انطلقت فعاليات الصالون الدولي السابع للصورة الفوتوغرافية في المركز الثقافي"بالمنستير"في الساحل التونسي، الذي ينظم بالشراكة مع اتحاد الفنانين الفوتوغرافيين التونسيين، ومشاركة 118 مصوّراً من تونس ودول أخرى عربية وأجنبية. ويؤكد رئيس الإتحاد عمر عبادة حرز الله، أنّ المنظمين هدفهم التعريف بالصورة الفنية الفوتوغرافية التونسية في العالم خصوصاً في أوروبا، مشيراً الى أنّ بلاده"تزخر بالطاقات التي لم تتوافر لها فرصة العرض، لذلك يسعى الاتحاد لتشجيع الشباب على المشاركة والعرض وتبادل الخبرات". البداية كانت مع افتتاح معرض جماعي حمل عنوان"ألوان"، لتنطلق في ما بعد الندوة العلمية التي بحثت في"الأبعاد الفنية للصورة الفوتوغرافية"والتي ترأسها محمد نجاح وتضمنت مداخلتين، الأولى"تحولات الصورة الفوتوغرافية من الفوتوغرافي الى التشكيلي"وقدمتها كريمة بن سعد والثانية جاءت في إطار"قراءة تحليلية لسيمولوجيا الصورة"وقدمها كريم الزين. سيميولوجيا الصورة وفي سياق مداخلتها أشارت كريمة بن سعد إلى مراحل تطور الصورة الفوتوغرافية من مجرد صورة توثيقية الى حدث ما، إلى فنّ قائم بذاته له رواده ومتابعوه. وأكدت أنّ"الصورة الفوتوغرافية الجيدة ليست مجرد حادث عشوائي، وإنما هي وجهة نظر، إنها تعبير شمولي عن موقف المصور من الموضوع الذي يصوره ويفجر عبره رؤيته الفنية للحياة ككل"، كما قال انسل ادمز. أمّا كريم الزين فتطرق في مستوى أول من مداخلته، إلى التعريف بالصورة الإشهارية وتحليلها، وبمكوناتها وفق قراءة سيميولوجية تعني بالعلامات والأيقونات والرموز والمؤشرات البصرية واللغوية الموظفة في هذه الصورة والتي تستعمل من أجل إقناع المتلقي والتأثير عليه ذهنياً ووجدانياً وحركياً. ومن ثمّ تطرق المحاضر إلى الآليات البلاغية والبصرية التشكيلية للصورة الإشهارية، وبالتالي وظيفة هذه الأخيرة في الخطاب الإشهاري لنختتم الجزء الأول بعرض مفصل لمكوناتها كالمنظور والإطار وزاوية النظر والإضاءة والألوان. في المستوى الثاني، قدّم الزّين قراءة سيميولوجية للصورة الفوتوغرافية من خلال الإستشهاد بالبحوث التي قام بها رولان بارث في مجال سميوطيقيا الصورة بشكل خاص في الجانب النظري مركزاً في هذا السياق على المعني الإشاري والمعني الإيحائي بربط العلاقة في الإشارة بين الدال والمدلول من جهة والعلاقة بين الإشارة والموضوع والشخص المفسر من جهة ثانية. واختتم المحاضر بالتحدّث عن آليات قراءة الصورة الفوتوغرافية وتأويلها مع التركيز على العناصر المكونة لها واستعراض جملة من الأعمال الفنية الفوتوغرافية لفنانين فوتوغرافيين تونسيين. لمحة وفي إطار الصالون، قدّم بعض الفنّانين المشاركين لمحة عن واقع الصورة الفوتوغرافية ومشاكلها في بلدانهم، وكان أول المتحدّثين كمال بن زايد من ليبيا الذي أشار إلى صعوبة حصول المصور على آلة لتوثيق الأحداث ونقلها، وأسف لعدم اهتمام الحكومتين السابقة والحالية أيضاً بالصورة على عكس الفن التشكيلي أو النحت مثلاً. ومن مصر، قال عدلي زكي رئيس جمعية التصوير الفوتوغرافي إنّ التصوير انطلق مع الفراعنة وأنّ الصورة وُجدت قبل الآلة. وأضاف أن الجمعية التي يترأسها حالياً تعود إلى عام 1947 وأسسها الفنان أحمد موسى. ولفت إلى أن تدريس الفوتوغرافيا قائم في كلية الفنون التطبيقية في جامعة حلوان، ولكن تبقى مشكلة آلة التصوير هي العائق دائماً. ويشتكي المصورون الفوتوغرافيون الجزائريون من غياب هيكل رسمي سواء كان اتحاداً أو جمعية تجمع الفنانين الفوتوغرافيين، وهذا الغياب يشكل عائقاً أمام نجاح هذا الفنّ في الجزائر، لأن العمل"يصبح فردياً لا جماعياً يقوم على تبادل الخبرات والالتقاء بالآخر داخل حدود الوطن الواحد...". وأكد الجزائريون أنهم يطمحون الى تأسيس اتحاد للفنانين الفوتوغرافيين ويتمنون إنشاء اتحاد عربي. يُذكر أنّ التظاهرة انطلقت كصالون مَحَلِّي بفنّانين فوتوغرافيين من المنستير، ومن المحلية تطورت الفكرة وأصبحت معرضاً وطنيّاً، ومن ثمّ أخذت بعدها الدولي بالشراكة مع اتحاد الفنانين الفوتوغرافيين. ويقول مدير"المركب الثقافي"محمد المداني إنّ الهدف الأول هو"تسويق الوجه الحقيقي لتونس من خلال الفنّ ومن طريق الفنانين الذين نستضيفهم على امتداد المعرض الجماعي للصالون".