تنطلق الدورة التاسعة عشرة لمعرض الدار البيضاء للكتاب، هذه السنة، في 29 الشهر الجاري وتمتد حتى 6 نيسان أبريل. و سبق أن أعلنت وزارة الثقافة المغربية عن موعد سابق للمعرض، ثم أجّلته حتى هذا التاريخ لأسباب عدة وردت في بيان للوزارة، وهو ما أثار حفيظة بعض الناشرين وانتقاداتهم. وأفاد بيان الوزارة بأنّ أسباب هذا التغيير مرتبطة بمسار تعديل جائزة المغرب للكتاب، وهي حرصت من خلاله على فتح الجائزة أمام المؤلفات المكتوبة بالأمازيغية والحسانية، وإلى ضرورة توفير الوقت اللازم لقراءة الأعمال المرشحة . ولعل قوة الارتباط بين الجائزة و تاريخ المعرض تتبدى في كون تسليمها يشكل إحدى اللحظات البارزة في معرض الكتاب. وسيتمّ تسليم الجائزة هذه السنة خلال حفلة افتتاح المعرض، وهي الجائزة التي عرفت - وفق بيان الوزارة- زيادة في حجم المشاركات بحيث بلغ عددُ الترشيحاتِ المقدَّمَةِ 212 عملا، محققاً بالمقارنة مع السنة الماضية زيادةً تتجاوز ما نسبته 58 في المئة. وأشارت الوزارة إلى أنّ تأجيلها للمعرض يتّصل كذلك بحرصها على تلافي توافق زمن المعرض مع معارض عربية أخرى. غير أنّ هذا التاريخ، تزامن فعلا مع معرض الاسكندرية، مما جعل الوزارة المغربية تتّفق مع معرض الاسكندرية على صيغة للتعاون يتمّ خلالها استضافة كتاب ومثقفين بين الدار البيضاءوالاسكندرية في ما يشبه صيغة ذهاب وإياب. وكان من المنتظر أن تكون تركيا ضيف الشرف هذه السنة، لكنها اعتذرت، مما جعل المنظمين يختارون الثقافة المغربية ضيف شرف. وسيعرف المعرض، كذلك، تغييرات من بينها الاقتصار على الفضاء الداخلي للمعرض، وعدم نصب الخيمة الكبيرة التي كانت تميز الدورات الماضية، وهو ما اعتبرته اللجنة المنظمة، تجميعا لانشطة المعرض في مكان واحد ليكون أقرب إلى الزوار. لكنّ بعض المشاركين احتجوا على هذه الصيغة لأنّها ستمنع المجلات على الخصوص من فضاءات كانت مخصصة لها، إذ درجت العادة على أن يكون للمجلات المغربية الصغيرة فضاء تنشط فيه وتعرض فيه أعدادها ويتمّ منحه بالمجان، وهو ما سيغيب هذه السنة. ومن المنتظر تقديم أعمال أدبية جديدة كثيرة في المعرض، سواء عبر البرنامج الرسمي للوزارة الذي عرف تقلّصا هذه السنة بسبب اقتصار الوزارة على قاعة عرض واحدة بخلاف السنوات الماضية، أو من خلال التوقيعات التي تحتضنها دور النشر الخاصة، وهي تشهد هذه السنة تضخّما في الانتاج الأدبي المغربي القادم من دول مشرقية كمصر ولبنان وسورية وغيرها، مما يؤشّر بقوة على أزمة النشر داخل المغرب ويفضح نهافت مشهد النشر وضعف الفاعلين فيه. ومن الأنشطة المهمة التي يحتضنها المعرض، إضافة إلى ندواته ولقاءاته، تقديم جائزة الأركانة التي يقدّمها بيت الشعر في المغرب.