أكتب كلاماً لن ينشر ولن يقرأه أحد سواي. وأكتب حروفاً وكلمات لا تخرج من فمي. وليس لها صوت مسموع. وطن يضيع... وحاضر غامض... ومستقبل مجهول. كلمات لا تكتب في أي زمن ولا في أي وقت. لكنها الآن لها صدى ورنين. وهذا وقتها. إذا لم تسطر الآن فمتى؟ هل هناك أسوأ مما نحن فيه...وطن يضيع ونحن ننظر وننتظر العقلاء في زمن هرب منه جميع أصحاب العقول أمام جهلاء صنعناهم بأيدينا على مر 30 عاماً مضت. وأصبحوا الآن رجالاً ونساء في مجتمع ضاعت ملامحه واختفت قيمه. ففي مثل تلك الأيام قبل عامين، كانت هناك ثورة على عهد قديم ونظام عتيق. وكانت مصر كلها تساندها. ولم يكن يخطر في ذهن أي شخص أنه بعد عامين سيكون الوضع أسوأ مما كان عليه... فقد أصبح السطو المسلح والاعتصام والمليونيات ظواهر متكررة بسبب أو من دونه، وكأننا وقعنا عقداً مع الشيطان على استمرار هذه الظواهر حتى تنتهي مصر ونضع أحجاراً متراصة نسد بها الشوارع والميادين لمنع بلدنا من التقدم والرخاء والعمل. ستبقى تلك الكتل الخراسانية شاهداً على ضعف الإدارة في مواجهة المجهول. وطن يضيع وشعبه يبحث عن ضوء في سواد حالك. محمد عبدالسميع عامر مراد ضابط متقاعد - مصر - بريد إلكتروني