استأثر الانفجار الذي وقع في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت، باهتمام الوسطين الرسمي والشعبي، واستدعى إطلاق سيل من التصريحات والمواقف الرسمية والسياسية والروحية، جامعاً قوى 14 و8 آذار على إدانته بأشد العبارات. ودان الرئيس اللبناني ميشال سليمان الانفجار، معتبراً"أن العودة إلى هذه الأعمال تعيد التذكير بصفحات سود عاشها اللبنانيون في فترات سابقة وهم يريدون محوها من ذاكرتهم". وجدد"الدعوة إلى التفاهم والحوار والتزام إعلان بعبدا والإقلاع عن مثل هذه الأساليب في الرسائل السياسية"، مشدداً"على وجوب احترام أمن المواطنين اللبنانيين مهما بلغت حدة الخلاف السياسي"، وطلب إلى الأجهزة الامنية والقضائية"تكثيف تحرياتها لكشف الفاعلين الذين يزرعون الخوف والرعب في نفوس اللبنانيين وإحالتهم إلى القضاء المختص". ولفت رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى"أن التفجير الإرهابي المجرم، كان بهدف إيقاع الكثير من الموت والدمار لولا تدخل العناية الإلهية التي جنبتنا وقوع مجزرة في منطقة كثيفة السكان وأمام مكان تجاري شديد الازدحام". وقال:"إننا نوجه عناية الجميع إلى أن هدف التفجير الإيقاع بين اللبنانيين، وهو الأمر الذي يستوجب الوعي واليقظة والانتباه، فالضاحية منذ الثمانينات كانت هدفاً للجريمة المنظمة والإرهاب والتخريب الإسرائيليين، وكذلك هدفاً لأسلحة العدو الجوية والبحرية التي دمرت وقتلت خلال حرب تموز يوليو 2006. أكرر أن الهدف من هذه الجريمة النكراء هو إيقاع الفتنة بيننا. حذارِ ثم حذارِ". وأجرى بري اتصالاً بوزير الداخلية مروان شربل مستنكراً ما تعرض له من"فورة غضب غير مبررة على مسؤول يشارك أهلنا غضبهم وحزنهم"، ومعتبراً أن"هذه من أسباب الفوضى المقلقة في الأوضاع الراهنة، وعلى الجميع أن يتحلوا بالوعي والحذر، ليس من المتآمرين وحسب بل من الغوغائيين". وقال رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي:"مرة جديدة تعبث يد الغدر بأمن لبنان واللبنانيين، ما يعيد إلى الأذهان حقبات سوداً من تاريخ لبنان اعتقد اللبنانيون أنها طويت إلى غير رجعة". واعتبر أن هذا الانفجار يدل على أن يد الحقد والإجرام تمضي في مخطط تفجير الأوضاع في لبنان ولا تميز بين منطقة وأخرى، ما يحتم على اللبنانيين الإسراع في اللقاء من اجل الخروج من المأزق السياسي والأمني والوصول إلى تفاهم يضمن خروج لبنان من الأزمة عبر تضافر الجهود والإمعان في التنازلات من أجل الوطن". ووصف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام الانفجار بأنه"جريمة بشعة ترمي إلى زعزعة استقرار لبنان"، داعياً إلى أقصى درجات اليقظة والتضامن الوطني لتفويت الفرصة على الراغبين في العبث بأمن لبنان". وقال:"إن الجريمة ليست سوى حلقة من مخطط شرير يستهدف المس باستقرار لبنان وأمن اللبنانيين ومحاولة مكشوفة لاستدراج الفتنة في ما بينهم". مؤكداً أن من"واجبنا جميعا كقادة سياسيين، وفي هذه المرحلة الدقيقة، أن نرتقي في أدائنا السياسي إلى مستوى يفوت الفرصة على أعداء وطننا إلى أي جهة انتموا، ويحصن ساحتنا الداخلية إزاء أي اختراقات أمنية، ويعزز مؤسساتنا الشرعية لتقوم بدورها كاملاً في قيادة البلاد". ودان الرئيس أمين الجميل الانفجار، ورأى فيه"إشارة غير مطمئنة إلى المخاطر الكبيرة التي تهدد لبنان". وأكد الجميل، الذي زار بري بعد الانفجار، أن استهداف أي منطقة هو"استهداف للبنان بأسره وتحصين الساحة يكون بعودة الدولة إلى كل المجالات ولاسيما المجال الأمني". وأعلن"تضامنه مع أهل الضاحية ومع حزب الله بالذات"، آملا في أن تكون هذه خاتمة الأحزان في لبنان. واعتبر الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي"أن المشروع المشبوه لضرب وحدة لبنان متواصل، وهذا التفجير المستنكر هو فصل من فصول هذا المشروع الذي لا يهدف سوى إلى تسعير الفتنة بين اللبنانيين، وهو ما يستدعي منّا جميعاً استنفار أقصى درجات الوعي، لصدّ كل المحاولات الآثمة الساعية إلى ضرب وحدة لبنان واستقراره"، مشيرا إلى"أن لبنان لا يتحمّل الفراغ في المسؤولية لدى من يتحمّلون المسؤولية عن البلاد والعباد". وأعرب رئيس كتلة"المستقبل"النيابية الرئيس فؤاد السنيورة عن إدانته جريمة التفجير، وقال:"إن يد الإجرام التي امتدت إلى منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية أنمأ تهدف إلى ضرب الاستقرار والأمن في لبنان وترهيب المواطنين، وهذا أمر مرفوض ومستنكر"، مطالباً"السلطات الأمنية والقضائية بتكثيف التحقيقات لكشف المجرمين الفاعلين وسوقهم إلى العدالة"، وداعيا المواطنين إلى"التنبه إلى من يحيك المؤامرات والفتن في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها بلدنا والمنطقة". الحريري والتوافق الوطني وقال الرئيس سعد الحريري:"لا يمكن أي لبناني إزاء هذا المشهد الإجرامي المروع إلاّ أن يعبّر عن مشاعر السخط والإدانة للجريمة التي استهدفت أحد أكثر الأحياء المكتظة بالسكان ويدعو إلى أعلى درجات الوعي واليقظة في مواجهة المخاطر التي تحيط بنا، وخصوصاً في مواجهة محاولات العدو الإسرائيلي للدفع نحو الفتنة عبر تنظيم العمليات الإرهابية كما حصل اليوم". أضاف:"وإذا كان هذا المشهد يعيدنا بالذاكرة إلى مشاهد مماثلة أوقعت القتل والخراب في العاصمة خصوصاً وفي العديد من المناطق اللبنانية عموماً، فإن التفجير المجرم الجديد في الضاحية يحملنا على التنبيه إلى وجوب العودة إلى التوافق الوطني على تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية، وتفادي الانزلاق في حروب لن يكون مردودها على لبنان سوى المزيد من الانقسام ووضع الاستقرار الوطني في دائرة الخطر الدائم، وتعريضه لمؤامرات العدو الإسرائيلي". وتابع:"إنني إذ استنكر بأشد العبارات التفجير الإرهابي وما خلفه من ضحايا بريئة في صفوف المدنيين، أتوجه إلى السلطات الأمنية والقضائية المختصة داعياً إلى الحزم في إجراء التحقيقات الآيلة إلى الكشف عن المجرمين، من دون أن يعفي ذلك القيادات السياسية من مسؤولية التصدي للمشكلات الحقيقية التي تقف وراء تردي الأوضاع وتتسبب بالخروق الأمنية المتنقلة". جنبلاط : الانقسام والانكشاف واستنكر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط،"بشدة التفجير الإرهابي الذي يرمي إلى زعزعة الاستقرار وضرب السلم الأهلي أسوة بأي انفجار يمكن أن يقع في أي منطقة لبنانية أخرى". واعتبر"أن هذا التفجير يؤكد مرة أخرى عدم جواز استمرار حال الانقسام السياسي الحاد بين اللبنانيين، الذي يجعل البلاد مكشوفة برمتها ويعرضها للمزيد من الأحداث الأمنية والمخاطر على كل المستويات ويتيح ضرب الاستقرار الهش والانزلاق التدريجي نحو المزيد من التشرذم والتوتر". وقال:"إن استهداف أي منطقة لبنانية هو بمثابة استهداف للأمن الوطني برمته، وتلافي تكرار مثل هذه التفجيرات والمشاكل الأمنية يكون بالإسراع في تأليف الحكومة الجديدة والعودة إلى الحوار وتنفيس الاحتقان السياسي وضبط الخطاب الإعلامي والإقلاع عن ترف النقاش الفكري والدستوري وتنازع الصلاحيات بين الرئاسات وتحويل ما حدث حافزاً للتمديد الفوري لقائد الجيش ورئيس الأركان للحيلولة دون وقوع الفراغ في المؤسسة العسكرية وإيقاع البلاد تحت المزيد من الانكشاف السياسي والأمني". وتمنى"أن تسرع الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة في كشف ملابسات هذا الانفجار المشبوه وتوضيح حقيقة ما جرى بكل تفاصيله وإلقاء القبض على جميع المتورطين فيه وسوقهم إلى العدالة". واعتبرت النائب بهية الحريري أن" الجريمة طاولت كل اللبنانيين على امتداد الأرض اللبنانية في أمنهم واستقرارهم". ورأت أن"هذه العملية الإرهابية تصب في إطار مسلسل استهداف السلم الأهلي اللبناني وترويع المواطنين"، داعية إلى"الالتفاف حول دولتنا ومؤسساتها ودورها الوطني الذي يشكل عنصر الأمان الوحيد لكل اللبنانيين من دون استثناء". واستنكر رئيس حزب"القوات اللبنانية"سمير جعجع"الانفجار الآثم"، مطالباً الأجهزة القضائية والأمنية بالتعاطي معه"بجدية كاملة والعمل على كشف المجرمين بالسرعة القصوى وسوقهم إلى العدالة". وأكد أن الأمن للوطن والمواطن"يأتي فقط من الدولة القوية الممسكة وحدها بكل تفاصيل المهمة الأمنية والعسكرية"، معتبراً أن"لا أمن للبنان واللبنانيين إلا في تطبيق سياسة النأي بالنفس بكل حذافيرها". ووصف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الانفجار ب"العمل الإجرامي، ومؤشر خطير يهدف إلى الدس والوقيعة بين اللبنانيين ويأتي ضمن المؤامرة على لبنان وشعبه"، داعياً اللبنانيين إلى"الهدوء وضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفتنة". واعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان"أن الانفجار جريمة أصابت أبرياء، وأقول لأهلنا في الضاحية تماسكوا، تعاونوا، كونوا يداً واحدة وعيوناً مفتوحة، كونوا في خندق المواجهة واعملوا لإنقاذ البلد بتحطيم المؤامرات من أي جهة كانت، وأظن أن هذه المؤامرات تأتينا من عملاء إسرائيل، فكونوا حذرين وكونوا يداً واحدة واعملوا لما ينقذكم من كل المشاغبات". وتوجه إلى اللبنانيين قائلاً:"حصنوا جيشكم، كونوا معه ظالماً أو مظلوماً، لأن الجيش ملاذ الأمة وخشبة خلاصها". واستنكر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن التفجير، داعياً الأجهزة المعنية إلى"كشف الفاعلين الذين يرمون إلى زرع بذور الفتنة بين اللبنانيين"، ومشدداً على"ضرورة التنبه وبأعلى درجات الوعي واليقظة والحذر إلى كل ما من شأنه تفجير الوضع الداخلي، وعدم الانجرار خلف العابثين بالسلم الأهلي للبلاد". واستنكر البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الانفجار"الإجرامي"، ورأى فيه محاولة"لزرع الشقاق والرعب بين اللبنانيين". ورأى العلامة السيد علي فضل الله في"هذه الأعمال الوحشية عدواناً مباشراً، على مسيرة السلم الأهلي في البلد، ما يستدعي توحيد الصفوف، والعمل لتضميد الجروح السياسية، والابتعاد عن الخطاب السياسي المتشنج الذي يستغله كل أعداء لبنان". وأعلنت"الجماعة الإسلامية"استنكارها الانفجار، واضعة إياه"في خانة الفتنة التي تسعى إليها القوى المتربصة بالساحة اللبنانية". من جهة أخرى، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية"حماس"التفجير، وأكدت أنه"في الوقت الذي ندين فيه هذا الفعل، نرفض استهداف السلم الأهلي في لبنان وندعو إلى الوحدة ونبذ الفرقة ونحذر من الوقوع في الفتنة التي تخدم العدو الصهيوني". وإذ استنكرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار"جريمة التفجير"، اعتبرت"أن استهداف أي منطقة في لبنان هو استهداف لكل لبنان، لأن الخلاص يكون للجميع أو لا يكون". وأبدت السيدة نازك رفيق الحريري،"أسفها العميق حيال الاعتداء الذي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية"، معتبرة"أن هذه الجريمة ضربة موجهة إلى كل لبنان"، ومعربة باسم عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن"أشد الاستنكار لهذا العمل الإرهابي الذي يعيد إلى الذهن مشاهد التفجيرات الجرمية التي توالت على لبنان منذ عام 2005 وأودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء الأبرار، من قادة وطنيين ومواطنين أبرياء". وقالت:"إن يد الفتنة المتربصة بلبنان، والرامية إلى دس التفرقة وزرع الشقاق بين أبنائه لا يمكن مواجهتها سوى بالتمسك أكثر من ذي قبل بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي ومبادئ العيش المشترك".