عزا الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" تراجع مستوى أداء مهاجمي الكرة السعودية في الفترة الأخيرة، إلى ثلاثة أسباب؛ حسب ما جاء في تقريره على موقعه الرسمي أمس عن هذا التراجع الذي سماه بالظاهرة. وقال إن أول الأسباب القفص الذهبي، وثانيها الإصابات، وثالثها الصخب الإعلامي. واستهل الفيفا تقريره بطرح علامة الاستفهام التي تدور في الشارع الرياضي السعودي، وقال " تساؤلات عريضة يطرحها الشارع الرياضي السعودي في الوقت الحالي حول تراجع أداء المهاجمين السعوديين في الآونة الأخيرة ليس على المستوى المحلي فحسب، بل أيضاً على المستوى الدولي". وتابع" في عالم الكرة المستديرة لا يحلو الكلام إلا عن المهاجمين، وكل ذنبهم أنهم نجوم فرقهم وأنهم ظهروا بمستويات أقل في الفترة الأخيرة، ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة والقائمة تطول.. ويأتي في مقدمة المهاجمين الذين تراجعت مستوياتهم لأسباب متفاوتة، ياسر القحطاني (الهلال) ومالك معاذ (الأهلي) ونايف هزازي (الاتحاد) وسعد الحارثي (النصر) وصالح بشير (الاتفاق). ومن خلال رصده لحالة التراجع الجماعية، أكد الفيفا في تقريره أن لهذا التراجع أسبابه، منها توديع بعض اللاعبين حياة العزوبية بدخولهم "القفص الذهبي"، والظروف المحيطة باللاعبين، وكذلك الإصابات المتلاحقة التي لحقت بعدد من المهاجمين. ولم يبرئ الفيفا تأثر بعض اللاعبين بدخول عالم الأضواء والشهرة وبالهالة الإعلامية التي أحاطت بهم ما أدى إلى انشغالهم بأمور أخرى غطت على نجوميتهم. وأضاف التقرير المطول" أدى هبوط مستوى مهاجم الهلال والمنتخب ياسر القحطاني إلى تراجع أداء الهجوم السعودي بشكل عام، وظهر ذلك جلياً في كأس آسيا التي أقيمت في يناير الماضي بالدوحة، إذ عجز القحطاني عن هز شباك المنتخبات التي واجهها "الأخضر" في البطولة ما عرضه لحملة انتقادات شرسة إلى درجة أن عدداً من الجماهير وصفه بأنه "عالة" على خط الهجوم في المنتخب، مع العلم بأن القحطاني من النجوم الذين خدموا الرياضة السعودية وناديه، وسبق أن نال جائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية عام 2007، لكنه منذ ذلك التاريخ بدأ أداؤه في التراجع حتى أنه صام عن التهديف لفترة قاربت ال60 يوماً إلى أن فطر في شباك الاتفاق في المرحلة 21 من الدوري السعودي، كما أنه سجل هدفين قبل أيام في مرمى الجزيرة الإماراتي بدوري أبطال آسيا". وواصل فيفا تقريره" ليس ياسر وحده من تراجع مستواه في الهلال، وهناك أيضاً عيسى المحياني الذي انتقل لصفوف الفريق من الوحدة قبل موسمين، وأيضاً وليد الجيزاني الذي انضم من الشباب.. وفي الأهلي يوجد مالك معاذ الذي هبط مستواه بشكل ملحوظ بعد الإصابة التي لحقت به قبل موسمين وأثرت على عطائه في خط هجوم فريقه؛ ما أبعده عن صفوف المنتخب، ليغيب عن التوهج بعد أن كان نجماً بارزاً في الأعوام الماضية، حتى أن حسن الراهب الذي كان منطلقاً بسرعة كبيرة، سرعان ما توارى عن الأنظار دون سابق إنذار". وزاد" في الاتحاد، تراجع مستوى المهاجم نايف هزازي الذي أبلى بلاءً حسناً قبل موسمين مع فريقه ومنتخب بلاده إلا أنه تعرض لإصابة أبعدته عن مستواه، وبعد عودته دخل في بعض المشاكل مع ناديه.. كما هبط مستوى المهاجم محمد الراشد الذي انتقل للفريق الاتحادي في فترة الانتقالات الشتوية قادماً من التعاون.. أما الشباب فمشكلته هي الأكبر، حيث لعبت الإصابة دورها في تراجع مستوى مهاجميه الواحد تلو الآخر بدءاً من رأس الحربة الأساسي ناصر الشمراني الذي توج سابقاً بلقب هداف الدوري المحلي، مروراً بعبد العزيز السعران، وصولاً إلى المهاجم فيصل السلطان الذي أبعدته الإصابة عن الأنظار ولم يمثل الفريق لفترة طويلة، ما يعني أن هناك أزمة هجومية حقيقية يمر بها الفريق الشبابي". وتابع" إذا انتقلنا إلى النصر سنجد الوضع أسوأ من سابقه، حيث إن المهاجمين الأساسيين محمد السهلاوي وسعد الحارثي مرا بمرحلة عقم تهديفي لأسباب متفاوتة.. وفي الاتفاق ما يزال المهاجم يوسف السالم رأس الحربة الأول رغم أنه بات بعيداً عن مستواه منذ الإصابة التي لحقت به قبل موسمين". واختتم" بالنظر إلى حركة تنقلات المهاجمين في الفترة السابقة، يتضح أنها تنحصر في عدد قليل من الأسماء، فدائرة الخيارات لم تعد متسعة وانحصرت على أسماء بعينها أمثال عيسى المحياني ووليد الجيزاني ويوسف السالم ومحمد الراشد، فلم يعد هناك أسماء كثيرة مطروحة على الساحة يمكن للأندية الاختيار من بينها، كما كان في السابق".