تواصل العملة الافتراضية «بيتكوين» منحاها التصاعدي على رغم تحذيرات الخبراء من سقوط مفاجئ لقيمتها، إذ سجلت أمس مستوى مرتفعاً قياسياً اقترب من 10 آلاف دولار للوحدة الواحدة. وزادت قيمة هذه العملة أكثر من 20 في المئة في الأيام الأربعة الماضية، وهي مرشحة لأن ترتفع أكثر، خصوصاً بعدما قررت مجموعة «سي أم إي»، أكبر مشغل لبورصات المشتقات في العالم، طرح العقود الآجلة ل «بيتكوين» نهاية السنة، من دون أن تحدد موعداً دقيقاً لهذا الطرح. وتحاول المصارف المركزية وأدوات الرقابة المالية، التحذير من التداول بهذه العملة والعملات المشابهة، خصوصاً أنها خاضعة فقط لقوانين العرض والطلب، من دون أي قدرة لهذه المؤسسات الرقابية على التدخل لحمايتها ودعمها كما تفعل مع العملات الرسمية المعتمدة. ويُدعّم مناهضو هذه العملة حججهم بالإشارة إلى الهبوط المفاجئ الذي يصيب العملة الافتراضية كل فترة. وعلى سبيل المثال، انخفضت قيمة «بيتكوين» في العاشر من الشهر الجاري على نحو مفاجئ، لتخسر أكثر من ألف دولار من قيمتها، لتسجل 6718 دولاراً، بعدما كانت سجّلت مستوى قياسياً قبلها بيومين عند 7888 دولاراً. وتهاجم هذه العملةَ أيضاً الإداراتُ المالية والأمنية بسبب ارتباطها بعمليات غير قانونية على شبكة الإنترنت، خصوصاً أن من المستحيل تقفي أثرها ومعرفة هوية حاملها. وتدعم هذا الرأي الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي شغلت العالم تحت اسم «وانا كراي» وضرب مئات آلاف الحواسيب حول العالم مطالبة بفدية تُدفع بالبيتكوين حصراً لفك تشفير هذه الحواسيب. كما أن البيتكوين تُعتبر أداة فعالة لتهريب الأموال، خصوصاً في البلدان التي تشهد تشديداً على حركة رؤوس الأموال، كالصين والهند مثالاً. وحتى اليوم، لا يعرف أحد هوية مبتكر هذه العملة، إذ نشر مستخدم باسم «ساتوشي ناكاموتو» عام 2008 نصاً يتضمن مقترحاً لإنشاء عملة رقمية تعتمد على «سلسلة الكتل» (البلوك تشاين) وهي شبكة من البيانات المترابطة، ليبدأ التداول بها فعلياً وفي نطاق ضيق جداً عام 2009 بسعر 0.001 دولار. وأدت الأزمة العالمية وإفلاس بعض المصارف، وفي مقدمها «ليمان براذرز»، وتدخل المصارف المركزية حول العالم لدعم الأسواق المالية المنهارة، إلى دعم هذه العملة باعتبارها ملاذاً آمناً. وتخطت البيتكوين عتبة الدولار الواحد في شباط (فبراير) 2011، لتسجل 1.1 دولار. وشهدت خلال السنة الحالية أعلى نسبة ارتفاع في تاريخها، إذ وصل سعر التداول بها إلى 1000 دولار في بداية السنة، ليزيد اليوم أكثر من تسعة أضعاف. ومن المرجح استمرار هذا الارتفاع، خصوصاً أنها خاضعة أساساً لقوانين العرض والطلب، ما يعني أن ارتفاع الأسعار قد يدعم الطلب عليها فترتفع قيمتها مجدداً في ظل العرض المحدود عالمياً من البيتكوين. ويمكن الحصول على هذه العملة من خلال الأسواق المخصصة للتداول بها، والتي أصبحت منتشرة في دول عدة، كما يُمكن تعدينها والاحتفاظ بها في المحافظ الافتراضية. ويُعنى بعملية التعدين توثيق عمليات تبادل العملة الرقمية من خلال عمليات حسابية ضخمة تتطلب حواسيب قوية متصلة بشبكة الإنترنت. يُذكر أن بيتكوين ليست فريدة، إذ تتوافر حالياً نحو 60 عُملة تشفيرية، منها ما لا يقل عن 6 عملات يمكن وصفها بأنها رئيسة، اعتمادًا على عدد المُستخدمين وبنية كل شبكة، إضافة إلى الأماكن التي يمكن شراء هذه العملات التشفيرية فيها أو إبدالها بعملات أخرى.