واشنطن - ا ف ب - التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي، وهو أول مسؤول في السلطة ما بعد «الربيع العربي» يزور البيت الأبيض، قبل أسبوعين على انتخابات الجمعية التأسيسية في بلاده. وأمضى قائد السبسي بضعة أيام من الأسبوع الجاري في واشنطن، حيث التقى أول من امس وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ويفترض أن يكون التقى أوباما في وقت متقدم من مساء أمس في المكتب البيضاوي. وتاتي زيارة رئيس الوزراء التونسي إلى واشنطن قبل أسبوعين تقريباً من استحقاق انتخابي مهم، فالتونسيون مدعوون في 23 تشرين الاول (أكتوبر) الجاري إلى انتخاب جمعية تأسيسية ستكلَّف صياغة دستور جديد للبلاد. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فييتور: «إنها مرحلة أمل كبير للتونسيين والرئيس سعيد باستقبال رئيس الوزراء لإبداء الدعم الحازم لهذه المرحلة الانتقالية» إلى الديموقراطية. وأضاف أن أجندة اللقاء تتضمن «التبعات التاريخية للربيع العربي ومواضيع ذات اهمية اقليمية، من بينها ليبيا». وأشار البيت الأبيض إلى «علاقات الصداقة المتينة بين الاميركيين والتونسيين». وفي نهاية حزيران (يونيو) الماضي، أجرى وفد من ممثلي شركات أميركية كبرى من بينها «جنرال الكتريك» و «بوينغ» و «كوكا كولا» و «ماريوت» و «داو» زيارةً إلى تونس للبحث في إمكانات الاستثمار. وتقود حكومة السبسي تونس منذ نهاية شباط (فبراير) الماضي اثر سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي الذي اطاحته ثورة شعبية بعد حكم دام 23 عاماً. وشهدت تونس الثورة الأولى في «الربيع العربي» التي شكلت شرارة أدت إلى إسقاط النظامين المصري والليبي وزعزعت نظامي اليمن وسورية وانتفاضة في البحرين. وبعد فرار بن علي، أشاد أوباما «بشجاعة وكرامة» الشعب التونسي، ودعا الحكومة إلى تنظيم انتخابات «حرة وعادلة» في «مستقبل قريب». وكانت الولاياتالمتحدة حليفة بن علي في مكافحته للإسلاميين، لكنها انتقدت أحياناً سجل تونس في ملفات حقوق الإنسان. وتحدث قائد السبسي عن صعوبة المرحلة الانتقالية في مؤتمر نظمه البنك الدولي في العاصمة الأميركية هذه الأسبوع. وقال: «تابعنا العمليات الانتقالية التي جرت في أنظمة أخرى، على غرار اسبانيا والبرتغال وأوروبا الشرقية. وصدقوني ان المرحلة الانتقالية صعبة جداً. إنها أكثر بكثير من بناء دولة». وتابع انه كان له «حظ في المشاركة في بناء تونس الحديثة بعد الاستقلال (العام 1956)، لكن هذا لا يشبه على الاطلاق الاشهر الستة او السبعة التي شهدناها للتو، اشهر شاقة الى حد كبير، لا سيما ان الشعب الذي قام بالثورة يتوقع ان يحصل على كل شيء فوراً».