تسلّم الكاتب الإسباني المعروف عالمياً أنطونيو مولينا"جائزة القدس"في افتتاح مهرجان الكتاب الدولي الذي يقام في مركز المؤتمرات في القدس الغربية، وتعتبر الجائزة الأدبية هذه من أبرز الجوائز الصهيونية التي تمنحها بلدية القدس لكاتب عالمي تكريماً لجهوده من أجل حرية الفرد والمجتمع. وكان تسلمها في السابق كتاب وشعراء كبار، منهم بيرتراند راسل 1963 وخورخي لويس بورخيس 1971 وسيمون دي بوفوار 1974 وأوكتافيو باث 1977 وآرثر ميلر 2003 وهاروكي موراكامي 2009... وسواهم. وترتفع أصوات معارضة في إسرائيل وخارجها سنوياً عبر مؤسسات ثقافية وحقوقية تدين الاحتلال العسكري المتواصل للأرض الفلسطينية، وأخرى تحمّل بلدية القدس مسؤولية التمييز ضد مواطنيها من العرب الفلسطينيين، لا سيّما بعد تردي أوضاعهم المعيشية والسكنية وغياب فرص العمل في ظل أجواء لا يسودها الهدوء بعد الموقف الدولي من القرار الإسرائيلي تكثيف الاستيطان في المنطقة التي تفصل بين القدس والضفة الغربية قرب الخان الأحمر معاليه ادوميم. وتلقى عدد من الكتاب والناشرين رسائل من ناشطين يساريين إسرائيليين وفلسطينيين وعرب تناشدهم عدم قبول الجوائز أو حضور هذا المهرجان الثقافي الذي يعتبر الأهم في إسرائيل. ويقع أي كاتب أو فنان مشهور في العالم في موقف محرج، فإذا رفض الجائزة يكون رفض الدولة العبرية والشعب اليهودي وهذه تهمة صعبة في المجتمعات المفتوحة في أوروبا والأميركتين، أو قد يتهم بمعاداة السامية، وإذا قبلها فيصوّر على أنه مؤيد للسياسة الإسرائيلية. وطبعاً ثمة مواقف تتسم بتجنب الطابع السياسي للمهرجان، فغالباً يأتي الكتاب العالميون ليلتقوا جمهور قرائهم بالعبرية ويقيموا ندوات حوار مع مترجميهم أمام الجمهور. حضر المهرجان هذا العام عشرات من الكتاب والصحافيين والمترجمين من البلدان الغربية، منهم الكاتبة البرازيلية الشهيرة ليديا جورج والكاتب روي يوكوبسون من النروج والفرنسي إيمانويل كارر ويوياخيم توبول من تشيكوسلوفاكيا، وعقدت ندوة تقويمية لأعمال الشاعر العبري يهودا عاميحاي. ولد انطونيو مولينا في قرية زراعية فقيرة تدعى اوبيدا في مقاطعة اندلوسيا في اسبانيا التي لم تسلم من مخالب نظام فرانكو، ودرس تاريخ الفنون في جامعة غرانادا والصحافة في العاصمة مدريد وله منجزات روائية تزيد عن العشرين منها:"الشتاء في لشبونة"المترجم إلى العربية و"موت وحياة شاعر"و"في غيابها"و"قمر كامل". يعيش مولينا مع زوجته الصحافية وكاتبة السيناريو ألوفيرا ليندو بين اسبانيا ونيويورك، وفي حديثه الى الصحافة العبرية أكد انه ليس شريكاً بالأعمال الفظيعة التي تحدث في البلاد، ولو كان مواطناً إسرائيلياً لكانت مواقفه وقضاياه الكتابية لا تختلف عن مواقف دافيد غروسمان الذي ينتقد الحكومة الإسرائيلية باستمرار. +