مدخل للشاعر هلال المطيري: بعض البشر طبعه مقدر ومحشوم وبعض البشر عيبٍ عليك احترامه الغرور .. مفتاح لكل شرٌّ، ومن أقبح الصفات، فالتفاخر بالنفس، والإعجاب بها، والكبر والاستعظام، والتعالي على الغير، من الأمور التي تكسب غضب الآخرين، وتؤثر على حياة الإنسان سلباً، والناس تُحب من تواضع وأزدان بالأدب وحسنت أخلاقه، وزان تعامله، وتكره كل من يبتعد عن الفضيلة، والقيم الحسنة يقول في هذا الشأن الشاعر لافي حمود الغيداني: الرّجل قبل تحكم عليه فجأه رزه يبين لك راهي بالفعل وإلا شحيح والطيب واجد مجال الطيب مير أبرزه إظهار فعل الجميل وترك فعل القبيح حط أصبع الطيب بعيون الرّدى وأغرزه وش قيمتك بالحياة إن ما كسبت المديح ومن الطبيعي أن يكتسب الإنسان في حياته صفات منها الحسن ومنها القبيح، ولاشك أن هذه الصفات حتماً تنعكس على حياته وتصرفاته، ولكن الغرور والكبر من أقبح الصفات الذميمة التي تدل على تربية الإنسان ومعدنه كما يقول في هذا الاتجاه الشاعر جعد بن عبدالله السهلي: الآدمي لامن نقل كبر وغرور يقل في عين الرجال احترامه قلته وأنا ماني على القول مجبور لكن اذكّر من بنفسه كرامه كم واحدٍ كنت احسبه وافي شبور ومع المدى بانت عليه الرخامه والغرور سلاح فتاك.. يقضي على صاحبه، ويجعله منبوذاً في المجتمع، فيجب عدم الميل مع رغبات الهوى، والانسياق مع الشيطان والجهل، لأن الغرور يورث سخرية الناس، ويقتل المعنويات، ويزيد الانجراف مع السخافات والاستعظام.. يقول الشاعر أحمد السكران: اللي يجي من صاحبي دوم مقبول وأبا التمس له عذر يمحى الخطيّه إلا الغرور وشوف نفسه على طول يمحى غلاه ولا يبقّي بقيّه ما عاد له في قلبي أعذار وحلول وما نيب مستحمل غروره عليّه وعلى الرغم من أن التواضع من الصفات المحببة، والتي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف إلا أن الغرور والكبر أصبح مشكلة حقيقة وملموسة، وبدرجات مختلفة جميعها منبوذة ومكروهة، والمتكبرون دائماً في موضع انتقاد كما يقول شاعر المحاورة عبدالله بن شايق القحطاني: أنا أحسّب حساب الكل ما حب الاستبساط ولا أداني أهل الكبر .. والبخل .. والتقنيط ومن المضحك والمثير للشفقة عندما يُصاب بعض الشعراء بداء الغرور واحتقار الغير والسخرية، ويصفون أنفسهم بالمدائح والألقاب العجيبة، ويكتبون قصائد افتخار يتضح من خلالها العصبية وإثارة النعرات، ولايبالون حتى برأي الجمهور وتقدير آرائهم.. فهو أمر خطير يجب وضع حد له حتى لا يسيئون للشعر، وليكن شعراؤنا وهم كثر - ولله الحمد - بمستوى حضاري لائق، وأكثر تواضع، ويحققون المزيد من حب الجمهور، ويتقدمون نحو المبادئ السليمة والحسنة التي نسعى إليها جميعاً. قبل النهاية للشاعرة تذكار الخثلان: كم قلت لك خليك عادي وهادي ولو ما نصحتك قبلها كان معقول أنا كذا عندي حدود .. ومبادي ومن فضل ربي ما معي فكر مشلول