بدأت عملة"بيتكوين"الافتراضية تشهد تذبذباً خطراً. فبعدما هوت قيمتها أخيراً نحو 60 في المئة من 266 إلى 105 دولارات، استقرت اليوم عند 160 دولاراً تقريباً. ولكن تأرجحها الحاد أدى إلى جدل مالي،إذ أكد خبراء أنها تأثرت بتدهور قيمة الين الياباني والدولار من جهة، والقلق حول مصير اليورو من جهة أخرى، لاسيما في ضوء الأزمة المالية القبرصية. يُذكر أن قيمة"بيتكوين"الواحدة كانت تعادل 13 دولاراً مطلع السنة، بيد أن تضاعف قيمتها 20 مرة في أقل من أربعة أشهر قبل تدهورها فجأة، ينذر بفقاعة تغلف هذه العملة الافتراضية من كل الجهات ويديرها المضاربون. وشدد مراقبون ماليون سويسريون على أن المضاربات الدولية ستستهدف"بيتكوين"حتى مطلع الصيف المقبل على أقل تقدير، إذ يكفي النظر إلى قيمة هذه العملة التي قفزت بهذا المعدل الضخم خلال الربع المالي الأول من السنة. وعلى رغم أن عملة"بيتكوين"مرشحة لتكون من العملات الرئيسة في حركة التداولات التجارية المستقبلية الخاصة بتسريع عمليات بيع السلع والخدمات وشرائها، إلا أن خبراء يخشون من خروج آلية تسعير هذه العملة الافتراضية عن السيطرة. وفي حين أن"بيتكوين"لا تتمتع بالمزايا المعيارية التي تتمتع بها العملات الحقيقية، ومنها عدم القدرة على استخدامها لدفع الضرائب مثلاً، إلا أن الإقبال على استعمالها عبر الإنترنت يزداد في شكل مضطرد. وابتكر عملة"بيتكوين"الافتراضية الخبير في قطاع المعلوماتية ساتوشي ناكاموتو، ومنذ العام 2009 تم إغراق الأسواق بنحو 21 مليون قطعة من هذه العملة، كما أن 80 في المئة من التداولات التجارية التي تتم من خلالها تمر عبر منصة مالية تابعة لشركة"ام تي غوكس"اليابانية. أما ما يتبقى من هذه التداولات فيحصل عبر منصة دفع تابعة لشركة"بايميوم"الفرنسية التي تعمل على شراء"بيتكوين"وبيعها في الأسواق. وتوقع خبراء أن يبدأ بعض المصارف الأوروبية، ثم السويسرية، بفتح حسابات مصرفية متكاملة لزبائنها بعملة"بيتكوين"، فضلاً عن إصدار بطاقات الدين والائتمان الحديثة بالعملة الافتراضية. وأفاد أساتذة اقتصاد في جامعة برن بأن بعض صناديق التحوط ستلجأ إلى العملة الافتراضية على غرار إحدى الشركات المالية في مالطا. وعزوا بروز عملة"بيتكوين"الافتراضية، التي أثارت ضجة إعلامية واقتصادية، إلى أصحاب المال الحقيقيين، أي المصارف المركزية الدولية، الذين باشروا إجراء اختباراتهم عليها لتوسيع عمليات ضخ السيولة اللازمة في الأسواق المالية. وترجح المصارف المركزية حدثاً مهماً يتمثل في انهيار مالي وصعود كبير للتضخم من جهة، وتدهور قيمة كل العملات الحقيقية من جهة أخرى، كما يتوقع بعضهم أن تضحي"بيتكوين"على غرار الذهب، ملجأ آمناً للمستثمرين.