقتك يستحقان الوصف...حمدت الله عز وجل أن خلقني مذكراً وخلقك مؤنثا، لا أرى فيك عيباً من عيوب النساء فلا أجدك مصورة ولا ممدودة ولا منقوصة... اسمك أفضل الأسماء في الكون... ولقبك أفضلها...وكنيتك أروعها... يخاطب قلبي من قلبك ضمير متصل... وأحياناً ضمير مستتر... وأخشى أن يكون بيننا ضمير منفصل... عند حضورك أشير لك إشارة حسية... عند غيابك استخدم أسماء الإشارة المعنوية... فاسمك من الأسماء الموصولة بقلبي... استعلم عن حالك بكل أسماء الاستفهام... فأسأل عن حالك وأحوالك... أكره أن أكون في ذهنك نكرة... وأحب أن تكوني في ذهني معرفة... حتى أفهمك وتفهميني... وحتى يخاطب عقلي عقلك... ويتعلق قلبي بقلبك... أتذكر كل أفعالك في الماضي... والحاضر... وأشتاق إلى أفعالك في المستقبل... صفاتك مشتقة من أحسن المصادر... وقولك وفعلك مؤكد... عندما أرغب في نظم الشعر أحار بين التشبيه والاستعارة... رغم أنه يليق بوصفك الاثنين معاً... ففي صفاتك تنتظم بحور الشعر ما بين فعول فاعل مفاعيل... اشتركت مع النساء في كل شيء لكنك أفضل منهن درجة... يليق وصفك في جميع الظروف... فيليق بك ظرف الزمان والمكان... ففي بحور شعرك يجوز التصريف... والتفضيل... والتغيير... ومن اسمك يجوز الاشتقاق في الماضي والمضارع... تصرفاتك موزونة حيرت موازين الأفعال... لا أطيق البعد عنك... فقد أصبحتُ مثل من لا محل له من الإعراب... وأصبح كلامي مدغماً... مثل من رأى شبحاً في الأدغال... صارت حياتي مبنية على حبك فأصبحت مبنياً على النصب تارة وعلى الضم تارة وعلى الكسر أحياناً أخرى، رأيت في عينيك لغة بدون كلام... فبؤبؤ عينيك كتاب أقرأ فيه قصصاً طريفة... ورموش عينيك معلقات شعر منظوم... حينما تتكلمين تخرج الحروف من مخارجها الصحيحة... حينما تصمتين يكون للصمت تأثيراً على مسامعي... مثل تأثير الوقفات الصامتة في القطع الموسيقية... حركاتك تزيدك حلاوة ومثلما تدخل حركات التشكيل على الحروف فتزيدها وضوحاً... لغتك لغة عربية فصيحة... فأنت امرأة عربية.