توقّعت إيران أمس،"مفاوضات صعبة"في جنيف الأسبوع المقبل مع الدول الست المعنية بملفها النووي، فيما اعتبرت روسيا أن"لا خلافات أساسية"بين الجانبين، وحضت على"عدم تفويت فرصة نادرة"لإبرام اتفاق. راجع ص 8 وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن"حق"بلاده في تخصيب اليورانيوم"ليس قابلاً للتفاوض"، إذ اعتبره"خطاً أحمر". وأضاف:"نبحث الآن هذا المسار وآمل بالتوصل إلى اتفاق في هذا الشأن خلال المفاوضات". أما رئيس الوفد الإيراني إلى جنيف نائب وزير الخارجية عباس عراقجي فاعتبر أن"المفاوضات ستكون صعبة"، مكرراً أن"أي اتفاق لن يُبرم من دون تأمين حقوق الشعب الإيراني". وأشار إلى أن المفاوضات ستُجرى على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، لافتاً إلى أن مشاركة وزراء الخارجية مرهونة بنتيجة المحادثات. وأضاف أن ظريف سيزور روما بعد غد الثلثاء، تلبية لدعوة من نظيرته الإيطالية إيما بنينو، يتوجّه بعدها إلى جنيف. وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن ظريف سيلتقي اليوم أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى البرلمان، لوضعهم في صورة مفاوضات جنيف. وتستند الجولة الثالثة من المحادثات إلى التقدّم الذي حقّقته الجولة الثانية قبل 10 أيام، والتي ذكر ديبلوماسي غربي بارز في بروكسيل أنها"لم تحدث اختراقاً، لكنها لم تفشل"، مضيفاً:"إبرام اتفاق يحتاج وقتاً. كل شيء ممكن". واعتبر أن"تتابع جولات التفاوض دليل غوص عميق في تفاصيل القضايا المطروحة"، لافتاً إلى كمّ هائل من تفاصيل تقنية لا يمكن مناقشتها في وقت وجيز، وتحتاج إلى خبرات عالية وأكثر من جولة تفاوض. ورأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ثمة"فرصة نادرة للتفاهم والتقدّم، يجب عدم تفويتها، خصوصاً أن الإيرانيين يؤكدون استعدادهم لتسوية كل المسائل التي تطرحها الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال سنة، كما أن المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني أكدت أن الدول الست وطهران مستعدة، للمرة الأولى منذ سنوات، لا فقط لعرض مواقفها التي لا تتلاقى في غالبية الحالات، بل لإيجاد فرص لتسوية". وأضاف:"لم تعد هناك خلافات أساسية حول المسائل التي يجب تسويتها. ما علينا فعله الآن هو صوغ هذا التفاهم الذي حققناه، في شكل صحيح وبلغة ديبلوماسية. لدينا وثيقة مشتركة لم تُفرض على أحد من الخارج". ونبّه لافروف الدول الست الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا إلى وجوب"الامتناع عن إضافة شروط مصطنعة لا تُقدِّم ولا تؤخِّر"، معتبراً أن"التدابير الواجب اتخاذها لتهدئة الوضع وإيجاد شروط تسوية نهائية للملف النووي الإيراني، واضحة"لجميع الأطراف. وعشية وصول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى إسرائيل، شدد رئيس وزراء الدولة العبرية بنيامين نتانياهو على أن تل أبيب وباريس"يدافعان في الملف الإيراني، عن مواقف مشتركة منذ سنوات، أياً تكن الأكثرية الحاكمة"، مضيفاً:"سنتابع هذه الشراكة الأساسية مع هولاند. نحيي موقفه المنسجم والحازم حول هذا الملف". وقال لصحيفة"لو فيغارو":"تبقى الولاياتالمتحدة بالنسبة إلينا حليفاً مهماً، بل الأهم. لكن لعلاقتنا مع فرنسا أيضاً خصوصية كبرى. ونأمل بألا تتراجع"عن نهجها إزاء إيران. وزاد:"أنا مقتنع بوجوب عدم التراخي"أمام طهران.