ثورة عربية - خليجية اجتاحت الملاعب الأوروبية فبدلت المعادلات وقلبت الموازين رأساً على عقب، لتغرب شمس أندية عرفت بتاريخها الناصع وتزينت سماء أندية لم تعرف معاني الإنجازات والبطولات بالذهب والنجوم، فقط بدخول المساهم الخليجي أروقة الكرة الأوروبية. الأمير عبدالله بن مساعد هو آخر الأسماء الخليجية التي اقتحمت سوق الاستثمار الكروي في"القارة العجوز"، بعد امتلاكه 50 في المئة من أسهم نادي شيفيلد يونايتد الإنكليزي الذي ينافس في دوري الدرجة الثالثة، وقال الأمير عبدالله الذي خاض تجربة رئاسية في نادي الهلال تعليقاً على الصفقة:"سأستثمر مبلغاً كبيراً من المال في هذا النادي". لكن الأمير عبدالله الذي قدّم نفسه في بيان إلى مشجعي شيفيلد يونايتد بوصفه عاشقاً للرياضة حذر من ارتفاع سقف الطموحات، وأكد أنه يقدر النجاح ولكنه لا يحدث بين عشية وضحاها. من جانبه، قال شريكه كيفن مكابي في بيان:"نحن سعداء جداً بهذه الشراكة الجديدة بين شيفيلد يونايتد والأمير عبدالله، الذي يتفق معنا في رؤيتنا بالعمل على عودة النادي إلى دوري الأضواء". وفي حال الحديث عن أبرز الاستثمارات الناجحة، فسيكون اسم منصور بن زايد آل نهيان هو الأبرز، بعد أن أصبح مالكاً لنادي مانشستر سيتي الإنكليزي، الذي كان بعيداً كل البعد عن واجهة الإنجازات، فضخ مبالغ قياسية لأجل ضم ما يمكن ضمه من اللاعبين العالميين، فدجج قائمة الفريق بأمهر محترفي اللعبة، وأعاد الهيبة ل"دربي مانشستر"، بل وصعد ب"السيتيزن"إلى منصات التتويج ببطولة"البريميير ليغ"، بعد غياب دام أكثر من 50 عاماً، جماهير مانشستر سيتي قدمت شكرها بطرق عدة لمالك فريقها الإماراتي، سواء من خلال الأهازيج أم بارتدائهم للأشمغة أم حتى عبر اللافتات. تجربة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها تتمثل بالمستثمر القطري ناصر الخليفي الذي تملك نادي باريس سان جيرمان ففتح باب رعب جديد لأندية العالم، إذ رصد الأموال الطائلة في سبيل تدعيم الفريق الفرنسي بلاعبين يصنعون الفارق وهو ما حدث، إذ لفت فريق العاصمة الفرنسية الأنظار في سوق الانتقالات، باستقطابه أفضل الأسماء وأعلاهم عقوداً، الخليفي وضع هدفاً فبلغه بسرعة كبيرة، إذ حقق بطولة الدوري الفرنسي بعد صيام استمر أكثر من 18 عاماً، رجل الأعمال القطري أصبح علامة جديدة في كرة القدم الأوروبية على الأقل في الموسم الماضي وسيشغل حيزاً بارزاً من الاهتمام في السنوات المقبلة. وبالتدرج للتجارب الأنجح فالأقل نجاحاً، رحلة القطري عبدالله آل ثاني في الملاعب الإسبانية وتحديداً مع نادي ملقا الذي أعاد هيكلته ليتواكب مع الإمكانات المتوفرة، فصعد الفريق للمشاركة في دوري أبطال أوروبا كأحد الإنجازات الاستثنائية في تاريخه، علاوة على التألق اللافت بعد ذلك خلال مشاركته في الموسم التالي في البطولة القارية، إذ غادر الفريق من دور الثمانية بصعوبة من دورتموند الألماني أحد أطراف المباراة النهائية، عبدالله آل ثاني أكد في أحد لقاءاته الإعلامية أنه قادر على جلب رونالدو وميسي دفعة واحدة بفضل الثروة التي يملكها، إلا أنه أكد نيته الارتقاء بأداء الفريق في شكل منطقي وهادئ حتى يصل إلى أفضل مستوياته خلال أعوام ووفق دراسات دقيقة. هال سيتي الإنكليزي كان من ضمن الفرق الأوروبية التي كُتب لها الدخول في قائمة أندية الاستثمار العربي، بعد أن انتقلت إدارته للمصري عاصم علام بفضل حصوله على الجزء الأكبر من أسهم النادي، هال سيتي عاد لينافس في الدوري الإنكليزي الممتاز، بعد تحركات دقيقة لتحقيق هدف الصعود وهو ما تحقق. وتبدو الأندية الإنكليزية هدفاً لغالبية رجال الأعمال العرب، إذ نجحت عائلة"الحساوي"الكويتية في الحصول على ملكية النادي العريق نوتينغهام فورست الذي ينافس في دوري الدرجة الأولى، يذكر أن نوتينغهام يملك في سجلاته بطولتين لدوري أبطال أوروبا وهو ما لم تحققه أكبر الأندية اليوم في أوروبا. وفي الدرجة نفسها يلعب فريق ليدز يونايتد الذي كانت له صولات وجولات في تاريخ ال"بريميير ليغ"، إلا أنه اليوم يدار بأيدي رجل الأعمال البحريني نور صلاح الدين، وتتملكه شركة بيت التمويل الخليجي البحرينية. وبالعودة إلى الدوري الإسباني فإن نادي خيتافي بات ملكاً للإماراتي بطي بن سهيل آل مكتوم، الذي قرر تحويل اسم النادي إلى خيتافي تيم دبي. ولم تقتصر الاستثمارات العربية على الدول المتقدمة في كرة القدم، بل امتدت لتشمل دولة ألمانيا، إذ يملك الأردني حسين أسميك نادي ميونيخ 1860، فيما ذهبت ملكية نادي ليرس البلجيكي لرجل الأعمال المصري ماجد سامي، الذي يدير في الوقت ذاته نادي وادي دجلة المصري.