عفوية وعنفوان ومرح وحماسة... هذا ما اتسم به أداء فرقة"الحنونة للثقافة الشعبية"التي قدمت أغنياتها ودبكاتها ورقصاتها في حفلة أقامتها في مقرها في عمّان، بعنوان"برافر لن يمر"، تضامناً مع عرب النقب في مواجهة المخطط الذي وضعته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لمصادرة أراضيهم وهدم بيوتهم تمهيداً لترحيلهم، وفق أمينة سر الفرقة نعمت صالح. بدأ فتيان"الحنونة"، التي اشتقت اسمها من زهرة برية بلون أحمر قانٍ تُزيّن اخضرار الربيع في بلاد الشام، البرنامج بنشيد"بكتب اسمك يا بلادي"، ترافقه دبكة متعددة الإيقاع، طرزها الفتية بعفويتهم واندفاعهم. تلاها دبكات رافقتها مواويل وشروقيات ودلعونا. وردّد الجمهور الذي تشكّل في جلّه من الشباب، مقاطع أغنية"يويا"التقليدية وجُمَلها، بحماسة شديدة، ومنها:"يويا يا ولاد حارتنا.. يويا/ يوم سبت سبات.. يويا/ اجو الخواجات.. يويا/ اخدوا حارتنا.. يويا/ كسروا لعبتنا.. يويا/ صرنا لاجئين.. يويا/ عيسى اليسوع.. يويا رجعو صلبوه.. يويا". اعقبت ذلك لوحات راقصة لفتيان وفتيات اشتملت على ألوان من الدبكات الشعبية بمصاحبة القصيد والشروقي والمربع والموشح والزجل، الذي كشف عن تدريب"نوعي"للمنتسبين إلى عضوية الجمعية من الجنسين. سينوغرافياً، شكّلت تصاميم السروال والقنباز والحطّة والعقال، وزخرفة خطوط الأثواب النسائية المشغولة باليد ونقوشها، والتي مثّلت مناطق فلسطينية عديدة، الجماليات البصرية لفقرات الحفلة. وفور انتهاء الحفلة، بدأ الفتيان برقص الدبكة في شكل عفوي في ساحة الجمعية، وبمحاذاة الشارع، حيث التأم حولهم جمهور من المارة جذبته جماليات الأداء. ورغم أن الإضاءة لم تكن كافية، إلا أن المؤدين كانوا يعودون الى الدبكة والرقص من جديد، على وقع إلحاح التصفيق المتكرر للجمهور. وعن طبيعة أداء الدبكة، قال مدير الجمعية د.موسى صالح:"لدينا 25 حركة وحدة دبكة، ومنها ننشئ تشكيلات غير محدودة من اللوحات، مثل واحدة ونص، وهجيني، وشمل، وسوى ذلك من لوحات تؤشر على الأصالة". ولفت صالح إلى أن جمعيته تتعامل مع الأدوات الفنية الشرقية على اختلافها، ومنها: الشبابة، والإيقاع، والعود، والقانون، والكمان، والمجوز، والأرغول.