قدّمت وكالة"رويترز"رواية للاتصالات والمحادثات التي مهدت لإبرام اتفاق جنيف بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وأفادت الوكالة بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري التقى نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والأوروبية كاثرين آشتون، بعد وصوله إلى جنيف السبت الماضي. ونقلت عن مسؤول بارز في الخارجية الأميركية قوله إن كيري أبلغ ظريف أن لا مجال لأي تأخير، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما ستدعو إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، إن لم يتم التوصل إلى اتفاق، مستجيبة مطالب في هذا الصدد من أعضاء في الكونغرس. ونسب إلى كيري قوله:"لن تكون هناك أي وسيلة لكبح عقوبات جديدة، لإتاحة جولة مفاوضات جديدة، ما سيؤدي إلى عقوبات إضافية، إذا لم نبرم اتفاقاً". وأشارت الوكالة إلى أن أوباما وافق مساء السبت، على الصياغة النهائية للاتفاق. ونقلت"رويترز"عن عضو بارز في الوفد الإيراني إلى جنيف، قوله إن ظريف عقد قبل توجهه إلى العاصمة السويسرية، اجتماعاً"حاسماً"مع مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، في حضور الرئيس حسن روحاني. وأضاف أن المرشد"شدد على أهمية احترام حق إيران في تخصيب اليورانيوم، وأنه يدعم الوفد طالما احترم هذا الخط الأحمر". ونسبت"رويترز"إلى مسؤول إيراني سابق، يمتّ بصلة قرابة إلى خامنئي، قوله إن"القلق الأساسي لدى المرشد تمثّل في أنصاره الذين يعتقدون بوجوب الامتناع عن إبرام أي صفقة مع أميركا، ويراقبون التطورات عن كثب لإيجاد نقطة ضعف أو فشل يلقونه على عاتق المفاوضين، بحجة خيانتهم القيادة". واتفاق جنيف أُبرم بعد مفاوضات سرية بين واشنطن وطهران بدأت في سلطنة عُمان في آذار مارس الماضي، كشفت تفاصيلها وكالة"أسوشييتد برس". ونقلت"رويترز"عن مسؤول إيراني سابق شارك في إحدى جلسات المحادثات السرية، قوله:"كل الاجتماعات مع الأميركيين حظيت بمباركة المرشد. الاجتماع الأول كان الأكثر صعوبة، إذ وجب علينا إقناع خامنئي بالنتائج الإيجابية لاجتماعات مشابهة. المرشد أعطى موافقته، لكنه لم يكن متفائلاً إزاء النتيجة. جازفنا لكننا انتصرنا". وساهم كيري في دفع المفاوضات السرية، إذ قام لدى ترؤسه لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، بزيارة لم يُعلن عنها إلى مسقط، التقى خلالها مسؤولين عُمانيين. وعندما أصبح وزيراً للخارجية في شباط فبراير الماضي، كان تقرر متابعة محادثات سلطنة عُمان، لدعم المفاوضات بين إيران والدول الست. وزار كيري مسقط في أيار مايو الماضي، لإجراء محادثات مع المسؤولين العُمانيين. وتسارعت وتيرة التواصل الأميركي مع إيران، بعد تولي روحاني رئاستها في آب أغسطس الماضي. والتقى كيري ظريف على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في أيلول سبتمبر الماضي، ثم تحدث أوباما وروحاني هاتفياً. وتحدث كيري أيضاً مع ظريف هاتفياً في 25 تشرين الأول أكتوبر الماضي، وفي 2 الشهر الجاري.