قال ناشطون في المدن السنية العراقية إن مواقف حزب"البعث"وتنظيم"القاعدة"تحرج الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة، وأكدوا أن المعتصمين لا يدعمون أياً من الطرفين، فيما لا تزال قضية إجراء الانتخابات في المحافظات المنتفضة تخضع للسجال مع المفوضية العليا للانتخابات. وقال الناطق باسم متظاهري مدينة الرمادي سعيد اللافي ل"الحياة"امس إن"البيانات والمواقف التي تصدر عن تنظيم القاعدة أو عن حزب البعث في العراق لا تمثل المتظاهرين في الأنبار"، وأكد عدم وجود ممثلين عن هذين الطرفين في التظاهرات. وأضاف اللافي أن"الحكومة تسعى لتسقيط المتظاهرين"، ولم يسبتعد أن"تكون هذه البيانات أو المواقف التي تصدر بين فترة وأخرى منذ انطلاق التظاهرات، مجرد محاولات لتشويه صورة التظاهرات السلمية من جهات لم يسمها بقصد تأليب أهالي المحافظات في جنوب البلاد على أهالي المحافظات المنتفضين ضد سياسات الحكومة". وقال زعيم عشائر الباقريين في مدينة الفلوجة الشيخ محمد البجاري ل"الحياة"إن"بيانات حزب البعث وتنظيم القاعدة التي تتضمن تأييدهما للتظاهرات تحرج المتظاهرين في ساحات الاعتصام"، ونفى أن يكون المتظاهرون يدعمون"البعث"أو"القاعدة". ولفت البجاري إلى أن العلم العراقي السابق الذي يتم رفعه في التظاهرات"يعبر عن مواقف شخصية لا تمثل اللجان التنسيقية للاعتصامات"، وأشار إلى أن"لجاناً عشائرية ودينية تتابع بشكل دائم الشعارات التي ترفع في التظاهرات وتمنع أي شعارات قد يفهم منها أنها طائفية أو استفزازية". واعتبر الناطق باسم متظاهري"ساحة الأحرار"في محافظة الموصل غانم العابد أن"المعتصمين في المدينة لا يؤيدون البعث أو القاعدة وهم يدينون التصرفات الصادرة منهم". وأضاف في اتصال مع"الحياة"أن"القاعدة والبعث يسعيان إلى الصعود على أكتاف المعتصمين ويعملان على إخراج الاعتصامات عن سلميتها". وكانت"قيادة قطرالعراق لحزب البعث"أصدرت أول من امس بياناً تضمن تأييد التظاهرات الجارية في خمس محافظات، وانتقد تضييق الحكومة على المتظاهرين بوسائل أمنية وسياسية، ودعا إلى إسقاط رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال البيان"لقد عبرتم بتظاهراتكم الشعبية واعتصاماتكم وإضراباتكم المفتوحة عن الإرادة الصلبة لأبناء شعبنا المجاهد في التحرير الشامل والاستقلال التام عبر إسقاط حكومة المالكي العميلة صنيعة المحتلين الأميركان وحلفائهم الصهاينة والفرس الصفويين وإقامة حكم الشعب التعددي الديموقراطي الحر المستقل". وزاد أن"التظاهرات في الفلوجة والأنبار وسامراء وصلاح الدين والبصرة والموصل وكربلاء وكركوك وواسط وديالى وبغداد لم تعبأ باستهدافها بالرصاص الحي واستشهاد المتظاهرين في الفلوجة والموصل وكركوك وغيرها، وباستهداف المصلين المتوجهين إلى جامع الأمام أبي حنيفة النعمان في الأعظمية، وقد سبقتها حملة واسعة النطاق من الاغتيالات والاعتقالات والقمع الوحشي والتعذيب البشع والانتهاك الفظ لحقوق الإنسان والذي فصله التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية والعديد من تقارير منظمات حقوق الإنسان". وتابع"تعاملت حكومة المالكي العميلة بأحط الوسائل القمعية مع تظاهرات أبناء شعبنا المتواصلة ورفضت تنفيذ مطاليبهم المشروعة بل حقوقهم المغتصبة ومارست شتى صفوف التشويه والتبشيع لهذه التظاهرات فضلاً عن أساليب التحايل والالتفاف والمماطلة والتسويف الرخيصة التي اتبعتها". واتهم"البعث"الحكومة العراقية"بالسعي المحموم إلى تدمير العراق وتقسيمه وتفتيته وتأجيج الفتن العرقية والطائفية والاقتتال الطائفي عبر التهديد السافر والعلني للعميل المالكي بقوله جهاراً ونهاراً أن الحرب الطائفية على الأبواب، وأن لحكومته الغلبة في هذه الحرب المزعومة، كما صعد الفتنة العرقية التي تستهدف وحدة العراق لتأجيج الاقتتال بين العرب والكرد وغمط حقوق أبناء شعبنا الكردي التي حققها بيان الحادي عشر من آذارمارس". إلى ذلك أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات امس إجراء الانتخابات في كل المحافظات بما فيها المدن التي تشهد تظاهرات مناهضة للحكومة، ولكنها اعترفت بتعرض العشرات من المرشحين للانتخابات وموظفين في مدينة الموصل لتهديدات. وقال رئيس الإدارة الانتخابية في المفوضية مقداد الشريفي في مؤتمر صحافي امس إن"المفوضية عقدت اجتماعاً لمناقشة تطورات إجراء الانتخابات في البلاد، وقررت إجراءها في كل المحافظات بما فيها المحافظات التي تشهد تظاهرات منذ أسابيع"، لكنه أضاف أن المفوضية"ستطلب من اللجنة الأمنية التابعة لها درس الأوضاع الأمنية في مدن الاحتجاجات". وكشف الشريفي عن تعرض العشرات من المرشحين في محافظة الموصل إلى التهديد، ما دفعهم إلى سحب ترشيحاتهم، اضافة إلى تعرض عدد من موظفي المفوضية في المدينة إلى التهديد بالقتل في حال الاستمرار في عملهم.