تصاعدت المواجهات بين القوات السودانية و تحالف متمردي"الجبهة الثورية". وأعلن التحالف إسقاط طائرة لسلاح الجو السوداني في ولاية جنوب كردفان، متهماً الطيران الحربي بقصف مدنيين في ولاية شمال دارفور، ما أدى الى سقوط 18 شخصاً بين قتيل وجريح. وأفاد التحالف الذي يضم الحركات المسلحة في دارفور و"الحركة الشعبية"?الشمال"في بيان، أن طائرة من طراز"ميغ"روسية الصنع أغارت على نازحين كانوا على متن سيارة في طريقهم من مخيم شنقل طوباي الى بلدة تابت في شمال دارفور، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وتدمير سيارتهم على بعد ثلاثة كيلومترات من قاعدة للبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي يوناميد. وأشار البيان إلى أنه في حادث منفصل شرق منطقة جبل مرة، ألقت طائرة عسكرية من طراز"أنتونوف"روسية الصنع قنابل على ثلاثو مزارعين، ما أدى إلى مقتلهم وإصابة ثمانية آخرين بجروح، بعضهم في حال خطرة. وناشد المتمردون المجتمع الدولي التحرك لحماية المدنيين في منطقة شرق جبل مرة في ولاية شمال دارفور، والضغط على الحكومة لوقف القصف الجوي على المدنيين في الإقليم. وكانت بعثة"يوناميد"أشارت السبت إلى سقوط عدد من القتلى المدنيين بغارة جوية أثناء انتقالهم من تابت إلى شنقلي طوباي، الواقعة على بعد 60 كلم من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. كما أعلن تحالف متمردي"الجبهة الثورية"في بيان آخر، أن مقاتلي"حركة العدل والمساواة"المنضوية تحت جناحها، تمكنوا مساء السبت من"تدمير ثلاثة آليات للقوات الحكومية نقلت مليشيات موالية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم"في منطقة جبل أبودموع في جنوب كردفان. كما أكدت الحركة أن مقاتليها أسقطوا طائرة من طراز"ميغ"في منطقة سماسم بين كادقلي، عاصمة جنوب كردفان والدلنج، ثاني كبرى مدن الولاية، كما غنموا آليات عسكرية وعتاد وأسلحة ثقيلة ورشاشات وذخائر وقتلوا"العشرات من المليشيات الحكومية". لكن الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خال سعد، ابلغ"الحياة"أن الجيش لا يشن عمليات في شمال دارفور حالياً، ولم يستخدم الطيران الحربي، نافياً بشدة قصف المدنيين. وأتهم الناطق"جهات متمردة"بقصف المدنيين في منطقة تواجد متمردي"حركة تحرير السودان"برئاسة مني أركو مناوي. كذلك قال قائد"الفرقة 18 مشاة"اللواء منتصر سبيل إن القوات المسلحة السودانية حققت"انتصارات"في كثير من المواقع وعادت بمعنويات عالية. وكان يتحدث خلال استقباله الكتائب العائدة من مناطق العمليات في أبو كرشولا في جنوب كردفان. وأشار سبيل الى توجه فرقة أخرى الى مناطق العمليات في جنوب كردفان، مؤكداً جاهزيتها واستعدادها ل"بذل التضحيات من أجل حماية الولاية من كل التهديدات الأمنية". على صعيد آخر، باشر الرئيس السوداني عمر البشير أمس مهماته بعد خمسة أيام قضاها في منتجع أركويت السياحي في ولاية البحر الأحمر، للاسترخاء والاستجمام، وذلك بعد افتتاحه مهرجان السياحة في بورتسودان عاصمة الولاية الساحلية. ويحتفل البشير بعد أسابيع ببلوغه السبعين من العمر، قضى خمسة وعشرون سنة منها في الرئاسة منذ استيلائه على السلطة عبر انقلاب عسكري أطاح رئيس الوزراء الصادق المهدي في نهاية حزيران يونيو 1989. ويستقبل البشير غدا رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، الذي يزور الخرطوم لمناقشة مواضيع ذات اهتمام مشترك، وفي مقدمها مسائل الحدود، والمشاركة في المحادثات بين الخرطوم وأديس أبابا، وتوقيع اتفاقات في مختلف المجالات، كما يدشن البشير وديسالين شبكة الربط الكهربائي بين البلدين في مدينة القضارف شرق السودان.