أثار الاعتداء الذي استهدف حاجزين للجيش اللبناني في منطقة مجدليون وعلى جسر الأولي المدخل الشمالي لمدينة صيدا ليل أول من أمس، موجة استنكار واسعة. ودان رئيس الجمهورية ميشال سليمان بشدة"العمل الإرهابي الإجرامي ...، في وقت يتطلع اللبنانيون في كل المناطق إلى الجيش على أنه الضامن للأمن والاستقرار والسلم الأهلي". وبقي سليمان على اتصال مع الجهات المعنية لمتابعة الموضوع، مشدداً على"وجوب اتخاذ كل التدابير لمحاربة الإرهاب"، داعياً"جميع اللبنانيين إلى التضامن في مواجهة هذه الآفة التي لا تتآلف مع طباعهم وجوهر فلسفة الكيان اللبناني". كذلك تابع رئيس الجمهورية مع وزارة الدفاع وقيادة الجيش"آخر المعلومات المتعلقة بالوضع على الحدود بما يحفظ السيادة في وجه المخاطر الإسرائيلية ويكفل حسن الالتزام بتطبيق 1701". وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي:"إننا ندين الاعتداءين الإرهابيين بكل معنى الكلمة وخصوصاً أنهما استهدفا المؤسسة العسكرية التي تدافع عن لبنان واللبنانيين وتشكل حصن السيادة والاستقلال، وندعو الجميع إلى الالتفاف حول الجيش وسائر القوى الأمنية وعدم السماح لأي كان بالعبث بالأمن والنيل من دور المؤسسة العسكرية وهيبتها". واستنكر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام الاعتداءين. ودعا إلى"العمل سريعاً على الكشف عن المخططين وإلحاق أقصى العقوبة بهم". وقال:"إن الجيش كان وسيبقى الحصن الحامي للبنان واللبنانيين وضامن أمنهم واستقرارهم، وأي تطاول على أفراده، تحت أي ذريعة وسبب، يشكل اعتداء سافراً على الشعب اللبناني بل على الوطن بأكمله، وهو مرفوض ومدان". ودعا اللبنانيين في شكل عام، والصيداويين في شكل خاص، إلى"الالتفاف حول الجيش وتسهيل مهمته لتفويت الفرصة على أصحاب المخططات السوداء الذين يريدون إلحاق الأذية بقواتنا المسلحة والإساءة إلى صيدا وإيقاع الشقاق بين الجيش وأهله. الحريري: رأس الفوضى ودان الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري، في بيان، الاعتداء على الجيش معتبراً أنه"إذا كانت الفوضى تطل برأسها في غير مكان من لبنان، وتنذر دائماً بتخريب الحياة الوطنية وسيادة منطق الفلتان والخروج على القانون، فإن رأس الفوضى وإرادة التخريب تتمثل بالاعتداء على الجيش اللبناني، الذي استهدفته في الساعات الماضية هجمات إجرامية مسلحة في محيط مدينة صيدا، لا وظيفة لها سوى الإساءة لهوية المدينة والتزام أهلها وفعالياتها بالدولة ومؤسساتها الشرعية، ومحاولة دنيئة لجر البلاد إلى مستنقع الفتن المتنقلة والعمليات الإرهابية". وأضاف:"إن التضامن مع الجيش اللبناني، إزاء ما يستهدفه من أعمال مشبوهة واعتداءات مدانة، هو واجب على كل مواطن يؤمن بالدولة وبدور المؤسسة العسكرية في هذه الحقبة الحساسة من تاريخ لبنان والمنطقة، ونحن بدورنا نؤكد على هذا التضامن ونعلي الصوت مجدداً بملاحقة كل أشكال الفلول المسلحة التي تسعى إلى نشر الفوضى وتجعل الجيش وحواجزه هدفاً لضرب الاستقرار الداخلي وتسعير عوامل الانقسام والتجزئة". وأكد الحريري"أن صيدا لن ترضى تحت أي ظرف من الظروف استدراجها من جديد إلى مواجهة مع الجيش اللبناني المؤتمن على سلامتها وأمنها وكرامة أهلها، وأن الخارجين عن وحدتها وإرادتها في دعم الجيش وسائر المؤسسات الأمنية الشرعية هم مجرد مجموعة ضالة وغير مسؤولة، تمتطي حالات الفلتان المسلح والتشنج الطائفي لتغامر بسلامة المدينة وأهلها، وتقدم للمشاريع الانتحارية وللمصطادين في المياه العكرة وحملة السلاح غير الشرعي، خدمات مجانية تمكنهم من النفاذ إلى الساحة الصيداوية والتلاعب بها". السنيورة: عمل إرهابي وأجرى رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش للتعزية باستشهاد الرقيب سامر رزق، وأبدى استنكاره الشديد"للاعتداء المزدوج الذي تعرض له الجيش اللبناني"، معتبراً أن"هذه الأعمال الإرهابية مدانة ومرفوضة ولا يقبل بها أهل المدينة". وقال:"الجيش اللبناني هو المؤسسة التي يجب دعمها ومساندتها باعتبارها الأداة الأمنية الرسمية للدولة التي تضبط الأمن وتحافظ وتحمي مصالح المواطنين وتعزز الوحدة الوطنية في مواجهة العدو الإسرائيلي وقوى الأمر الواقع والميليشيات غير الشرعية الخارجة عن القانون". وندد حزب"الكتائب"في بيان بعد اجتماعه برئاسة الرئيس أمين الجميل،"بأشد العبارات بالاعتداء الموصوف على الجيش في صيدا"، ورأى فيه"تطوراً خطيراً يطاول آخر معاقل الشرعية العسكرية والأمنية، وخط الدفاع الأخير عن الاستقرار والأمن". وحذر من"تعميم ثقافة الانتحاريين المستوردة، التي يجب وضع حد لها من خلال ضبط الحدود ومراقبة حركة الدخول والخروج من وإلى المخيمات والتجمعات، والاستعانة بقوات"اليونيفيل"التي يجيز لها القرار 1701 توسيع مهامها بهذا الاتجاه". جنبلاط: انكفاء بعض القوى تملأه تيارات تكفيرية ورأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أن"من الواضح أن ما سبق لنا أن حذرنا منه أثبت صحته، خصوصاً أن ذريعة الانكفاء التي تنتهجها بعض القوى ستؤدي إلى ملء الفراغ من بعض التيارات المتطرفة وحتى التكفيرية، وتقضي على الاعتدال السياسي وتأكل الأخضر واليابس، ناهيك بتلك الأصوات المشككة في الجيش اللبناني التي صدرت وتعالت بعد أحداث عبرا، وكانت في غير محلها. فالجيش مستهدف مرة جديدة ويقدم الشهداء دفاعاً عن الاستقرار والسلم الأهلي. لذلك، نطالب مجدداً، وأكثر من أي وقت مضى بالتضامن المطلق مع الجيش وتسهيل كل مهماته الأمنية التي ينفذها في لحظات حرجة وصعبة". واعتبر في موقفه الأسبوعي لجريدة"الأنباء"الإلكترونية، أن"مسؤولية كل مكونات المجتمع السياسي اللبناني الالتفاف حول الجيش في مواجهة الإرهاب، أياً يكن مصدره، وتسهيل مهمته في مدينة طرابلس لتلافي تكرار المواجهات العبثية التي يدفع ثمنها الأبرياء الذين لا ذنب لهم والعسكريون الذين يقومون بواجبهم الوطني، إضافة إلى دعم كل جهوده في كل المناطق اللبنانية. وفوق كل ذلك، نثمن التصدي البطولي الذي يقوم به الجيش في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي قد يتناسى البعض في أدبياته الخطر والأطماع والجرائم الإسرائيلية". ودان رئيس حزب"القوات اللبنانية"سمير جعجع الاعتداء على الجيش، معتبراً"أنه يؤكد من جديد أهمية أن تأخذ الدولة الأمور وحدها وبيدها، وأن تحتكر وحدها ومن دون سواها، حق استعمال السلاح على أرضنا"، مضيفاً:"على الدولة أن تمنع بالقوة اللازمة التلاعب بالأمن الذي يهدّد الاستقرار الأمني والمعيشي في هذا الظرف الصعب، حتى لا تتفاقم مأساة اللبنانيين، فالسلاح يجرّ السلاح واللبنانيون يدفعون الثمن من أرواحهم وجنودهم". وأبدى البطريرك الماروني بشارة الراعي أسفه"لما تعرض له الجيش اللبناني وما يتعرض من اعتداءات"، معتبراً"أن التعدي عليه هو تعدٍّ على كل الكيان"، مقدماً تعازيه الحارة"لكل شهداء الجيش الذين يسقطون دفاعاً عن تراب الوطن". واستنكرت النائب بهية الحريري"الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الجيش اللبناني على جسر الأولي وفي مجدليون"، داعيةً إلى اجتماع طارئ للقاء التشاوري الصيداوي. وشدّدت على أنّ"صيدا والجيش واحد في مواجهة هذا العمل الإرهابي"، وقالت إنّ"الاعتداءين الإرهابيين على الجيش اللبناني في الأولي ومجدليون، يشكلان اعتداء صارخاً على كل اللبنانيين، وهو استهداف لضمانة سلمهم الأهلي وعيشهم الواحد ولما تبقى من هيبة للدولة ممثلة بالجيش اللبناني صمام أمان هذا الوطن". مواكبة الإجراءات الأمنية في صيدا وفي صيدا، استنفرت القوى السياسية الصيداوية سياسياً لمواكبة تداعيات الاعتداءين. ورأس مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان اجتماعاً لعلماء المدينة في مكتبه في دار الإفتاء الإسلامية، فيما رأس محافظ الجنوب نقولا أبو ضاهر اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الفرعي في الجنوب شدد على اثره على منع المظاهر المسلحة معتبراً ان العملية الارهابية تشكل جرس انذار لكل الفرقاء السياسيين". كما رأس الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد اجتماعاً طارئاً لممثلي القوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية في مكتبه. فيما ترأست النائب الحريري اجتماعاً طارئاً ل"اللقاء التشاوري الصيداوي"في دارتها في مجدليون. وبعد التداول في ما جرى، أصدر المجتمعون بياناً تلته الحريري وجاء فيه:"إن هذا الاعتداء على الجيش وصيدا يأتي ضمن سلسلة الامتحانات الصعبة والمُرّة التي مرت بها المدينة والوطن على مدى سنوات طويلة من استهداف الاستقرار والسلم الأهلي". وأضاف:"سيبقى خيارنا هو السلم الأهلي والدولة العادلة والحاضنة لجميع أبنائها، ولا يمكن أن نقبل بغير الدولة ومؤسساتها من جيش وقوى أمن داخلي وقضاء ضامناً للأمن والاستقرار. وأن كل تلك التحديات لن تغير من توجهاتنا وسيبقى لبنان أولاًً". وأكد اللقاء"إدانته واستنكاره الشديد لهذا الاعتداء الإرهابي اللبناني ويعتبر أنه اعتداء على صيدا وأهلها وثوابتها الوطنية وعلى السلم الأهلي في لبنان". وشدد على أن"صيدا تؤكد تمسكها بالدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية وفي مقدمها الجيش اللبناني حامياً لسلمها الأهلي وللأمن والاستقرار فيها وفي كل لبنان".